وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

أحرار: الأسير اسماعيل أبو عيشة من طالب للشهادة لمعتقل في سجون الاحتلال

نشر بتاريخ: 18/01/2014 ( آخر تحديث: 18/01/2014 الساعة: 11:06 )
رام الله-معا- " ما بغيب عن بالي ولا ثانية"... كلمات قليلة تختزل بداخلها شوق كبير لمن غاب وجهه لكنه في قلب الأم الحنونة محفور، تلك الأم التي تتحسر على عدم قدرتها على رؤية ابنها الأسير وزيارته في سجنه بسبب مرضها وتقدم عمرها.

هي أم غسان، والدة الأسير اسماعيل عبد اللطيف أبو عيشة 38 عاماً من بلدة بيت وزن قضاء مدينة نابلس، والذي يقبع في سجون الاحتلال ويتجول فيها منذ 11 عاماً.

تقول الحاجة أم غسان لمركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان، وبعد أن تجاوز عمرها ال 78 عاماً، إنها تذكر اسماعيل الابن السادس من بين إخوته، وتذكر كل ما كان يحبه ويرفضه منذ الصغر، وتأمل لو أن الزمان يعود بها حتى تقضي أيامها معه من جديد.

وتؤكد أم غسان، إلى إن اسماعيل المعتقل منذ عام 2010، لا يغيب عن ذهنها أبداً، بل إنها تعمد دائماً للحديث عنه لأولاد أبنائها الآخرين حتى حفظوه عن ظهر قلب وأصبحوا يسألون عنه دائماً ومتى سيخرج من سجنه.



وتشير أم غسان، إلى أن اعتقال اسماعيل كان له الوقع الأليم عليهم وعلى من عرف اسماعيل من أبناء البلدة ورفاقه الذين أحبوه على الدوام، فكان في بلدته الإنسان المصلح بين جميع المتخاصمين والذي لا يحب رؤية المتخاصمين، ويسعى دائماً للإصلاح بين الجميع.



وتؤكد أم غسان لمركز أحرار إن من أحب الأعمال إلى اسماعيل كانت تشييع الشهداء، حتى إنه ذات يوم عاد من تشييع أحد الشهداء في منطقة نابلس، وإذ برائحة عطر تفوح منه وكانت هناك آثار دماء على قميصه، فاقتربت والدته منه، وأدركت أنها رائحة دم الشهيد تفوح من ملابسه، فأخذت تبكي أشد البكاء واسماعيل يقول لها: " أترين يا أمي مكانة الشهيد عند خالقه؟؟ هذه مكانة الدنيا عطر طيب فكيف بمكانة الآخرة الأبقى؟؟ ولا زالت أم غسان تذكر ذلك اليوم.



من جهته قال مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان ، إن الاحتلال وجه للأسير تهماً كبيرة، حيث اتهمه بتنفيذ عمليات قتل لجنود ومستوطنين، وكان يريد له الحكم بالسجن المؤبد، إلى أن تم تخفيض حكمه بالسجن 18 عاماً، ورغم أنها سنوات طويلة تعد فيها آلاف الساعات إلا أن العائلة تنتظر موعد الإفراج عن اسماعيل، وتقول إن انتظار حكم السنين أسهل بكثير من انتظار المؤبد الذي ليس له نهاية عند الاحتلال الاسرائيلي.



الأسير اسماعيل أبو عيشة، الذي تنقل في كافة سجون الاحتلال، يعيش مع رفاق الأسر حالياً في سجن ريمون، ولا ينقصه سوى التمكن من رؤية والدته التي لم يراها منذ عام كامل بسبب المرض.