|
اليهود الغربيون في القمة والشرقيون في المؤخرة والعرب أسفل السلم
نشر بتاريخ: 29/01/2014 ( آخر تحديث: 30/01/2014 الساعة: 16:29 )
بيت لحم- معا - كشف تقرير متخصص نشره اليوم " الأربعاء" مركز " ادوا " وهو معهد دراسات وأبحاث المجتمع الإسرائيلي ويتبنى مواقف اقتصادية واجتماعية اشتراكية- ديمقراطية تأسس عام 1991 ثلاثة حركات اجتماعية هي حركة مساواة اليهود الشرقيين، الحركة النسوية ، حركة مساواة حقوق المواطنين العرب الفجوة الاجتماعية والاقتصادية القائمة بين اليهود الغربيين واليهود الشرقيين ومجمل المجتمع اليهودي والمجتمع العربي داخل الخط الأخضر .
ووضع التقرير الصورة الاجتماعية في إسرائيل ضمن صورة قاتمة تقوم في وجهها الأول على مجتمع يتمتع بقدرات اقتصادية كبيرة ويعيش حياة رغيدة يختار بين عدد لا يحصى من الوظائف ذات المردود " الأجر" العالي وتعليم عال محترم مقابل مجتمع يجد صعوبة كبيرة في الوصول إلى نفس المؤسسات التعليمية لذلك لا ياخذ نصيبه من الرفاه والتطور الاقتصادي الذي ينعم بخيره الجمهور الأخر . وفقا لتقرير مؤسسة التامين الوطني لعام 2012 يعيش في إسرائيل 817,200 طفلا فقيرا انخفضت نسبتهم قليلا عن 3:7% لكن نسبة كبار السن الفقراء ارتفعت بنسبة 22% فيما ارتفعت نسبة الفقر في أوساط العائلات المكونة من معيلين من بنسبة 2% منذ بداية العقد الماضي إلى 55 عام 2012 . وفيما يتعلق بمكان إقامة المجتمعات " الطوائف" في إسرائيل بين التقرير إن كل جمهور يقيم في منطقة وتجمعات سكنية معينة يسود بعضها الرخاء وتختفي منها البطالة تقريبا ويتمتع سكانها بتعليم عالي جيد جدا فيما يعاني الجمهور الأخر مستوى تعليم متدني جدا وتلامس نسبة البطالة حدود النصف حتى تلك العائلات العاملة لا تجني ما يكفيها كفاف يومها وما يساعدها على الصمود والنجاة وفي بعض الأحيان تجني العائلات العاملة لدى الجمهور الأخر" الشرقيين والعرب" اقل من كفاف يومها بكثير . وتختلف المجموعتان عن بعضهما البعض في كل المجالات ووفقا لكافة المقاييس والمؤشرات الاقتصادية تقريبا ولا يقف الفرق بينهما عند الحدود الاقتصادية بل هناك عوامل عرقية واضحة وقاسية جدا تفصل بين اليهود الشرقيين والعرب من ناحية و اليهود الغربيين من الناحية الأخرى حيث تعج قائمة تصنيف المدن والقرى في إسرائيل وفقا لنسبة البطالة مثلا بالقرى والمدن العربية مع نسبة بطالة مكونة من أرقام ذات خانتين فيما لا تتجاوز نسبة البطالة في المدن والتجمعات السكنية اليهودية حاجز الـ 5% . ولا تمر الخطوط العرقية والاثنية لتفصل بين اليهود والعرب فقط بل تواصل الفصل حتى بعد أكثر من جيلين بين اليهود من أصول أوروبية " الاشكناز " واليهود من أصول شمال افريقية وأسيوية حيث لا زال مستوى أجور أحفاد يهود الدول الإسلامية اقل بكثير من الأجور التي يتقاضاها أحفاد اليهود الذين قدموا من الدول المسيحية " الأوروبية " فيما تعتبر مستويات التعليم في مدن التطوير التي أقامتها إسرائيل مطلع خمسينيات القرن الماضي لاستيعاب المهاجرين اقرب إلى مستويات التعليم في الوسط العربي اكثر منها ألمثيلاتها في المدن والتجمعات التي يقيم فيها اليهود الغربيين ويكمن الحديث عن اقتصادين مختلفين يعيشان جنبا إلى جنب فيما تربطهما علاقة واهية . ووفقا للمعطيات الإحصائية الصادرة عن مكتب الإحصاء المركزي والتي شملها تقرير مركز " اودا" زاد الدخل الشهري لليهود الغربيين بنسبة 42% عن الأجور التي يتقاضاها نظرائهم من اليهود الشرقيين والعرب حيث زاد دخل اليهود الشرقيين عام 2012 عن متوسط الأجور بنسبة 9% فقط فيما هبط الدخل الشهري للأجراء العرب عن متوسط الدخل بنسبة 34% . وتتضح الفجوة في الرواتب والأجور وفقا للتقرير في رواتب وأجور الموظفين الكبار في الاقتصاد الإسرائيلي لعام 2012 حيث كشف التقرير عن قيمة رواتب المدراء العامون لأكبر مئة :100" شركة يتم تداول أسهمها في البورصة تجاوزت رواتب هؤلاء متوسط الاجور في الاقتصاد الإسرائيلي : 9:018 شيكل " بـ 42 ضعف وبـ 87 ضعفا عن الحد الأدنى للأجور المحدد بـ 4300 شيكل وبين التقرير مؤشرات اقتصادية أخرى تظهر الفرق والفجوة العميقة بين اليهود الغربيين الذين وصفهم كمن يقيمون في الطوابق العليا من البناء الإسرائيلي واليهود الشرقيين الذين لا زالوا يقيمون على مدخل البناء والعرب الذين لم يقتربوا حتى الان من حدود البناء . وتجلت الفجوة أيضا في مجالات التعليم والصحة ونسبة البطالة ومستويات الأجور وغيرها من المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية . |