|
"مفتاح" تعقد لقاءات مفتوحة مع قيادات سياسية ومجتمعية
نشر بتاريخ: 10/02/2014 ( آخر تحديث: 10/02/2014 الساعة: 13:25 )
رام الله- معا - بات من الآن فصاعدا بمقدور القيادات الشابة، الاطلاع والاستفادة من تجارب من سبقوهم من قيادات شعبهم في مختلف الميادين السياسية والاجتماعية والثقافية، للاستزادة منهم وإثراء تجربتهم الوليدة في القيادة وصناعة القرار.
هذه الفرصة السانحة كي يستفيد الجيل الشاب من تجارب من سبقوه، أمكن بلوغها من خلال سلسلة من اللقاءات يعقدها برنامج " دعم القيادة النسوية التحولية في أوقات التغيير في دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا"، ويجمع فيها بين قيادات شابة، وقيادات ذات خبرة واطلاع واسعين، والذي تنفذه المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية "مفتاح" بالشراكة مع مركز شؤون المرأة، ومركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي، وجمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية، ومؤسسة أوكسفام – نوفب الهولندية وبدعم من وكالة التنمية السويدية – سيدا. وفي هذا الإطار تقول لميس الشعيبي، مديرة برنامج تعزيز المشاركة المجتمعية في مفتاح " تهدف هذه اللقاءات إلى خلق بيئة حوارية تجمع القيادات السياسية مع القيادات الشابة، وإتاحة المجال للإطلاع على تجربة القيادات الفلسطينية في العمل السياسي والاجتماعي والتنموي". اللقاء الأول من بين سلسلة لقاءات أخرى من المقرر أن تعقد على مدى العام الحالي والعام الذي يليه، عقد مطلع الأسبوع الماضي، ونفذته مفتاح وجمعية المرأة العاملة، وبلغ عدد المشاركين فيه 14 من القيادات الشابة، تم توزيعهم على أربع مجموعات، يمثلون أربع مناطق في الأغوار هي ( فصايل، الجفتلك، زبيدات، والعوجا)، وثلاث قرى في رام الله هي ( بلعين، ونعلين، وصفا)، وطلاب من أربع كليات وجامعات فلسطينية هي ( جامعة بير زيت، كلية المستقبل، كلية فلسطين التقنية، وجامعة القدس المفتوحة)، وفيه تم استضافة زهيرة كمال أمين عام حزب "فدا"، وهي واحدة من القيادات النسوية والسياسية، وذات تجربة واسعة في ميادين العمل السياسي والنضالي على مدى عدة عقود من الزمن. في اللقاء عبر القياديون الشباب، ومن خلال إجاباتهم ومداخلاتهم على مجموعة من الأسئلة والاستفسارات التي طرحتها عليهم أمين عام "فدا"، عن حالة الإحباط التي يشعرون بها وتؤثر على مشاركتهم السياسية وانخراطهم في العمل التطوعي، والتحديات الناجمة عن البطالة، والفقر، وشيوع ظاهرة الواسطة والمحسوبية وتفشي الفساد. تحدث القيادي الشاب رائد أبو جودة، عن تجربته وعن التحديات التي واجهته، فقال " عملت متطوعا في الأغوار، لم أنتظر مقابلا من أحد. هناك حالة من الإحباط، لكن الإرادة أقوى، وفي هذه المجال أرى نفسي". أما صديقة أبو سليم، فتطرقت إلى البطالة، وتأثيراتها على الشباب، باعتبارها مشكلة المشاكل بالنسبة إليهم. في حين تحدثت تمارا تميمي، والتي عملت لدى أكثر من مؤسسة، وتعمل الآن كمنسقة للمشروع لدى جمعية المرأة العاملة، عن عشوائية وغوغائية العمل لدى العديد من المؤسسات، مشيرة إلى أن التميز هو في العمل المنظم والمنتظم. بينما تحدثت إيمان رومانين، عن التحاقها في عدة دورات، لكنها لم تحقق من هذه الدورات أي فائدة. وتطرقت شيخة ابراهيم، إلى تجربتها في العمل التطوعي لدى عدة مؤسسات، دون أن يفضي ذلك إلى التغلب على مشكلة البطالة. بينما اعتبرت رنا خطاب، أن العمل التطوعي الذي تؤمن به، يعتبر مدخلا للتغلب على البطالة. ولفت القيادي الشاب حكم كراجة، إلى استمرار الواسطة والمحسوبية، والفساد، واستمرار تفشي البطالة. ويعتقد قصي نافع، أن الجامعة هي بوابته للحياة، لكنه بالكاد يعمل بشهادته. مع ذلك