|
نساء مفتاح بأريحا والأغوار يحددن أولوياتهن من مشاريع تقوية نساء الريف
نشر بتاريخ: 03/02/2014 ( آخر تحديث: 03/02/2014 الساعة: 14:51 )
رام الله- معا - حددت نساء "مفتاح" في منطقتي أريحا والأغوار أولوياتهن من مشاريع تقوية النساء والريفيات، وذلك خلال ورشة عمل تقييمية خصصتها المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي، والديمقراطية، للاستماع منهن إلى احتياجاتهن في مجالي التدريب والدعم المالي.
وأشرفت على الورشة منسقة المشروع حنان سعيد في "مفتاح"، والممول من قبل الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي. وقالت حنان "اجتمعنا في أريحا، وكنا نحو 27 فتاة وسيدة، أتينا من الجفتلك، فروش بيت دجن، بردلة، الديوك، النويعمة، وعين البيضا، وهي مناطق مختلفة من أريحا والأغوار الشمالية. وأدارت ورشة العمل الخبيرة المتخصصة في قضايا النوع الاجتماعي فداء البرغوثي، وتركت الحديث للمستفيدات من المشروع، ليحددن بأنفسهن احتياجاتهن وأولوياتهن في سياق الدعم الذي قدمته "مفتاح" لهن. وقالت رندة حسان من منطقة الجفتلك، وهي خريجة تخصص إنتاج حيواني من جامعة النجاح، وتشترك مع مجموعة من الفتيات وربات البيوت في مشروع لتربية الدواجن تدعمه "مفتاح"، وتقدم للمستفيدات منه التدريب الذي يمكنهن من إدارة المشروع. "منحتنا مفتاح خيار أن نحدد أولوياتنا واحتياجاتنا بأنفسنا، ولم تمل علينا شيئا، تحدثنا في جلسة التقييم بأريحية، وكان الحديث مريحا ومفيدا، فقد استطعنا أن نحدد بالضبط ما نريده من احتياجات مادية وتدريبية. واعربت حسان عن أملها من مشروع تربية الدواجن الممول من "مفتاح"، أن يحسن من دخل أسرتها، وقد مضى عليه نحو خمسة أشهر. وأضافت في السياق "كنا نتوجه للعمل في المستوطنات، اليوم بتنا نعمل في المزارع والحقول وندير مشاريعنا بأنفسنا، ولمفتاح فضل علينا". أما فاديا أبو جيش، من فروش بيت دجن، فهي أم لأربعة أبناء، وتشترك مع مجموعة أخرى من نساء قريتها عددهن ست، في مشروع تسمين خراف، بدأن العمل فيه في شهر تشرين أول من العام الفائت، ويأملن بعد وقت أن يدر عليهن الدخل المناسبرغم أن المشروع صغير وإمكانياته محدودة. ولم تخف أبو جيش ارتياحها من النقاشات التي تخللت جلسة التقييم التي عقدت في القرية السياحية بأريحا، مع أكثر من مجموعة استفادت من مساعدة "مفتاح". وقالت "لأول مرة نشعر أننا صاحبات لمشروع نقرر احتياجاتنا ونحدد أولوياتنا، واحتياجاتنا في مشروع تسمين الخراف، هو أن يتم توسيع نطاق المساعدة وتطويرها مستقبلا، وأن تستمر "مفتاح" معنا في التدريب والدعم اللازمين، خاصة أن أوضاعنا مأساوية، فالدخل متدن، وفرص العمل قليلة، ولهذا نرجو أن ينجح مشروعنا ويتوسع، وأن يكون لدينا مطبخ إنتاجي لتفريز الخضروات، وتشغيل مزيد من الأيدي العاملة". بدورها، لخصت حنان سعيد منسقة " مشروع تقوية النساء الريفيات بمشاريع صغيرة مدرة للدخل"، هدف ورشة العمل التقييمية للمستفيدات من المشروع بقولها:" الجلسة كانت مرحلة أولى وتمهيدية لقياس تقييم احتياجات تدريبية فيما بعد، لمشاريع أريحا والأغوار، حيث توجد لدينا سبعة مشاريع تتوزع على مناطق الأغوار المختلفة، والهدف منها بناء قدرات المستفيدات من المنح لغرض تمكينهن والمساعدة على تطوير مشاريعهن وإدارتها بطريقة منظمة". وتضيف "كل مشروع له احتياج وبالتالي