|
وقفة احتجاجية .. عمال غزة العاطلين يحذرون من ثورة جياع
نشر بتاريخ: 05/01/2014 ( آخر تحديث: 06/01/2014 الساعة: 00:43 )
جباليا -معا- "بدنا شيكل"، "بدنا شيكل" بهذه النداءات احتشد، عشرات العمال الفلسطينيين العاطلين عن العمل وأطفالهم في منطقة الفاخورة بمخيم جباليا شمال قطاع غزة اكبر مخيم سكني للاجئين في العالم، والذين تقطعت بهم سبل الحياة منذ 14 خريفا بعد ان اغلقت اسرائيل ابوابها في وجه العمال اثر اندلاع انتفاضة الاقصى في عام 2000.
وبدا الحزن والامتعاض الشديد على وجه العمال الذين رفعوا شعارات كتب عليها "انخنقنا" ، "طز في هيك عيشة"، "تقاسمنا الدم فلماذا لا نتقاسم الخبز..؟" اضافة الى شعارات غاضبة تهاجم " النقابات الفاسدة " في اشارة واضحة الى سوء وضعهم المعيشي في قطاع غزة الذي يعاني سكانه اصلا من وضع خدماتي واقتصادي بالغ السوء في ظل الحصار الاسرائيلي المستمر منذ اكثر من سبع سنوات. وتحدث ابو فادي (47 عاما) من بين المحتجين "انا ابني بقولي بدي شيكل ومش عارف من وين اعطيه، حماس بتقبض وفتح بتقبض ووكالة (اونروا) بتقبض، واحنا بنتفرج عليهم، وبنموت بحسرتنا،هذا حال ما برضى حدا!!". انفجار وشيك.. يضيف ابو فادي "اذا لم يكن هناك حل قريب ستنفجر الناس في وجه كل شيء لان العمل ايضا في غزة بعد انقطاع مواد البناء اصبح في وضع مفزع ولا شيء يدعو للحياة هنا". اما الشاب رامي( 29 عاما) والذي احتشد مع العمال ايضا قال "لو تفتح البلد أمامنا ما بنضل هون ولا دقيقة، لانوا احنا بدناش نموت من الجوع". يضيف رامي بلهجة قوية "احنا جعانين، والناس وضعها صعب كثيرا (..)ولكن حماس او السلطة او الوكالة وحتى وزارة العمل لا تنظر الينا في هذا الوضع صعب". الحرقة كانت واضحة على وجوه العمال الذين رفعوا شعار "لماذا اعفيتم الاحتلال من مسؤوليته..؟" الى جانب ادوات المطبخ واواني تستخدم في الطهي للتعبير عن مدى عجزهم عن توفير ادنى مقومات الحياة لابنائهم. لا يساعدنا احد.. ويقول الحاج ابو صقر الذي اتى هو وابنائه الـ6 العاطلين عن العمل الى الوقفة الاحتجاجية التي غابت عنها وسائل الاعلام "انا اوقفت الانجاب لأني لا استطيع ان اجلب الطعام لأبنائي هذا امر فاجع ويقتل الانسان..، لماذا لا احد يبحث عنا ماذا نقول لو فعلنا اشياء غير متوقعة..؟، لماذا لا يساعدنا احد..؟". يذكر ان عمال قطاع غزة منعوا من الولوج الى اسرائيل بعد اغلاق معبر بيت حانون" ايرز" شمال قطاع غزة في وجوههم اثر اندلاع انتفاضة الاقصى او" الانتفاضة الفلسطينية الثانية" في 28 سبتمبر2000متبوعة بتنفيذ عمليات عسكرية ضد اهداف اسرائيلية ، ما جعل هؤلاء العمال فريسة سهلة للفقر . وترك هؤلاء العمال الذين تقدموا في السن وأصبح الكثير منهم لا يقوى على العمل في مجاله تحت رحمة مساعدات شحيحة انقطعت بالكامل، ما دفعهم الى الخروج عن صمتهم اليوم. (الحكومات) المتعاقبة.. ويحمل العمال المشاركين في هذه الوقفة التي فضتها قوات الامن التابعة لحكومة غزة بعد تسليمهم بلاغات مراجعة، (الحكومات) الفلسطينية المتعاقبة منذ اندلاع انتفاضة الأقصى مسؤولية عدم توفير فرص عمل لهم طيلة السنوات الـ14 الماضية والتي كلفتهم فقدان كل مدخراتهم. ودفع أبناء هذه الطبقة التي كانت تشكل قبل انتفاضة الأقصى العمود الفقري للاقتصادي الغزي والمحرك الرئيس للحركة التجارية ثمنا باهظا حيث فقدوا مقاعدهم الدراسية في المدارس والجامعات لصالح العمل لمساعدة أسرهم وابائهم. وذكرت تقارير من دائرة الاحصاء الفلسطينية مؤخرا ان عدد العمال العاطلين عن العمل بلغ 140 الف عامل في قطاع غزة، والذين يعانون اوضاع معيشية قاسية. وحذرت فعاليات فلسطينية مؤخرا من " ثورة جياع" بسبب الاوضاع الاقتصادية الصعبة في غزة، مؤكدة بان قطاعات واسعة من الفقراء والمحرومين والعمال والخريجين العاطلين عن العمل في القطاع باتوا عاجزين عن توفير متطلبات الحياة الكريمة من غذاء وعلاج وملبس ومسكن بسبب البطالة وغلاء السلع والخدمات في قطاع غزة. وحملت الفعاليات الاحتلال الاسرائيلي واطراف الانقسام الفلسطيني (فتح وحماس) المسؤولية عن الأوضاع التي يعيشها قطاع غزة." مطالبة بإنهاء حالة الانقسام، والبدء فورا بتنفيذ المصالحة الفلسطينية، بتشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة الرئيس محمود عباس ليتمكن الشعب الفلسطيني من مواجهة كافة المخاطر والتحديات على الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية. |