وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مرة أخرى.. الأندية الفلسطينية تفشل في الاختبار الحقيقي

نشر بتاريخ: 04/02/2014 ( آخر تحديث: 04/02/2014 الساعة: 19:37 )
بقلم - محمد العمري

يبدو أن الفشل سيظل سمة ملازمة لكرة القدم الفلسطينية في مختلف مشاركاتها الخارجية عبر أنديتنا أو منتخباتنا المختلفة، ولعل آخرها الخروج الحزين وغير المتوقع لشباب الظاهرية من التصفيات المؤهلة لبطولة كأس الاتحاد الآسيوي.
بالتأكيد ليس المقصود هنا فريق الظاهرية الذي خرج خالي الوفاض من المباراة الحاسمة المؤهلة لكأس الاتحاد الآسيوي، بل الأندية والمنتخبات الوطنية بمختلف الأعمار والتي لم تحقق النتائج المطلوبة منها خلال مشاركاتها في السنوات القليلة الماضية.

ورغم أن شباب الظاهرية أخرج كل ما بجعبته في لقائه الحاسم والمصيري أمام الفريق المجهول أول أوش من قيرغيزستان التي لا يعرف الكثير من أبناء شعبنا أين تقع باعتبار أنها دولة هاوية في عالم كرة القدم، لكنه فشل وسقط في الاختبار أما فريق بهذا المستوى.
وحرم السقوط المخيب لشباب الظاهرية فلسطين من مقعد ثابت في مسابقة مهمة "كأس الاتحاد الآسيوي"، وأعادنا للخلف مرة أخرى للمشــاركة في بطولة الدول النامية " كأس رئيس الاتحاد الآسيوي".

المشاركات الخارجية للكرة الفلسطينية كانت في معظمها ضعيفة ولم ترتق للمستوى المطلوب، وكأن المشاركة كانت وكالعادة من أجل "المشاركة" فقط وليس بحثا عن التأهل ونيل الألقاب.
والأندية هي الأخرى، والتي شاركت في بطولة كأس رئيس الاتحاد الآسيوي، سارت على نفس الخطى وفشلت بالتتويج باللقب رغم ضعف الأندية المشاركة، والأصعب من ذلك أن منها من خرج من الدور الأول ولم يستطع الوصول إلى الدور الثاني، وكانت أفضل المشاركات لفريق الأمعري الذي وصل لنهائي البطولة وخسر من فريق دورودي من قيرغيزستان بالذات.

يبدو أنه ينقص الأندية الفلسطينية الكثير حتى تتوج بالألقاب والبطولات على الصعيدين العربي والآسيوي، ورغم انتظام الدوري في فلسطين والانتقال إلى عالم المحترفين!، إلا أن "ثقافة الفوز" لا زالت غائبة عن أنديتنا ومنتخباتنا التي لا زالت تعيش على الأطلال وتتغنى بالإنجاز الوحيد واليتيم والذي تحقق قبل 15 عاما في البطولة العربية.

ورغم انتقال أنديتنا للعب في "دوري المحترفين" إلا أنها لا تزال بعيدة جدا عن الاسم على أرض الواقع، حيث أن الاحتراف في نظرها فقط يطبق داخليا ومن خلال التنافس فيما بينها على لقب الدوري، وجلب اللاعبين، وعدم الاكتراث للمشاركات الخارجية.

ويعاب على الأندية أنها تجلب لاعبين "محترفين" رغم أنهم كانوا يلعبون في أندية تصنف في الدرجة الرابعة والخامسة وغير معروفين، لكن عندما يأتوا لدوري المحترفين يصبحوا محترفين وما أن يلبثوا حتى يغادروا النادي دون إشعار، ومع ذلك يتم ارجاعهم بعد فشلهم في أنديتهم دون وجود رقيب أو محاسب.
المطلوب من اتحاد كرة القدم ولجنة مسابقاته أن تحدد من هو اللاعب المحترف، وأن تقوم بفرض العقوبات على أي لاعب يخالف الشروط، وعدم إرجاعه إلى الدوري مهما كان أداؤه.

ولا يختلف الحال بالنسبة لمنتخباتنا للناشئين والشباب والمنتخب الأول، حيث فشلت جميعها في تحقيق الانجازات واكتفت بالمشاركة فقط، رغم ما يتوفر لها من معسكرات داخلية وخارجية، وكل ما هو مطلوب لتحقيق البطولات، إلا أن مشاركاتها ضعيفة ودون أي انجاز يذكر.
وكان الخروج الأخير من الدور الأول لبطولة غرب آسيا، دليل كبير على ضعف المشاركة الخارجية، حيث ودع منتخبنا الاول البطولة رغم لعبه إلى جانب منتخبات أولمبية ورديفة إلا أن الرهبة والخوف من المنافس جعل المنافسة صعبة بل مستحيلة.

وللأسف الشديد فإن معظم وسائل إعلامنا وصحافتنا الرياضية شريك سلبي ورئيسي في هذا الفشل، من خلال غياب النقد البناء بل العكس من ذلك فالكثير من الصحفيين ووسائل الإعلام تكيل المدائح ووتغنى بالنتائج باعتبار أن كل مشاركة خارجية تعد انجازا بعيدا عن النتائج على اعتبار أننا نعيش تحت الاحتلال الذي هو الشماعة التي نعلق عليها أسباب الهزيمة دائما.

لذلك ولأننا نتحدث عن الفشل وأسبابه والذي يعد إعلامنا الرياضي جزء أصيل منه، فيجب أن يكون هناك فوانين وشروط صارمة للعمل في هذا المجال، ومن غير الممكن أن يكون مشرعا للكل، خاصة عندنا فمن لا وظيفة له نراه يكتب في الصحافة الرياضية باعتبار أنه خبير رياضي، علما أن معظمهم وللأسف يكتبون من أجل النفاق والمحسوبية فقط!!

وأخيرا، يجب أن يكون هناك تخطيط صحيح قبل المشاركة الخارجية، بدءا من ترشيح من يستحق تمثيل فلسطين، وانتهاء بمحاسبة كل المقصرين من لاعبين وإداريين ومسؤولين عن سبب الخروج، وتشكيل لجان محاسبة ليس فقط من أجل كتابة سبب الخروج وإنما يجب أن يرافق ذلك معاقبة ومحاسبة المسؤول عن الفشل والتقصير، خاصة أن منتخبنا الأول يستعد بعد عدة أشهر للمشاركة في بطولة كأس التحدي التي سيواجه فيها منتخبات هاوية وضعيفة سيكون أبرزها منتخب قيرغيزستان أيضا، ويتأهل الفائز فيها لبطولة أمم آسيا العام المقبل، وعدم تحقيق اللقب يعني أن بانتظارنا الكثير لمقارعة المنتخبات الآسيوية، لأن بطولة التحدي ستكون النسخة الأخيرة التي يتأهل فيها حامل لقبها للبطولة الآسيوية.