|
أيها المعتزل
نشر بتاريخ: 02/01/2014 ( آخر تحديث: 02/01/2014 الساعة: 18:40 )
أيها المعتزل
تنسى كأنك لم تكن بقلم عبد الرحيم أبو حديد في حياة الشعب الفلسطيني لا يمكن إلا أن تمر على تاريخ أدبي شكل حالة نضالية أدبية اجتماعية فكرية فلسطينية تسمى محمود درويش والذي اقتبست منه العنوان من قصيدته تنسى كأنك لم تكن وتواردت لي الأفكار في كل كلمة قالها بالقصيدة هل تواسي نفسك بالذكريات ؟ تنسى كمصرع طائر ،ككنيسة مهجورة تنسى كحب عابر ،وكوردة في الثلج تنسى نعم أيها المعتزل من الرياضة تنسى كأنك لم تكن فبعد جهد كبير وكبير في الملاعب تمر عليك لحظات ذهبية الجميع كان يريد رضاك أيها اللاعب المعتزل، أتذكر كم من احترام كان يقدم لك ؟ أتذكر كم كانوا يريدون رضاك ؟ أتذكر عندما كانوا يوفروا لك كل ما تريد ؟ أتذكر كيف كنت تتدلل وتتامر ؟ أتذكر عندما كان هذا النادي يطلب توقيعك ؟أتذكر كم دفع لك ذاك النادي للانضمام لهم؟ هل احتفظت بالصحف التي نشرت صورك وأهدافك ؟ وأنت أيها الحارس المعتزل ،هل تحتفظ بخبر مفاده بأنك السد المنيع للفريق؟وأنت أيها المدافع المعتزل تحتفظ بعنوان يقال بأنك صخرة الدفاع ؟ تنظر إلى الصحف وتتذكر أيام غابرة ذهبت ولن تعود ؟ تنسى كأنك لم تكن خبرا أو أثرا نعم تتذكر، وتترحم على تلك الأيام التي كنت فيها حديث الساعة تمر على النادي ينظرون إليك بنوع من المجاملة، يتجاهلون حديثك، يملون من سرد قصصك، لا يستمعون لك، لا يتذكروك، لا ينصفوا تاريخك، ماذا تفعل في النادي ؟ هل تلعب طاولة النرد ؟ أم انه غير مرحب بك ؟ هل تدفع ثمن فنجان القهوة الذي تشربه في النادي ؟ هل لك اسما في الهيئة العامة للنادي ؟ هل تدفع أجرة استخدام مرافق النادي؟ يسبقني غد ماض ... انأ ملك الصدى .. لا عرش لي إلا الهوامش نعم هذا واقع الحياة الرياضية ، هو واقع يعيشه لاعب اسعد آلاف الجماهير ، لاعب أحبته الجماهير وأحبها ، ولكنه ألان ينسى كأنه لم يكن ، نسيه النادي ونسي تاريخه ، ربما البعض يقول بان كلماتي فيها مبالغة عاطفية ، ولكن هذا واقع يعيشه مئات اللاعبين ، الذين تم نسيانهم "تنسى كأنك لم تكن ،هناك من نثر الكلام على سجيته كي يعبر الحكاية ، أو يضيء لمن سيأتي بعده . اعتقد أن اللاعب نفسه هو السبب ، لأننا لم نسمع ولا مرة عن جسم نقابي للاعبين سواء العاملين أم المعتزلين ، لم نسمع مبادرة من احد لذلك ، اللاعب المعتزل في أوروبا ربما ينسى ولكنه يعيش بمسمى لاعب سابق يأخذ حقوقه وراتبه يعمل بموقع إداري أو موقع فني أو في مجال حقوق الإنسان كسفير لمؤسسة أو جمعية ، قبل الاعتزال بسنوات قليلة يبدأ بتأهيل نفسه من خلال مجموعة من الدورات ، الأندية نفسها تكرم اللاعبين وتكرم تاريخهم ، الاتحادات تكرم لاعبين ولا تنسى ما قدموه للرياضة . تنسى كأنك لم تكن شخصا ولا نصا وتنسى بالمختصر : يجب أن ننظر إلى لاعبين حملوا اسم نادي واسم وطن وأمتعوا جماهير كانت تعاني من آهات ومن آلام سكنت قلوبهم بسبب الاحتلال ، كان لزاما علينا ان نقدر ونكرم اللاعبين السابقين أو المعتزلين ، فمن ليس له خير في قديمه ليس له خير في جديدة صحيح ان بعض اللاعبين موجودين بإدارات الأندية ومساعدين للمدربين او مدربين فئات عمرية ، ولكن هذا ليس تكريم وهذا ليس كافي وهذا ليس شيء لناس عملوا كل شيء وأنا هنا لا ألوم أي لاعب ينظر إلى مستحقاته المالية لان العمر الافتراضي للاعب قصير وبعد منتصف الثلاثين لا احد يسال عن أي لاعب فلذلك سيعمل على تامين مستقبله الإنساني لأنه بعد الاعتزال يهان المعتزل أو يهان . ولكن أقول لكم انتم أساس الأساس وكما قال درويش "فاشهد أنني حر وحي حين انسي" أيها اللاعبون الجدد فكروا في بعد نهايتكم الكروية ، امنوا أنفسكم من سنوات ستتذكرون وتترحمون لأنه في كرة القدم بعد الثلاثين ربنا بعين في كل حياتنا الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والشخصية والرياضية والعاطفية تنسى ... كأنك لم تكن |