تحدث عن مجالات تطوعه سواء من خلال مشاركته في النشاطات الجامعية، أو في فعايات مناوئة للجدار. في حين أكدت كل من كفاية الشيخ، ونهاد عرينات، أن التطوع هو المجال الذي يمكن أن تتميزا به. أما آية منصور، فلم تخف رغبتها في أن تتميًز في المجالين الاجتماعي والاقتصادي، وشعارها" كل منا يجب أن يشق طريقه بنفسه". في حين قالت هديل بركات، أن تميزها في عملها كمعلمة تربية ابتدائية. تضيف" تحديت أهلي لأنهم رفضوا أن أعمل". صبحية عبد الله، فقد عملت متطوعة في ناد وفي جمعية، وهي لا تتواني عن تقديم المساعدة لأي شاب أو شابة، مع ذلك تحدثت عن تحديات تواجهها من أبرزها، الضغوط الإسرائيلية، والعمل داخل المستوطنات. وبعد هذه المداخلات التي كان التركيز فيها منصبا على البطالة، وعلى العمل التطوعي، وجهت زهيرة كمال المشاركين في اللقاء عناوين هامة لمواجهة ما يعترضهم من تحديات. فقد ركزت على موضوع الخبرة، وحثتهم على عدم اللجوء إلى الواسطة، وأن يستعينوا بنصيحة الآخرين. كما أكدت على أهمية العمل التطوعي، واعتبرته مهما وأساسيا لاكتساب الخبرة، والالتحاق بالعمل والوظيفة. وفي مواجهة البطالة، اقترحت أيضا البحث عن مجالات عمل أخرى ودراسة احتياجات السوق، في بلد يعاني من كثرة الخريجين وقلة فرص العمل، ودعت إلى الاهتمام بالتعليم المهني، والعمل في بعض الحرف مثل: الحرف الصحية، والنجارة، والبلاط. أما في مكانة المرأة في العمل السياسي، وما إذا كان وجودها يشكل إضافة نوعية ، فترى هبة عواد، أن دور المرأة في السياسة حق لها لا نقاش فيه. ومشاركة المرأة في الحياة السياسية، يمكنها من عرض قضايا المرأة، وطرح الحلول المناسبة لها، كما يشجع غيرها على الانخراط في السياسة. في حين يقول حكم كراجة، أن دساتير العالم تكفل للمرأة حقوقها، ولكن ليست كل الدول تطبق هذه الحقوق. ولكن ماذا عن أولويات المرأة؟ أجابت صديقة أبو سليم، على هذا السؤال، بالقول:"القضايا الاجتماعية التي تمسها بشكل مباشر المشاركة السياسية ومن ذلك أيضا، قضية الميراث، وظاهرة القتل على خلفية الشرف، بالاضافة إلى الضغوط الاقتصادية، وقضايا أخرى مثل: المساواة، التعليم العالي، والزواج والطلاق والنفقة. في هذا السياق، تطرقت زهيرة كمال إلى التجربتين التونسية والمغربية، وكيف نجحت نساء تونس في توقيع نحو مليون إمرأة تونسية، وحشد أكثر من ألف إمرأة للضغط على السلطات من أجل تغيير قانون الأسرة، واضطر الرئيس على تغيير القانون، بالإضافة إلى موافقته على قانون الكوتا النسائية مناصفة مع الرجل، وأن تكون المرأة على رأس أي قائمة تخوض الانتخابات. كيف يمكن للرجل أن يدعم المرأة في تحقيق مطالبها؟ أكدت المداخلات، على أن دور الرجل في هذا المجال يبدأ من الأسرة، وما تحظى به الزوجة من دعم داخل أسرتها في قضايا تتعلق بفرص العمل، ودعمها في الانتخابات ترشيحا وتصويتا، ومشاركتها في صنع القرار وممارسة دورا رياديا وقياديا، في كل ما يتعلق بقضاياها وقضايا المجتمع. وأيا كانت الشخصية العامة سواء رجل أو إمرأة، هناك مسؤوليات وواجبات. وهناك التزامات بدءا من الملبس والسلوك والتصرفات، مرورا بمهارات توصيل المعلومة، وانتهاء باحترام الرأي الآخر وتقبله وقبوله، وشيوع حالة من التسامح . كان ما استمعت إليه القيادات الشابة من أمين عام فدا، وهي تروي تجربتها النسوية والسياسية والمجتمعية، حافزا لدى هؤلاء للتصريح بما يجول في خواطرهم، وما يودون أن يتميزوا به. وقد بدا للقيادات الشابة التي جمعها اللقاء بزهيرة كمال، حجم التحديات التي واجهتها، والكيفية التي تغلبت فيها على هذه التحديات، وبالتالي أثرى اللقاء معها تجربة هذه القيادات، بالنظر إلى تجربتها السياسية، وتبوأها منصب وزيرة شؤون المرأة في السلطة الوطنية. |