وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

كيف نقل سامي الهريمي العبوة الناسفة من بيت لحم الى بات يام؟

نشر بتاريخ: 05/01/2014 ( آخر تحديث: 06/01/2014 الساعة: 20:19 )
بيت لحم- معا - أجرى موقع "يديعوت احرونوت" الالكتروني منذ ساعات فجر اليوم "الأحد" فحصا حاول من خلاله تتبع مسار ومسيرة العمال الفلسطينيين الذين يدخلون إسرائيل للعمل فيها دون تصريح جنوب جبل الخليل، وذلك في أعقاب عملية بات يام التي وقعت قبل أسبوعين وعادت إلى عناوين الصحف مع اعتقال خلية فلسطينية من بيت لحم ومن مناطق أخرى قيل بأنها على علاقة بعملية تفجير الحافلة في مدينة بات يام قرب تل أبيب، ومن بينهم الشاب سامي الهريمي من مدينة بيت لحم ونسب اليه الموقع الالكتروني استنادا لمعطيات التحقيق مهمة التسلل إلى إسرائيل وتهريب العبوة الناسفة من بيت لحم إلى بات يام عبر فتحات وفجوات في الجدار الأمني.

وادعى الموقع بان الشاب سامي الهريمي استغل تدفق العمال الفلسطينيين عبر فتحات الجدار الامني جنوب جبل الخليل وانضم إليهم حاملا عبوته الناسفة.

وأضاف الموقع بان الشاب دخل إسرائيل عبر فجوة قائمة في الجدار الأمني الممتد على مسافة 30 كلم قرب كيبوتس"اشكولوت" شمال مدينة بئر السبع حيث يوجد عدة كيلومترات في منطقة جنوب جبل الخليل خالية من أي جدار امني حتى ألان.

ووفقا للموقع الالكتروني اعترف الشاب سامي خلال التحقيق معه بأنه تسلل إلى إسرائيل من المنطقة التي يتسلل منها الاف العمال الفلسطينيين.

وقال المحلل العسكري لصحيفة "يديعوت احرونوت" بان منفذي العملية لم يتركوا "بصمة استخبارية" أي "دلائل وإشارات يمكن تعقبهم من خلالها" رغم إن اثنين منهم كانا معتقلين في إسرائيل وينتمون لمنظمة "إرهابية" خطيرة واثبتوا قدرتهم على إنتاج المواد المتفجرة وتهريبها إلى داخل إسرائيل وتشغيل العبوة ولولا الحذر والانتباه الكثير من الحظ منعوا وقوع الكارثة لكن تبقى الظاهرة مقلقة جدا.

سافر "سامي" الذي عمل في احد مطاعم مدينة يافا قبل عدة أيام من الانفجار حاملا العبوة الناسفة على متن سيارة بدوي إسرائيلي الذي لم يعلم كما يبدو بان الأمر يتعلق بـ "إرهابي" فقاده بسهولة إلى منطقة "غوش دان" وأدى "الإرهابي" الصلاة في احد مساجد يافا وبعدها وضع العبوة الناسفة داخل الحافلة وقام بتشغيلها عن بعد مستخدما هاتفا نقالا وفر من المكان ولم يعتقل سوى بعد أربعة أيام مع شقيقه واثنين أخرين من نشاط الجهاد الإسلامي من سكان مدينة بيت لحم.

وعاد الموقع لجولته الصباحية في جنوب جبل الخليل، قائلا بان الجولة التي جرت على طول الجدار الأمني كشفت صورة مربكة ومحرجة حيث يقوم الجيش الإسرائيلي بتسيير الدوريات على طول الجدار وينصب الجنود الكمائن ومع ذلك يتم نقل الفلسطينيين ممن لا يحملون التصاريح من الجهة الفلسطينية إلى الإسرائيلية مقابل 100 شيكل للشخص الواحد وان الوضع هناك يشبه تماما الغرب المتوحش حيث تدور لعبة القط والفأر.

"بعض الأحيان يستوقفنا من ينقلون العمال في ساعات الصباح ليستفسروا منا عن حال الطرق وهل هي أمنة ام لا وحينها فقط يقومون بنقلهم يفتحون الحاجز"قال "ابيرام ازلاي" من سكان "سنسنه".

فيما قال احد سكان الكيبوتسات القريبة "يوجد في إسرائيل طلب على هؤلاء الذين يعملون دون تصريح لان العامل القانوني يكلفهم 200 شيكل يوميا فيما يتقاضى العامل الذي لا يحمل تصريح ما بين 100-120 شيكلا".

ويقدر الأمن الإسرائيلي عدد العمال الفلسطينيين الذين يعملون داخل إسرائيل دون تصريح بحوالي 80 ألف عامل لكن في الحقيقة لا يمكن التأكد من الرقم على وجه الدقة ويمر عبر قطاع جنوب جبل الخليل فقط حوالي 6000 عامل دون تصريح شهريا.

وقال قائد دورية لواء غفعاتي الرائد "الي جيني" الذي كان مسؤولا عن قطاع جنوب جبل الخليل قبل ستة اشهر بان قواته بذلت كل جهد ممكن بما في ذلك الاستعانة بطائرات دون طيار لكن حين تعتقل احدهم يتم إطلاق سراحه فورا وحين يعتقل لثالث مرة يتلقى عقوبة غير رادعة هذا اذا نال عقوبة أصلا.