وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مستشفى بيت جالا الحكومي يبدأ باستخدام النظام الصحي المحوسب

نشر بتاريخ: 21/01/2014 ( آخر تحديث: 21/01/2014 الساعة: 16:54 )
بيت لحم- معا - في اطار خطتها التنموية للقطاع الصحي الفلسطيني الهادفة الى الارتقاء بمستوى جودة خدمات الرعاية الصحية للمواطن الفلسطيني، شرعت وزارة الصحة، وبدعم من مشروع "اصلاح وتطوير القطاع الصحي" الممول من الوكالة الامريكية للتنمية الدولية USAID، بتطبيق نظام صحي محوسب وشامل يتقاطع مع كافة مكونات القطاع الصحي، بدءا بسجلات المرضى ومرورا بترشيد النفقات وتحسين ادارة الموارد البشرية وانتهاءاً بتوفير مرجع علمي دقيق لرسم السياسات والخطط الصحية المستقبلية.

واليوم، اطلقت وزارة الصحة الفلسطينية مشروع ربط مستشفى بيت جالا الحكومي بالنظام الصحي المحوسب الوطني، والذي سيحول العمل في الخدمة الصحية من النظام التقليدي اليدوي الى النظام الرقمي المحوسب.

ويعتبر النظام الصحي المحوسب نقلة نوعية رائدة في تحسين وتطوير مستوى تقديم الخدمة الصحية في المرافق التابعة لوزارة الصحة، واليوم تحتفل الوزارة بإطلاق النظام الصحي المحوسب في مستشفى بيت جالا الحكومي، بعد مستشفيات عالية في الخليل، ورفيديا في نابلس، ودرويش نزال في قلقيلية ومجمع فلسطين الطبي في رام الله، وقريبا في مستشفيات جنين واريحا.
|262273|
وقد شمل بناء النظام الصحي المحوسب تأسيس البنية التحتية للشبكة المعلوماتية التي شملت على بناء غرفة خوادم (servers) متخصصة، وتوصيل الشبكة في كافة ارجاء المستشفى وتوفير 218 نقطة توصيل على الشبكة، وتوريد خادم مركزي، و 80 جهاز حاسوب، و14 طابعة، و15 محول للشبكة، بالاضافة الى تدريب 300 مستخدم في المستشفى وتوفير عمليات الصيانة والمتابعة للنظام على مدار الساعة. وقد مولت الوكالة الامريكية للتنمية الدولية تكلفة المشروع البالغة 601?637 دولار امريكي، وذلك عن طريق مشروع اصلاح وتطوير القطاع الصحي الفلسطيني.

حول هذا الموضوع، اعرب د. سعيد السراحنة، مدير مستشفى بيت جالا الحكومي عن سعادته لربط المستشفى بالنظام المحوسب. "نحن سعداء جدا ببدء تطبيق نظام معلوماتي صحي محوسب في مستشفى بيت جالا الحكومي بعد الخليل ورام الله ونابلس وقلقيلية، وهذا انجاز نفتخر به على مستوى المحافظة والوطن. كان من الضروري وجود نظام محوسب لأنه يخفف على المواطنين الاعباء الورقية ويقدم خدمة صحية نوعية اسوة بالامم المتقدمة. وبمساعدة طاقم مشروع اصلاح وتطوير القطاع الصحي والمشرفين على النظام المعلوماتي في المستشفى، نقوم بتذليل كل الصعوبات التي تواجهنا في هذا المجال، ونشرح للمواطنين عبر وسائل الاعلام المختلفة اهمية النظام الجديد وكيف يؤثر علينا ايجابا. نحن شاكرين جدا لكل من ساهم في اخراج هذا المشروع الى حيز الوجود".

