وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

خلال ورشة عمل: مشاركون يطالبون بضرورة تعميم تجارب الديمقراطية والحكم الصالح الناجحة في المدارس

نشر بتاريخ: 11/06/2007 ( آخر تحديث: 11/06/2007 الساعة: 14:51 )
غزة- معا- طالب المشاركون في ورشة عمل نظمتها مؤسسة صوت المجتمع بضرورة تعميم تجارب الديمقراطية والحكم الصالح الناجحة في المدارس.

ودعا المشاركون خلال الورشة التي عقدت في مركز القطان بغزة، بعنوان "آليات نشر مفاهيم الديمقراطية والحكم الصالح في النظام التربوي الفلسطيني"، بحضور مدراء المدارس والمعلمين والمعلمات وخريجي وخريجات كلية التربية، إلى ضرورة تعزيز الديمقراطية في المجتمع.

وهدفت هذه الورشات التي نظمتها مؤسسة صوت المجتمع إلى إكساب المشاركين آليات واستراتيجيات تعزز مفاهيم ثقافة الديمقراطية، والحكم الصالح في النظام التربوي الفلسطيني.

وأوضح إبراهيم وشاح مشرف حقوق الإنسان في وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين " الأنروا" أن مفهوم الديمقراطية كان سابقاً ضيق، لأنه كان مقتصر على السياسة فقط، ولكن تدريجياً تم نشر مفاهيم الديمقراطية في مؤسسات المجتمع المدني، ومن ثم إلى المدارس، وإلى كافة أبناء المجتمع ككل.

وأكد وشاح أن الأسرة هي اللبنة الأولى والتي تنطلق من خلالها الأبناء، التي يقع على عاتقها منذ البداية الجهد الكبير في التوعية والتثقيف، وإلغاء التنشئة الاجتماعية الخاطئة أو النظر لمفهوم الديمقراطية من زاوية ضيقة جداً، وربطها بالعادات والتقاليد السائدة في المجتمع.

ونوه وشاح إلى أن الديمقراطية لا تتنافى مع العادات والتقاليد، وهي حرية التعبير عن الرأي و الرأي الآخر، والخروج من خلف النمطية للمطالبة بالحقوق الإنسانية.

من جهته، تطرق نبيل الصفدي مدير مدرسة أبو ذر الغفاري، إلى التجربة الرائدة التي مرت بها المدرسة من أجل نشر مفاهيم الديمقراطية والحكم الصالح في الإطار التعليمي، برغم كل الصعوبات والعوائق التي حالت دون تطبيق هذه المفاهيم .

وأكد الصفدي على أن المدرسة نجحت وبجدارة في نشر مفهوم الديمقراطية والحكم الصالح في النظام التربوي والتعليمي، بمساهمة وزارة التعليم والمؤسسات الأهلية، من خلال البرلمانات الطلابية.

كما تطرق أحمد عوض مسؤول قسم الإرشاد في وزارة التربية والتعليم إلى اهتمامات ونشاطات الوزارة في بناء المنهاج الفلسطيني، الذي يحث عن نشر مفاهيم الديمقراطية والحكم الصالح بين أوساط الطلاب والمعلمين داخل المدارس, مشيرا إلى اهتمام الوزارة في عقد ورشات عمل خاصة للمعلمين ومدراء المدارس والموجهون في تدعيم ونبذ سياسة اللاعنف داخل إطار المدرسة.

وأكد في نهاية حديثه على أن المدرسة هي جزء من مؤسسات المجتمع المدني، الذي يعاني من عدم وصوله إلى الدرجة الكافية في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان، نظراً للوضع السياسي العام.

بدوره، تحدث الدكتور محمد أبو ملوح مركز القطان للبحث والتطوير التربوي، عن بعض الأنشطة والفعاليات التي قام بها المركز، في نشر الديمقراطية والخدمات المقدمة من قبل المركز للمدارس، والتي راعى فيها المركز الموقع الجغرافي، لكي تخدم أكبر قدر من المدارس داخل قطاع غزة، من خلال عقد دورات تدريبية للمعلمين ودورات خاصة للمعلمين والمدراء.

وشدد ابو ملوح على أن كل الانجازات التي بها العالم اليوم هي محكومة بمدى نشر مفاهيم الديمقراطية بين أفراد المجتمع.

من ناحيته، تناول الدكتور يوسف صافي استاذ أصول التربية في جامعة الأقصى، الذي أدار الجلسة، مفهوم الديمقراطية، مؤكداًَ على أن الديمقراطية هي عملية صناعة القرار، وهي العملية التي يتم من خلالها تنفيذ القرار من السلطات التنفيذية، وأن أي عملية مترتبة بشكل إداري تحتاج إلى الديمقراطية، لاتخاذ القرار فيها.

وبين صافي على أن الأطفال هم المخزون الإستراتيجي والركيزة التي يمكن للدولة الاعتماد عليها في رسم السياسة العامة في المراحل القادمة، فلابد للعمل وبجدية على هذه الشريحة، والتأثير عليهم في نشر فكر قائم على أسس الديمقراطية، والتي من مقوماتها المسائلة والشفافية .

من جهتهم، أبدى المشاركون تجاوباً فعالاً للمواضيع و القضايا التي أُثيرت، والتي بدورها عكست الحاجة الماسة للتثقيف و التوعية والإرشاد ، في مجمل اهتماماتهم لقضاياهم الملحة.

وطالب المشاركون بنشر مفاهيم الديمقراطية والحكم الصالح من خلال المجهود الشخصي، ووضع استراتجيات للسير عليها في المراحل القادمة، وضرورة وجود ركائز و دعائم تستند عليها الديمقراطية، بدءً بالمشاركة ومروراً بكافة مقومات الحكم الصالح، للخروج من مرحلة النظرية إلى مرحلة التطبيق العملية.