|
كتاب: هل 25 يناير كان "إنقلابا ناعما" و30 يونيو كان "إنقلابا خشنا"
نشر بتاريخ: 18/02/2014 ( آخر تحديث: 18/02/2014 الساعة: 09:50 )
بيت لحم- معا - يتساءل كتاب للكاتبة والمخرجة المصرية أسماء إبراهيم عما إذا كان ما جرى في مصر في 25 يناير كانون الثاني 2011 ثم في 30 يونيو حزيران 2013 ثورة أم انقلابا.
لكن الكتاب لا يجيب على السؤال ولا ينشغل به بل يترك مهمة الإجابة لوعي القارئ الذي سيجد فيه ما يشبه التوثيق لنحو 30 شهرا منذ الاحتجاجات الشعبية التي أدت إلى خلع الرئيس الأسبق حسني مبارك وصولا إلى الثالث من يوليو تموز الماضي حيث عزل الجيش الرئيس المنتمي لجماعة الإخوان محمد مرسي بعد احتجاجات حاشدة في البلاد بلغت ذروتها في 30 يونيو حزيران. وفي مقدمة كتاب (ثورة دي ولا إنقلاب؟!) تقول المؤلفة إن "للثورة المصرية جزءين" في انطلاقها في 25 يناير 2011 وفي 30 يونيو 2013. لكن الغلاف الأخير يسجل اسئلة منها "هل كانت 25 يناير.. ثورة حقيقية؟ أم كانت انقلابا ناعما من الجيش ضد مشروع التوريث ولكنه استظل بغطاء شعبي؟... هل كانت 30 يونيو.. انقلابا عسكريا صريحا وخشنا ضد رئيس مدني منتخب؟ أم كانت ثورة شعبية مدنية حقيقية ولكنها استظلت بغطاء عسكري؟" والكتاب الذي يقع في 180 صفحة متوسطة القطع أصدرته دار (أوراق للنشر والتوزيع) في القاهرة. وأسماء إبراهيم مؤلفة ومخرجة نالت في أكتوبر تشرين الأول 2013 جائزة مهرجان الإسكندرية لسينما دول البحر الموسط عن فيلمها التسجيلي القصير (الكعكة الحجرية.. ميدان التحرير) الذي تهديه "إلى روح أمل دنقل وإلى كل الحالمين بمصر جديدة" ويستعرض الفيلم تاريخ ومعالم ميدان التحرير وأبرزها كعكة حجرية كانت تتوسطها قاعدة تمثال الخديو إسماعيل جد فاروق آخر ملوك مصر. لكن التمثال وصل من إيطاليا في 26 يوليو تموز 1952 وهو اليوم الذي غادر فيه فاروق مصر وانتهى حكم أسرة محمد علي.. واودع التمثال في المخازن. ولكن (الكعكة الحجرية) بقيت في الذاكرة لأنها أصبحت عنوانا لقصيدة أمل دنقل عن احتجاجات 1972 التي طالبت الرئيس الأسبق أنور السادات بخوض الحرب ضد إسرائيل وتبدأ بقوله "أيها الواقفون على حافة المذبحة-أشهروا الأسلحة. سقط الموت وانفرط القلب كالمسبحة-والدم انساب فوق الوشاح. المنازل أضرحة-والزنازن أضرحة-والمدى أضرحة. فارفعوا الأسلحة واتبعوني. أنا ندم الغد والبارحة-رايتي: عظمتان.. وجمجمة.وشعاري: الصباح". وتكتب المؤلفة في الفصل الأخير من كتابها نصا موازيا لقصيدة دنقل الذي رحل في 1983 لكنها تتخيله مشاركا في الاحتجاجات ضد مبارك بميدان التحرير إذ "يؤكد البعض رؤيته.. محمولا على الأعناق... كثيرون أكدوا صدق الرواية" وتخاطبه قائلة إن 40 عاما من الاحتجاجات جعلت المصريين يبلغون سن الرشد "أبشر يا أمل. هم الآن ينقبضون وينفرجون كنبضة قلب.. حول الكعكة والشموع." ويتناول الكتاب انتقادا لجوانب من "السلوك الانتهازي" أو ما يمكن اعتباره "ابتذالا للمعنى" في فصل قصير عن استغلال الثوري في التجاري كما في إعلان عن افتتاح فندق بالقاهرة يقول إنه يقدم "أفضل العروض والأسعار وتحية لشهداء ثورة 25 يناير" أو في لافتة إعلانية عن مشروع لتسويق المنتجات تحمل عنوان "معرض دعم الشهداء وتشغيل الخريجين". وتتساءل المؤلفة كيف يمكن لقطعة من الثياب أن "تدعم شهيدا... صياغة ركيكة تستخف بعقل العابر وتسخر من وعيه... ولماذا الاحتكاك والتحرش الدائم بكلمة الشهيد على ما بها من نبل وقداسة.. لم تذكر اليافطة دعم أهالي الشهداء." والكتاب سياحة تاريخية في حب مصر تستشهد فيه المؤلفة بمعرفة المصريين القديمة بالتوحيد حيث كان أمنحتب الرابع (اخناتون الذي حكم بين عامي 1379 و1362 قبل الميلاد) يناجي ربه "أيها الواحد الأحد-الذي يطوي الأبد-يا مخترق الأبدية-يا موجد نفسك بنفسك-يا مرشد الملايين إلى السبل." وفي فصل عن الاعتداء على محتجين أمام قصر الرئاسة في ديسمبر كانون الأول 2012 تستعير المؤلفة قول ابن قيم الجوزية "أعجب العجائب سرورك بغرورك وسهوك في لهوك عما قد خبئ لك... لقد أراك مصرع غيرك مصرعك.. وقد شغلك نيل لذاتك عن ذكر خراب بيتك." |