وفي هذا الاطار، تسعى وزارة الصحة الى تطبيق كل ما هو حديث في فلسطين، حيث يضيف د. سراحنة ان "تطبيق هذا النظام في فلسطين له فوائد كثيرة جدا، وادى تطبيقه في خمس مستشفيات في الضفة الغربية الى استفادة 61% من السكان. نأمل ان يتم تكملة ربط ما تبقى من مستشفيات وعيادات ومراكز طبية من اجل ان يكون هناك نظام معلوماتي موحد. من الاشياء المهمة التي تخلصنا منها مع استعمال هذا النظام هي ضياع الملفات والاوراق وصور الاشعة ونتائج الفحوصات المخبرية للمرضى. اضافة الى ذلك، سيساعدنا النظام على عمل الاحصائيات والابحاث، فمستشفى بيت جالا الحكومي ايضا يعد مستشفى تعليمي وتدريبي. يتطلب منا ذلك ان نقوم بعمل ابحاث. ولا ننسى ايضا الارشيف، فعملية اخراج ملف ما من الارشيف تتطلب وقتا مضنيا. يمكّننا النظام من حفظ ملف المريض بطريقة سلسة وبالتالي العودة له بشكل سريع. ولا ننسى ان النظام يمكننا من الاطلاع على كل ما يجري داخل المستشفى من امور".

يهدف مشروع النظام الصحي المحوسب الى توفير الوقت والجهد والغاء النظام القديم القائم على السجلات الورقية والتحول الى النظام المحوسب حيث السرعة والدقة والامان في توفير الخدمة الصحية، بالاضافة الى ربط جميع المرافق الصحية والمستشفيات بشبكة واحدة تسمح بتبادل المعلومات بين الوزارة ومرافقها بسرعة وكفاءة وفعالية.

ويأمل السراحنة ان يستمر الاشراف على هذا المشروع للسنوات القادمة وذلك لضمان استمراريته. ويضيف، "ان الانتقال الى التعامل مع النظام الصحي المحوسب سيجعلنا نوقف التعامل مع الورق، ولن يكون بإمكاننا العودة مرة اخرى للتعامل معه نهائيا. سيساعدنا هذا النظام على تخطي ازمة الكوادر البشرية والنقص في الموظفين".

ويشدد سراحنة على ان وجود نظام معلوماتي للمستشفى "سيمكننا من الوقوف على كل صغيرة وكبيرة. سنتمكن من الاطلاع على التقارير الطبية والاحصاءات بسهولة ووضوح، وهذا من شأنه ان يمكننا من اتخاذ القرارات الصائبة والسليمة فيما يتعلق بإدارة المستشفى ورسم السياسات ودرء الاخطار، وبالتالي سيؤدي ذلك الى الرقي بالصحة العامة والمجتمعية. ان النظام المعلوماتي الموجود حاليا يعطي كل مريض حقه، ولا يهدر الوقت، لأن الوقت ثمين جدا بالنسبة لنا".

تؤمن وزارة الصحة الفلسطينية ان ادارة المعلومات الصحية شيء اساسي لتقديم افضل رعاية صحية ممكنة لجميع مواطنيها، حيث تستخدم الوزارة نظام المعلومات الصحية المحوسب من اجل التخطيط وتخصيص المصادر بفعالية، ولمراقبة اتجاهات الصحة العامة من اجل تشجيع وتحسين الحالة الصحية لدى المواطنين الفلسطينيين. ويقدم النظام الصحي المحوسب بيانات صحية دقيقة وملائمة وذات صلة من اجل دعم وزارة الصحة في ادارتها للنظام الصحي العام المبنية على حقائق واقعية.

يقدم مستشفى بيت جالا الحكومي الخدمة الصحية لقرابة 100 الف زائر سنويا، ويعد المركز التحويلي الوحيد لأمراض السرطان. ومن الجدير بالذكر ان الوكالة الامريكية للتنمية الدولية قدمت للمستشفى في السابق، عبر مشروع اصلاح وتطوير القطاع الصحي، اجهزة ومعدات طبية بقيمة اكثر من 1?2 مليون دولار امريكي، كان من ابرزها جهاز التصوير الطبقي متعدد المقاطع الذي وفر خدمات لـ 300 مريض شهريا، بالاضافة الى قدرة المستشفى في تشخيص الامراض وتقديم خدمات صحية لم تكن متوفرة في السابق.