|
خلال ندوة سياسية، إجماع على ضرورة التوافق على استراتيجية وطنية مقاومة
نشر بتاريخ: 26/01/2014 ( آخر تحديث: 26/01/2014 الساعة: 13:43 )
غزة- معا - أجمع ممثلو عن حركة فتح وحماس والجبهة الشعبية وشخصيات اكاديمية على ضرورة التوافق على استراتيجية وطنية مقاومة موحدة، واصلاح منظمة التحرير الفلسطينية وضم جميع الفصائل الفلسطينية اليها وتفعيل الاطار القيادي للمنظمة لمواجهة التحديات الخطيرة التي تمر بها القضية الفلسطينية.
جاء ذلك خلال ندوة سياسية نظمتها منطقة غزة الغربية رابطة المهنيين مساء امس السبت في قاعة الهلال الاحمر بحضور الدكتور غازي حمد ممثلا عن حركة حماس والدكتور فايز ابو عيطة ممثلا عن حركة فتح والقيادي في الجبهة الشعبية الرفيق ابو علي ناصر بالإضافة الى الدكتور ابراهيم ابراش استاذ العلوم السياسية بجامعة الازهر وبحضور قيادات وكوادر وانصار الجبهة الشعبية وشخصيات وطنية واعتبارية وشبابية ونسوية. بدوره، أكد الرفيق ابو علي ناصر ان الانقسام الفلسطيني وضعنا في مكان صعب جداً وأضعف المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني، مشدداً على ان المقاومة تحتاج الى وحدة وتكامل في الصفوف لمواجهة الاحتلال ونحن موحدين. وقال "إن المشروع الوطني هو تحرير فلسطين وإقامة الدولة الفلسطينية على كامل التراب الوطني هذه هي رؤيتنا في الجبهة الشعبية"، مشيراً أن الهدف الاساسي التي قامت من أجله منظمة التحرير الفلسطينية هو تحرير فلسطين كاملة من الاغتصاب الصهيوني". وشدد على ضرورة عدم الخلط بين المرحلي والاستراتيجي" مؤكداً ان المشروع المرحلي هو خطوة على طريق تحرير فلسطين من النهر إلى البحر. واكد انه لا يمكن تحقيق اهداف شعبنا من دون العنف الثوري المسلح والمقاومة الشعبية من خلفها دعم عربي قوي، حتى نكون قادرين على مواجهة آلة الحرب الصهيونية وتحقيق اهداف وتطلعات شعبنا في الحربة والعودة والاستقلال. واعتبر أن المفاوضات مع الكيان الصهيوني برعاية امريكية لن تحقق شيء لأن أميركا لا يمكن أن تكون محايدة في الصراع بيننا وبين الاحتلال، لأن المصالح الأمريكية مرتبطة مع دولة الكيان والطرفان يسعان لتحقيق مصالحهم في الشرق الاوسط الجديد كما يطلقون عليه الآن، مع التأكيد على موقف الجبهة ورفضها للمفاوضات برمتها مع هذا الاحتلال. وشدد ابو علي ناصر على ان المقاومة المسلحة ليست تشدق وكلام بل هي مواجهة وتكتيك وتجهيز واسلوب مستمر لا يمكن ايقافها نتيجة ظروف محيطة نمر بها في غزة او بالضفة التي تربطها اتفاقيات امنية لتصفية المقاومة وهذا يؤكد ان المحصلة واحدة وهو عدم وجود مقاومة فعلية لا في غزة ولا الضفة. واشار ابو علي ناصر الى أن الموقف الفلسطيني السياسي يحتاج لقوة مسلحة على الارض تساند وتدعم هذا الموقف، حتى يكون قادر على فرض موقفه بقوة لأن عدونا لن يتراجع الا إذا تعرض للضرب، وفي غزة تعرض الاحتلال لمقاومة شديدة وخسائر بشرية ومادية وعسكرية لذلك انسحب