وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

شارون مات

نشر بتاريخ: 11/01/2014 ( آخر تحديث: 11/01/2014 الساعة: 20:05 )
القدس - معا - أعلن مستشفى شيبا في تل هشومير، الساعة 14:00 من ظهر اليوم السبت، عن وفاة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، أرئيل شارون، عن عمر يناهز 85 عاما، بعد غيبوبة استمرت ثمانية أعوام.

وكان شارون عانى خلال الساعات الـ24 الأخيرة من تسمم في الدم، ولم يتم الخروج إلى بيان رسمي كعادة إدارة المستشفى في الأسبوع والنصف الأخير منذ تدهور حالته الصحية، ما رجّح أن أمامه ساعات حتى الوفاة.

وكان الأطباء في مستشفى "شيبا" تل هشومير، بالقرب من تل أبيب، قالوا أمس الجمعة إِنّ حالة رئيس الوزراء الـ11 لإسرائيل، تواصل التّدهور وتعتبر حرجة للغاية، وإنّ الموت يهدد حياته في كل لحظة جرّاء توقف معظم أعضاء جسمه عن أداء وظائفها وتسمّم دمه.
|259791|
كان رئيس الموساد السابق، مائير دغان، قام الجمعة بزيارة شارون في المشفى، ولم يدل بتصريحات في نهاية الزيارة. علما أن نجليه غلعاد وعومري شارون لا يبرحان سريره، بالإضافة إلى ابنه بالتبني روني سحيّق، وكذلك سائقه جيلبر كوهين. وقد بدأت أعضاء شارون التوقف عن أداء وظائفها بصورة تدريجية قبل أسبوع ونصف.

وكان شارون أصيب بجلطة دماغية خفيفة عام 2005. وفي 4 يناير/كانون الثاني 2006 أصيب بجلطة دماغية ثانية ما أدى إلى دخوله في غيبوبة تامة. وحين اتضح أنّه لا يستطيع أن يقف على رأس حزب “كاديما” الذي أسّسه بعد انفصاله عن الليكود، في الكنيست الـ17، تلقى إيهود أولمرت رئاسة الحزب بصفته قائما بأعمال رئيس الوزراء.

شارون يبلغ من العمر 85 عاما وهو يخضع للعلاج في مستشفى "شيبا" منذ إصابته بالجلطة الدماغية القوية. في شهر سبتمبر/أيلول 2013 أجريت له عملية جراحية في بطنه. وقد طرأ تحسن ملحوظ على صحة شارون الذي تم نقله لفحص دماغي (MRI) وأجري له فحص بالرنين المغناطيسي في مستشفى "سوروكا" في بئر السبع، وبعد عودته إلى مستشفى تل هشومير، أفادت مصادر طبيّة أنّه لا تحسن على وضعه الصحي.
|259792|
وكان نجل شارون البكر، جلعاد شارون، أعلن في تصريحات للصحافة الإسرائيلية: "لقد ذهب حين قرر الذهاب"، شاكرا الطواقم الطبية التي "عالجت شارون حتى اللحظات الأخيرة".

وعقب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بالقول: "ستبقى ذكرى شارون في قلب الأمة إلى الأبد. لقد كان له جزء مركزي في الدفاع عن أمن إسرائيل منذ قيامها، وكان من أكبر القياديين في الجيش الإسرائيلي".

فيما عقب الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس قائلا: "لقد كان أريك (أرئيل) جندي شجاع وسياسي جريء".

أما زعيم المعارضة، بتسحاك هرتسوغ، فقال: "لا يمكننا أن لا نقدّر إنسان غير وجهة نظره".
|259813|
وعرف شارون بدمويته منذ أن كان عسكرياً، فقد ارتكب العديد من المذابح والجرائم ضد الفلسطينيين، حيث تعد مذبحة صابرا وشاتيلا من أهم المحطات فى حياته، فقد صممها وأمر بتنفيذها وسهل للجناة فعلتهم وفتح لهم الطريق بعد احتلال بيروت عام 1982، وكانت مذبحة مروعة قتل وذبح فيها نحو 1500 من النساء والرجال والأطفال، رغم أن الإحصائيات تفاوتت، فأوصلها البعض إلى 3500 شخص، وتم التمثيل بالجثث وبقر البطون، وقطع الأطراف، واغتصاب النساء والفتيات بشكل متكرر.
|259796|
وكانت زيارته الاستفزازية للمسجد الاقصى المبارك عام 2000 الشرارة التي اشعلت الانتفاضة الثانية التي عرفت بانتفاضة الاقصى، والتي على اثرها اجتاحت الدبابات الاسرائيلية مناطق السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وفرض الحصار على الشهيد الراحل ياسر عرفات، كما أمر باغتيال الشيخ أحمد ياسين، وغيره من رموز المقاومة كالشيخ عبد العزيز الرنتيسي، وهو ايضا من انسحب من قطاع غزة في خطوة احادية الجانب عام 2005.
|259814|
وجاء في كتاب "شارون- سيرة حياة قائد"، لنجله جلعاد عن حجم الهزيمة التي تكبدتها قواته في معركة القسطل الشهيرة التي استشهد فيها القائد الفلسطيني عبد القادر الحسيني.

ويصف الكتاب معركة القسطل بأنها من الأحداث الأكثر تأثيرا على شارون، حيث اصيب إصابة بالغة وأصدر تعليمات لجنوده بترك الجرحى في ساحة المعركة بمن فيهم هو نفسه.

وكتب شارون في مفكرته الشخصية: "كانت هذه أصعب التعليمات العسكرية التي أصدرتها في حياتي. نظرت إلى الجرحى وعرفت أنني أنظر إليهم للمرة الأخيرة. لم يكن مناص اردت إنقاذ القليلين الذين نجوا".|259795||259794||259810|