وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ورشة عمل بعنوان: الهجرة والسياسات الدولية

نشر بتاريخ: 05/02/2014 ( آخر تحديث: 05/02/2014 الساعة: 18:17 )
رام الله - معا - عقدت وحدة الهجرة القسرية واللاجئين في معهد ابراهيم أبو لغد للدراسات الدولية في جامعة بيرزيت، اليوم الأربعاء، وبالتعاون مع مؤسسة عبد المحسن القطان وعبدالله يبرودي، ورشة عمل بعنوان: الهجرة والسياسات الدولية،" وذلك استكمالاً لمساق تم طرحه خلال الفصل الدراسي الحالي من قبل المعهد.

افتتحت الورشة نائب رئيس جامعة بيرزيت للشؤون المجتمعية سامية حليلة، مشيرة إلى أن هذه الورشة تأتي لتحقيق هدفين أساسيين، الأول هو محاولة ربط قضايا اللجوء والهجرة القسرية بموضوع العلاقات الدولية والتي قلّما تم الربط بينهما، والثاني يهدف إلى تخريج طلبة ملّمين بمسائل وقضايا الهجرة والسياسة الدولية، لما لهذا الموضوع من أهمية أكاديمية وعملية، تحديداً وأن قضية اللجوء الفلسطينية هي من أطول قضايا اللجوء في العالم عمراً.

من جهته أعرب مدير معهد إبراهيم أبو لغد للدراسات الدولية عبد الكريم البرغوثي عن أهمية دراسة المواضيع ذات العلاقة بالهجرة وربطها بالسياسات الدولية، مؤكداً على أهمية المساق في تعميق معرفة الطلبة بتلك القضايا، وتوسيع مداركهم الدولية.

كما وركّز على الجوانب التربوية لمثل هذه الندوة التي تجعل من الطلبة مركز العملية التربوية، وبحيث يتم نقاش أوراق قيد الإنجاز والاستفادة من ملاحظات معقبين خبراء للعمل لاحقاً على التأكد من جاهزيتها للنشر، وفي هذا إعطاء فرصة متكافئة لطلبة حلقات البحث من النقاش الموسّع والمفتوح أسوةً بزملائهم في مسار الرسالة.

أما فيما يتعلق بالأوراق التي تم عرضها في هذه الورشة، فقد تم تقسيمها إلى جلستين رئيسيتين، تحدث في كل منها ثلاثة من طلبة برنامج الماجستير في الدراسات الدولية عارضين أوراقهم البحثية، وبحضور مدرسي المساق، رائد بدر ونديم مسيس، واللذان ترأسا الجلستين بالتتابع. ليقوم بعد ذلك مجموعة من الخبراء والمختصين بالتعقيب عليها. حيث قام كل من أحمد نوفل، استاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك، ومجدي المالكي، استاذ علم الاجتماع في جامعة بيرزيت، و لارس غيسر، من معهد آرنولد بيرغيسترايسر، جامعة فرايبورغ، وخديجة فنان، استاذة العلوم السياسية في جامعة السوربون، بالتعقيب على الأوراق المقدمة من قبل الطلبة وإعطاء ملاحظاتهم عليها في أمور تتعلق بالشكل والمضمون والمنهجية وغيرها.

وبداية، قدّمت الطالبة دانا مرعي عرضاً لبحثها بعنوان "سياسات الهجرة في بريطانيا وأثرها على اندماج المهاجرين (1997-2007)"، محاولة الإجابة على سؤال مركزي وهو ما مدى فاعلية السياسات الموجهة نحو المهاجرين في بريطانيا على عملية إدماجهم وفقا للأجندة السياسية في الفترة من عام 1997 إلى عام 2007؟ متطرقةً إلى سياسات الهجرة في بريطانيا في تلك الفترة، وإلى تطور مفهوم المواطنة في بريطانيا منذ الحرب العالمية الثانية، وطبيعة نموذج إدماج المهاجرين هناك.

أما الطالب سعد عميرة فقد قدّم ورقته البحثية بعنوان "سياسات الهجرة العامة في اسرائيل، وتجربة المهاجرين الأثيوبيين في اسرائيل 1980-1996"، متطرقاً إلى السياق التاريخي لهجرة الإثيوبيين إلى اسرائيل، والدور الذي لعبه اليهود الأشكناز في تشكيل السياسات العامة للهجرة في اسرائيل. وتأثير كل ذلك على المهاجرين الأثيوبيين.

فيما تحدّث الطالب أشرف مناصرة عن "سياسة هولندا تجاه المهاجرين المسلمين،" محاولاً الإجابة عن تساؤل مركزي مفاده "هل كان للمهاجرين المسلمين دور في اتساع قاعد اليمين المتطرف في هولندا"؟ متناولاً أهم القضايا التي أثرت على نظرة المجتمع الهولندي للمهاجرين المسلمين هناك. وقد أثارت المواضيع المطروحة نقاشاً معمقاً من قبل الحضور.

أما المجموعة الثانية من الأوراق فبدأت بورقة قدمتها الطالبة عبير الرمحي بعنوان "السويد وسياسات الهجرة." محاولةً خلالها تقصّي الأسباب التي دفعت السويد الى تغيير سياساتها تجاه الهجرة، ودور الإتحاد الأوروبي في ذلك التغيير.

تلا ذلك عرضاً لبحث الطالبة دينا جبر، والتي جاءت بعنوان "السويد بلد المهاجرين." والتي تمحورت حول الاستراتيجيات والسياسات الحكومية لدمج المهاجرين على اختلاف اجناسهم في المجتمع السويدي، ومدى نجاحها. إضافة إلى ابراز المتغيرات ذات العلاقة بطبيعة المهاجرين وفقا لبلد المنشأ (الموطن الاصلي للمهاجرين).

فيما جاءت الورقة الأخيرة والتي قدّمتها الطالبة محاسن كتوت بعنوان "أثر الأحزاب السياسية البريطانية على سياسة بريطانيا تجاه الهجرة: (المسلمون كحالة دراسية)" والتي هدفت إلى دراسة سياسة بريطانيا والأحزاب البريطانية في إدارة مواضيع الهجرة، كما تطرّقت إلى وضع المهاجرين المسلمين في بريطانيا، من حيث الاندماج والمساهمة في مختلف نواحي الحياة داخلها (سياسيا، إقتصاديا، وإجتماعيا)، وأثر كل ذلك على المجتمع البريطاني.

وأخيراً، اختتم روجر هيكوك الورشة بعرض لمجموعة من الملاحظات الختامية والتوصيات التي خرجت بها الورشة؛ مركزاً على الاستنتاجات التي غابت عن الأبحاث المعروضة والتي تتعلّق ببنية الهيمنة المستمرة منذ 200 سنة ومظاهر الهجرة، والتمييز بين هجرة شرعية وهجرة غير شرعية، مشيراً إلى أنه لا حاجة للإيمان بتصريحات الحكومات والتي لا تشير إلى الواقع في الغالب.