منها، وعندما يشعر ان مشروع الاحتلال في الضفة الغربية خاسراً سينسحب من هناك بدون مفاوضات لكن هذا يحتاج الى مقاومة قوية وغير ملاحقة من الاجهزة الامنية. وطالب جماهير شعبنا بالصمود في وجهة المخطط الامريكي الصهيوني الذي يستهدف تصفية القضية الفلسطينية وانهاء حق عودة اللاجئين من خلال المقترحات السيئة التي يتقدم بها وزير الخارجية الامريكي "جون كيري". من جانبه، اكد القيادي في حماس د. حمد ان الانقسام الفلسطيني لم يكن في عام 2007 فقط بل كان موجوداً منذ فترة طويلة لكن هذا الانقسام هو الاعمق والاخطر في تاريخنا وشعبنا الفلسطيني يعاني من حالة تمزق وحالة عدم وفاق، وعدم وجودة رؤية استراتيجية للقضية تمكنا من تحديد الاولويات وتحديد الاهداف وحتى الوسائل. وقال حمد ان تعثر المصالحة له ثلاثة اسباب اساسية اولها انعدام الثقة بيت حركتي فتح وحماس وهذا سبب الازمة بين الحركتين، والنقطة الثانية تدخل الاطراف الخارجية وبالذات امريكيا وخاصة دولة الاحتلال لان اكبر جائزة لها استمرار غزة تحت الحصار والضغط والضفة الغربية تتآكل بالاستيطان والتهويد وبالتالي اصبح هناك خطة ناجحة لضياح القضية الفلسطينية. واضاف حمد "نحن وصلنا الى قناعة انه لا يمكن لأحد ان يستفرد بالحكم ويجب ان يكون هناك دائماً قائمة ائتلافية تدير الامر والحكومة يجب ان تكون من التكنوقراط المتخصصين لإدارة البلد بعيداً عن جميع التنظيمات الفلسطينية"، مشدداً على ضرورة تفرغ القوى السياسية لإدارة المشروع الوطني بعيدا عن السلطة والوزارات والامتيازات وهذا ما حصل للأسف بعدنا عن قضايا مركزية منها اللاجئين والقدس وتعزيز المقاومة . وطالب حمد الفصائل الفلسطينية بتغليب التفكير الاستراتيجي والعمل على بناء اجراءات لبناء الثقة بين كل الاطراف، مؤكدا ان من خلال هذه الرؤية يمكن ان نبني مستقبل القضية الفلسطينية. من جهته، أكد الدكتور فايز ابو عيطة المتحدث باسم حركة فتح أنه مع انطلاق الثورة كان الهدف كبير وهو تحرير فلسطين وتصفية الكيان الصهيوني واقامة الدولة الفلسطينية على كل التراب الوطني، ولكن بعد المتغيرات الاقليمية في المنطقة والتحالفات الدولية بدأ ينحصر المشروع الوطني الفلسطيني عندما وافقت منظمة التحرير الفلسطينية على اقامة دولة على حد 1967م واصبح هدف القيادة الفلسطينية وتسعى الى تحقيقه". وأشار ابو عيطة ان المشروع الوطني الفلسطيني تعرض لضربة كبيرة اضرت به كثيراً واعادته الى الوراء وقللت من حالة التعاطف مع قضيتنا على المستوى العربي والدولي وهذا اثر في التعامل العربي والدولي مع القضية الفلسطينية وانها لم تعد صاحية الاهتمام والمكانة الاولى مؤكداً ان كل ذلك جاء نتيجة الانقسام. وطالب ابو عيطة الفصائل الفلسطينية بلعب دور اكثر فعالية من اجل انهاء الانقسام، مستغرباً استمرار الفصائل تحميل المسؤولية لحركتي فتح وحماس دون تحديد جهة واحدة وتحمليها مسؤولية تعطيل المصالحة. ودعا ابو عيطة حركة حماس للعمل على تحقيق المصالحة وعدم الاكتفاء بتحميل جهات خارجية "امريكا وإسرائيل" لتعطيل جهود انهاء الانقسام، مؤكدا ان الرئيس عباس قال لحركة حماس "تعالوا وجربونا شوفوا بسير مصالحة ام لا" ؟؟ ولن نقسم وزناً لا لأمريكا ولا إسرائيل. بدوره، قال الدكتور ابراش "طوال عشرين عاما استمرت المفاوضات مع استمرار الاستيطان كما استمرت السلطة تقوم بوظيفتها وتلتزم بتعهداتها ،وهنا كان الخطأ القاتل في تنفيذ اتفاق أوسلو حيث لم يتم إلزام الاحتلال بوقف الاستيطان وقَبِل المفاوض الفلسطيني بالتعامل مع الرؤية الإسرائيلية التي تقول بان الضفة وغزة أراضي متنازع عليها . هذا الخلل الأول هو ما شجع الاحتلال على الاحتفاظ بالسيطرة حتى الآن على المنطقة ج والتي تقدر مساحتها بحوالي 60% من مساحة الضفة وسمح لها ببناء جدار الفصل العنصري، وهو ما شجعها وواشنطن على طرح مبدأ تبادلية الأراضي، وشرعنة التكتلات الاستيطانية الكبرى، والحديث عن بقاء الغور تحت السيطرة الإسرائيلية، وطرح شرط الاعتراف بيهودية الدولة ..الخ، وهو خلل شجع أخيرا واشنطن أن تُخرج قطاع غزة من التسوية وتطرح مشروع يمنح الأولوية لأمن إسرائيل و لـ (سلام اقتصادي) وكأن الفلسطينيين مجرد قطيع بشري لا يحتاج لدولة ووطن بل تحسين مستواهم المعيشي من خلال مشاريع اقتصادية وإسكانية". واعتبر ابراش أن كل تنازل للكيان الصهيوني يعني فقدان لجزء من الحقوق الوطنية ويشكل خطوة تراجعية نحو الوطن ، فيما كل تنازل فلسطيني لصالح الفلسطيني يعني خطوة نحو الوطن. قائلاً: " يبدو أن بعض نخب السلطة والحكم ترى من الأسهل عليها تقديم تنازلات للعدو من تقديمها لبعضها البعض ،لأن تقديم تنازلات للاحتلال أو لأطراف خارجية يمنحها مزيدا من المنافع ويُعزز مصالحها وسلطتها ،فيما تقديم تنازلات لطرف فلسطيني من أجل المصالحة والمصلحة الوطنية قد يفقدها بعض امتيازات السلطة والحكم ، وهذه النخب ترى أن مصالحها الخاصة أهم من المصلحة الوطنية وأن الحزب أهم من الوطن . وتابع ابراش "ما كان أحد يطلب من حركة حماس أن تقدم تنازلات لحركة فتح أو العكس لو كان نموذج حكم حماس في القطاع ناجحا ولو كان حكم فتح والسلطة في الضفة ناجحا ، أو كانت القضية الفلسطينية في حالة تقدم . أما وأن القضية الوطنية تمر بأسوأ مراحلها والسلطتين والحكومتين مأزومتين بل وفشلتا في توفير متطلبات الحياة الكريمة للمواطنين وفي التقدم في المشروع الذي رهنت كل منهما نفسها به ، حيث مشروع المقاومة الذي رهنت حماس وجودها به بل وقامت بالانقلاب على السلطة باسمه وصل لطريق مسدود ، ومشروع التسوية السياسية الذي رهنت السلطة الوطنية وحركة فتح نفسهما به وصل لطريق مسدود ... في هذه الحالة فإن استمرار المكابرة وعدم الاعتراف بالخطأ والتهرب من تقديم تنازلات من أجل المصلحة الوطنية لا يمكن تفسيره إلا بالخيانة الوطنية . وفي ختام الندوة، تم فتح باب النقاش والاسئلة للجمهور والإجابة عنها من قبل القيادات الفلسطينية. |