وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ندوة حول "تاريخ القدس الاجتماعي الجميل من على أوتار واصف جوهرية"

نشر بتاريخ: 21/01/2014 ( آخر تحديث: 21/01/2014 الساعة: 18:16 )
القدس- معا - نظمت المكتبة العلمية بالتعاون مع المركز السويدي للدراسات المسيحية في القدس امس لقاء خاصا استضافت فيه الكاتب الدكتور سليم تماري للحديث عن كتاب "حكواتي القدس: حياة واصف جوهرية 1904-1948" والذي صدر مؤخرا باللغة الانجليزية وقد حرره الباحثان سليم تماري وعصام نصار، وحضر اللقاء عدد من المهتمين والمثقفين وأصدقاء جوهرية وأفراد من عائلته.

وتحدث تماري عن هذه المذكرات التي نقلها عن سلسلة الكتب التي صدرت مسبقا باللغة العربية، والتي نفدت من المكتبات آملا أن تتم طباعتها مرة أخرى لما تحويه من معلومات تاريخية واجتماعية مهمة وحيوية عن مدينة القدس قدمها لنا جوهرية بروح جميلة ونظرة إيجابية، ناهيك عن قربها من المذكرات التي تحكي قصص أهل القدس بشكل بسيط وقريب من القارئ.

وأشار تماري إلى كثير من الجوانب التي جاء عليها الكتاب الذي صدر بالانجليزية عن دار النشر الأمريكية اولف برانش انترلنكس التابعة لدار النشر انترلنك والمملوكة من قبل الباحث الأمريكي فلسطيني الاصل ميشيل مشبك، إذ يعتبر مرجعا للعلاقات المقدسية التي جاءت في تلك الفترة مميزة ببساطتها وتنوعها، خاصة علاقات الجيرة في الأعياد والمناسبات بين المسلمين والمسيحيين واليهود- وغير ذلك من الممارسات والاجتماعيات اليومية التي كانت تحدث بين أسوار المدينة القديمة، لا سيما أن واصف جوهرية كان يسكن مع عائلته في حي حارة السعدية داخل المدينة القديمة.

وقرأ تماري عددا من النصوص التي جاءت في الكتاب، التي لا تخلو من روح الفكاهة منها قصص شخصية وسياسية واجتماعية حصلت في تلك الفترة، وأخرى تحدث فيها جوهرية عن علاقات الموسيقيين ببعضهم حيث كان عازفا وملحنا موسيقيا يجول في الحواري المقدسية لإقامة الاحتفالات والسهرات فيها، وفي ذلك يعتبر الكتاب مرجع أساسي ومهم يكاد يكون الوحيد في توثيق المشهد الموسيقي في المدينة ونشأة وتطوير العمل الموسيقي الفلسطيني في بدايات القرن العشرين.

يذكر أن الكتاب قد صدر في آخر العام المنصرم وهو متوفر في فلسطين من خلال المكتبة العلمية في القدس، وهو يحتوي على عدد من الأغاني التي كتبها ولحنها جوهريه وأصبحت أغان تميز بها في تلك الفترة لقربها من المجتمع المقدسي في تراثه اللغوي.

وفي رده على أسئلة الحضور أكد تماري على أن هذه المذكرات تكمل الصورة المعقدة لحياة الاجتماعية والسياسية للقدس في تلك الفترة، ومن هنا تنبع أهمية هذا الكتاب، فواصف جوهري ليس بالمؤرخ التاريخي او المحلل الاجتماعي، ولذلك يجب علينا قراءة هذه المذكرات بأسلوب تحليلي ونقدي لفهم هذه الأحداث وما حولها من واقع اجتماعي وسياسي بصورة صحيحة، فالكاتب دون مذكراته بشكل متقطع وبأسلوب فكاهي بهدف ان يتمتع بها أحفاده من بعده.