بالفيديو- مستوطنون يعتدون على ناشط سلام اسرائيلي جنوب الخليل

بيت لحم - معا - اعتدت مجموعة من المستوطنين على أحد نشطاء السلام الإسرائيليين من مؤسسة "تعايش" أثناء مرافقته لمزارعين ورعاة أغنام فلسطينيين في أراضيهم ومراعيهم في قرية شويكة في جبال جنوب الخليل.

وقد رصد تقرير نشره الموقع الإلكتروني +972 المستقل عملية الاعتداء التي وقعت في واد قرب البؤرة الاستيطانية غير القانونية "إشتاموا" في مقاطع فيديو مصورة.



يقول التقرير على لسان غاي أحد نشطاء "تعايش" المخضرمين والذي يعنى بتوثيق اعتداءات المستوطنين إن مستوطنين وجنودا إسرائيليين في الأسابيع الأخيرة كانوا يعترضون طريق المزارعين والرعاة ويمنعونهم من الوصول إلى أراضيهم "رغم أن السلطات الإسرائيلية تقر بأن أراضي الوادي هي أملاك فلسطينية خاصة ويحظر على الإسرائيليين دخولها."

ويضيف الناشط، حسب التقرير، أنه في تمام الساعة الحادية عشرة صباحا نزل إلى الوادي 10-15 مستوطنا من البؤرة الاستيطانية وكان معظمهم ملثمون حتى لا تعرف هويتهم. وما أن اقتربوا من المزارعين حتى بدؤوا بإلقاء الحجارة وكان بعضهم يستخدم المقاليع.

يظهر في مقاطع الفيديو أدناه ثلاثة من المستوطنين يهاجمون أحد النشطاء الإسرائيليين بعنف وكان أحدهم يستخدم عصا.



في المقطع الثاني يظهر أحد الجنود وهو يسير متباطئا نحو المستوطنين الذي يفرون من المكان بعد الاعتداء، ولا يحاول الجندي أن يوقفهم أو يركض خلفهم "بل يربت على كتف أحدهم بقصد التودد وليس التوبيخ."

ويضيف التقرير أن "مثل هذه الآلية لا يوضح الازدواجية في المعاملة والتمييز ضد الفلسطينيين فحسب، بل يؤكد أن المستوطنين هم أصحاب القرار في هذه المواقع."

وقد أصيب الناشط الإسرائيلي برضوض في ذراعيه وفي الساقين والظهر. ويؤكد غاي أن الجنود الذين تواجدوا في المكان اكتفوا بالمشاهدة ولم يفعلوا شيئا، ولم يعتقلوا المستوطنين أو يحاولوا كشف وجوههم والتعرف عليهم. وبعد أن ابتعد المستوطنون توجه الناشط الذي تعرض للاعتداء برفقة غاي وناشط آخر إلى مركز شرطة كريات أربع لتقديم شكوى، حيث قيل لهم إن الشرطة سوف تحقق في الحادث.



وحسب رواية غاي، صادف وجود جنديين في محطة الشرطة ممن شهدوا الاعتداء وقد أخبروه أن مستوطنا مسلحا صاح عليهم مطالبا إياهم بإطلاق النار على النشطاء الإسرائيليين من مؤسسة "تعايش" ومهددا بأن يطلق النار بنفسه إذا رفض الجنود أوامره. وأشار التقرير إلى أنه "وبناء على تجربة تعايش على مدى عشر سنوات لأحداث مشابهة فإن احتمال تطبيق القانون على المستوطنين يكاد تكون معدوما رغم وضوح الأدلة."

ويلفت التقرير إلى أن عدة مواقع إخبارية عبرية تداولت حادثة الاعتداء. ناطق بلسان الجيش الإسرائيلي قال لصحيفة "هآرتس" إن مقاطع الفيديو "تم تحريرها بتحيز" وإن الجنود الذين تواجدوا في المكان تصرفوا حسب الأصول. وادعى الناطق أن الجنود "أبعدوا السكان" في إشارة - على ما يبدو - للمستوطنين، ومن ثم اتصلوا بالشرطة للتحقيق مع المشتبه بهم.

وعلى حد معرفة غاي، فإن أيا من المشتبه بهم لم يعتقل وتحديدا وقت حدوث الاعتداء.