عقدنا هذه الجلسة التقييمية لتحديد احتياجات المستفيدات بأنفسهن، ولتكون هذه الاحتياجات عنوانا لبرامج التدريب اللاحقة التي ستقدمها "مفتاح". وقالت فداء البرغوثي "إن الهدف من الورشة هو التعرف على أبرز الصعوبات والإشكاليات التي تواجه النساء على مستوى إدارة مشاريعهن، وكذلك الصعوبات التي تواجههن في الحيزين العام والخاص، والتعرف على أسباب هذه الصعوبات في مختلف المستويات من وجهة نظرهن، بالإضافة إلى التعرف ومن خلال توصيفهن للواقع المعاش على أبرز الاحتياجات أو الخدمات التدريبية ومؤهلاتهن، ومهارتهن ونقاط قوتهن وضعفهن، بغية وضع خطة منهجية لتدريبهم لتكون بمثابة المرتكز والقاعدة لتمكينهن نفسيا واجتماعيا واقتصاديا". وأضافت "أن للورشة أهمية خاصة، من حيث تقييم الاحتياجات باعتبارها خطوة أساسية ومنهجية وغير عشوائية لا يمكن تجاوزها كونها تمثل تجربة أولى تمر بها النساء صاحبات المشاريع، حيث يتاح لهن المجال والفرصة للتعبير عن ذواتهن وعلاقاتهن مع بعضهن البعض كصاحبات مشاريع تعمل كل مجموعة منهن على إدارة مشروع، كما علاقاتهن مع أفراد العائلة والمحيط المجتمعي كخطوة أولى لاستكشاف قدراتهن والمعيقات التي تواجههن بعيدا عن أجندة المؤسسات والممولين بحسب تعبيرهن، وهذا من وجهة نظرهن يعتبر إنجازا يحسب لمؤسسة "مفتاح" التي لم تتوان يوما عن تقديم الدعم المعنوي والنفسي والاقتصادي لبناء قدراتهن كنساء صاحبات مشاريع، وكأمهات وزوجات يطمحن لأن يكن فاعلات في المجتمع". فيما عبرت النساء عن جملة من الصعوبات التي تواجههن في مشاريعهن، أبرزها تتعلق بصعوبة تعاملهن مع الأغنام في حال مرضهن، وصعوبة في التعامل مع الأعلاف وتخزينها، قلة التراخيص الممنوحة للجمعيات وصعوبة في قدرتهن على تطوير مشاريعهن، بالإضافة إلى توزيع الأدوار ما بين النساء في المشروع الواحد، وصعوبة في التعامل مع الأرقام والمحاسبة بشكل مهني. أما على مستوى الصعوبات في الحيز العام، فتتمثل بالنظرة المجمعية للنساء وعدم قدرتهن التواصل والتشبيك مع المؤسسات الأخرى. أما الصعوبات في الحيز الخاص فتتمثل بالأعباء الملقاة على عاتق والتي تعيق توفير الوقت والجهد لصالح المشروع، صعوبة التعامل مع إرادة العائلة وتوزيع الأدوار كي ينعكس إيجابيا على المشروع على المستوى النفسي والمعنوي وعلى مستوى الوقت والجهد المبذول. وترى البرغوثي أن الدرس المستفاد من تلك الورشة، يتلخص في الحراك الذي أثاره هذا النوع من تقييم الاحتياجات للنساء صاحبات المشاريع، والذي يشكل خطوة أساسية في عملية التخطيط من منظور النوع الاجتماعي، الذي تتصف طبيعته بأنها سياسية وفنية في الوقت نفسه؛ وبالتالي يفترض قيام صراع ربما يشتمل على عمليات تحويلية كونه يتضمن حوارا بين مختلف النساء داخل المشروع الواحد، وبين النساء وعلاقاتهن في الحيز العام والخاص، الأمر الذي سينعكس إيجابيا على تطوير أدائهن وبناء قدراتهن ومعارفهن، من خلال تحديد المشاكل والعقبات التي تقف أمام القيام بمهامهن بشكل فعال ومن ثم تطوير التدخلات أو الحلول الممكنة. وأضافت أن تقييم الاحتياجات يعتبر أحد أهم الآليات المؤسسية لإدماج النوع الاجتماعي، كونه يعبر بشمولية عن احتياجات الأفراد ضمن المشروع، التي ستعمل على تحديد واضح للمشكلة، وتوجيه منظم للطاقات والقدرات والموارد في سبيل تطبيق فعال للخطط والسياسات والبرامج. |