|
أحرار: عائلة أبو صلاح تحلم بالزيارة لابنيها في الأسر
نشر بتاريخ: 02/02/2014 ( آخر تحديث: 02/02/2014 الساعة: 07:39 )
القدس - معا -تحلم الأم لو تتمكن من إدخال كل ما يشتهيه ابنيها الأسيرين في سجون الاحتلال.. تحلم بإدخال الملابس لهما مع قدوم فصل الشتاء.. تحلم بإدخال طعام كانا يحبانه ويطلبانه منها دائماً.. لكنها لا تستطيع نتيجة للقود ومنع ذلك من قبل إدارة السجون الاسرائيلية التي لم تترك أي عقبة إلا ووضعتها أمام الأهالي وعائلاتهم.
إنها (أم فهمي) والدة الأسيرين فهمي(27 عاماً) وصلاح(25 عاماً)، من بيت حاون في قطاع غزة، والتي اعتقل الاحتلال نجليها ووالدهم بتاريخ: 18/3/2008 واثنين آخرين من أقاربهم، غير مراعين كبر سن الوالد الحاج المريض. تقول أم فهمي لمركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان، إن اعتقال الزوج والأبناء كان بمثابة عملية اختطاف مفاجئة لهم، مما سبب للعائلة ألماً كبيراً وشعور بفراغ خانق في الأسرة. وتضيف أم فهمي:" بعد أن قضى زوجي وأبنائي فترة طويلة في التحقيق، صدر حكم بالسجن على زوجي بالمؤبد، إلا أنه لم يقضي سوى أربعة أعوام وتم الإفراج عنه ضمن صفقة وفاء الأحرار عام 2011، بينما حكم بالسجن على فهمي 22 عاماً، وعلى صلاح 15". وعن تلك الأيام، تتحدث أم فهمي وتقول:" السنوات الأربعة التي مرت علينا والتي غاب فيها زوجي وابني فهمي وصلاح كانت فترة أليمة بالنسبة إلي، فلم أعتد غيابهم عن البيت ولو لأيام، وكان الوضع مقلقاً للغاية بسبب الوضع الصحي لأبو فهمي الذي كان يتدهور في الأسر، ولأن تلك الفترة شهدت زواج اثنتين من البنات ووفيات بعض الأقارب". أما الحاج أبو فهمي، فكان خروجه من الأسر فرحة حرية ينقصها حرية نجليه اللذين تركهما وراءه، فبعد أن كانوا ثلاثة في سجن واحد يشاطرون بعضهم البعض مأساة السجن وقسوته، خرج وتركهم وراءه، وفرقهم الاحتلال ووضع كل منهم في سجن مختلف، ففهمي يقبع حالياً في سجن ريمون أما صلاح فيقبع في سجن نفحة. من جهة أخرى، تتحدث لمركز أحرار، زوجة الأسير فهمي أبو صلاح، والتي كان عمر ابنتها البكر (منى) 40 يوماً عند اعتقال والدها وتقول، وتقول:" فترة اعتقال فهمي مرت علي وعلى ابنتي بقسوة كبيرة، خاصة وإننا لم نتمكن من زيارته إلا بعد خمسة أعوام من اعتقاله، حينها رآى منى وقد كبرت، وبالرغم من السماح لها من الدخول إلى والدها، إلا أنه ظلت ملتزمة بالصمت والتحديق بوجه والدها تريد أن تحفظ ملامحه إلى حين تتمكن من زيارته للمرة الأخرى التي قد تكون بعد أعوام". وتقول زوجة الأسير فهمي أبو صلاح، إنها وابنتها لم تزورا فهمي سوى مرتين فقط منذ اعتقاله، نتيجة العراقيل التي يضعها الاحتلال أمام أهالي قطاع غزة أثناء الزيارة والتي على رأسها التفتيش والإهانة للنساء على المعابر وقبل الدخول للزيارة. وتضيف:" في آخر مرة رأت فيها منى والدها عن قرب أخذت تضمه وتقبله وتقول له" أنت بابا" فيرد عليها فهمي ويقول لها:" نعم أنا بابا يا منى.. وسأخرج من هنا وسآخذك مشوار... وبعد أن انتهت الزيارة وغادرنا، ظلت منى تكرر علي كثيراً من الأسئلة عن والدها، ولم هو هناك؟ ومتى سيخرج؟ ولا زالت حتى اللحظة تكرر في صبيحة كل يوم سؤال:" متى سيأتي والدي يا أمي"؟؟؟ ويؤكد مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان فؤاد الخفش، إن الكثير من عوائل الأسرى في قطاع غزة حرموا من زيارة أبنائهم في سجون الاحتلال منذ سنوات، ولا زال الكثيرين منهم يسري عليهم المنع حتى الآن، مما يحرمهم من رؤيتة أبنائهم والاطمئنان عليهم في ظل الأوضاع المضطربة التي تشهدها السجون ككل. ويؤكد مركز أحرار إن هناك العشرات من أسرى قطاع غزة تركوا وراءهم أطفالهم وقد كبروا في غيابهم ولم يروهم ولا يعرفونهم حتى الآن بسبب منع الزيارات، الأمر المؤلم لهؤلاء الأسرى ولأبنائهم الذين يحلمون برؤيتهم. |