|
"القدس المفتوحة" تعقد مؤتمر التنمية الزراعية في منطقة الأغوار
نشر بتاريخ: 19/02/2014 ( آخر تحديث: 19/02/2014 الساعة: 16:51 )
اريحا - معا - عقدت جامعة القدس المفتوحة، تحت رعاية وزير الزراعة المهندس وليد عسّاف، مؤتمر التنمية الزراعية في منطقة الأغوار، وذلك يوم الأربعاء في فندق إنتركونتننتال بمدينة أريحا، وبحضور عدد من المسؤولين.
وأوصى المشاركون في المؤتمر بتكريس الجهد من أجل تشجيع المستثمرين المحليين والعرب وغيرهم للاستثمار في القطاع الزراعي وتوفير ظروف استثمار مميزة من قبل الحكومة، وتبني التقنيات الحديثة في الزراعة، وبخاصة تقنيات الزراعة المائية من قبل المؤسسات المعنية، مثل سلطة المياه ووزارة الزراعة وسلطة البيئة وغيرها. كما دعا المشاركون في المؤتمر إلى الإسراع في عمل مشاريع تجريبية بحثية بالتعاون مع الجامعات الفلسطينية لتطوير هذه التقنية للمنطقة وملاءمتها، ويفضل أن تكون بالقرب من أحد مشاريع تحلية المياه، وأكدوا أن هناك حاجة لتطوير القطاع الزراعي في منطقة الأغوار، الذي يشكل مصدرًا لدخل الأسر الزراعية ويساهم في الأمن الغذائي الفلسطيني، وذلك من خلال دعم مناطق الأرياف والتنويع الزراعي والعمل على إعادة تأهيل البنية التحتية الزراعية بعناصرها كافة. كما طالب المشاركون في المؤتمر بالعمل على زيادة الأراضي المروية من خلال تشجيع زيادة رقعة الزراعات المروية، وإعادة استخدام المياه الرمادية المعالجة، وتأهيل وتطوير شبكات وأنظمة المياه (البنية التحتية لشبكات الريّ)، والعمل أيضًا على تطوير رزنامة الإنتاج الزراعي الحالية، لرفع الكفاءة التنافسية للمنتج الزراعي الفلسطيني من خلال تشجيع تنويع المحاصيل الزراعية من أجل التغلب على أزمة الزراعات الموسمية والتسويق. كما شدّد المشاركون على أهمية مساعدة المزارعين على التواصل والتعاون فيما بينهم، من خلال تمكين التعاونيات الزراعية القائمة وتفعيلها من أجل المساهمة في خفض تكاليف الإنتاج وتبني نظام التسويق الجماعي، وإنشاء نظام معلوماتي فلسطيني للتسويق الزراعي وتطويره من أجل رصد وتقييم التغيرات في أداء القطاع الزراعي، ونظام أسعار المنتجات، والمساعدة في وضع الخطط المناسبة لتنمية الإنتاج الزراعي. من جانبه، قال وزير الزراعة المهندس وليد عساف، إن المؤتمر يأتي في ظل ارتفاع وتيرة تهويد الأغوار من قبل الاحتلال الإسرائيلي، مشيرًا إلى أنه لن يكون هناك حل سياسي دون الأغوار، فالأغوار إذا لم تؤخذ بعين الاعتبار، فلن يكون هناك سلام. وأضاف أن شعبنا أفاق متأخرًا في الأغوار للأسف، بعد أن استطاع الاحتلال أن ينشئ بنيته التحتية ويصادر الأراضي ويغلق مناطق واسعة ويحول الأغوار لساحة للجيش الإسرائيلي والمستوطنين، ومنذ خطة آلون التي وضعت في نهاية الستينيات، يحاول الاحتلال ضم الأغوار بكل الأشكال وإبعاد الفلسطينيين عنها. وقال إنه كانت في الأغوار 168 بئرًا للمياه، هدم الاحتلال 68 بالكامل، وكانت على نهر الأردن عشرات المضخات وقد دمرت بالكامل من أجل منع شعبنا من استغلال الأغوار، عبر حرمانها من مصادر المياه فيها، وهي مياه النهر والمياه الجوفية. وبين أن الاحتلال يعمل على تقليص الأراضي الزراعية في الأغوار عبر منحها للمستوطنين أو بناء مستوطنات عليها، مشيرًا إلى أن الاحتلال يقوم بسرقة المياه الفلسطينية في مختلف أنحاء الضفة الغربية أيضًا وليس في الأغوار فحسب، ومن دون مياه، لا يمكن الحديث عن التنمية. وأضاف أن الحرب الجارية في الأغوار هي حرب بقاء وصمود، فالأغوار توجد بها أراضٍ زراعية متاحة حجمها 280 ألف دونم يستغل الفلسطينيون منها فقط 80 ألف دونم، فيما يستغل الاحتلال 200 ألف دونم. وتعهد باسم وزارة الزراعة والحكومة بأن تتحول نتائج هذا المؤتمر إلى وقائع، وفي العام الجاري، سيكون الكثير منها قيد التنفيذ، ضمن إمكانيات الوزارة، مشيرًا إلى أن الحكومة تمكنت من حشد تمويل لتنفيذ الخطة الفلسطينية للحفاظ على الأغوار. وفي كلمته بالافتتاح، قال رئيس مجلس أمناء جامعة القدس المفتوحة المهندس عدنان سمارة، إن جامعة القدس المفتوحة عندما خطط لها، وضعت نصب أعينها عدة أهداف، أهمها أن يحصل كل طالب فلسطيني يرغب في العلم على مقعد للدراسة داخل وطنه. وأضاف أن 60% من طلبة القدس المفتوحة هم من النساء والأمهات وربات البيوت، فقد وفرت الجامعة التعليم للفئات المحرومة والمهمشة والتي فاتها قطار التعليم، وساهمت في تثبيت الوجود الفلسطيني عبر الحفاظ على الطلاب والشبان من الهجرة للخارج وتوفير التعليم لهم في الداخل. وتحدث عن دور الجامعة في خدمة المجتمع، فبعد أن ثبتت الجامعة أقدامها وأصبحت متواجدة في كافة محافظات الوطن، توجهت الجامعة في مسارات أخرى أهمها البحث العلمي عبر دعمه وتطويره ضمن خطة إستراتيجية للجامعة لمدة 3 سنوات. أما الهدف الثاني، فهو خدمة المجتمع عبر تقديم التعليم لفئاته. وفيما يتعلق بالمؤتمر، قال المهندس سمارة، إنه يعقد في الأغوار، وهي أرض فلسطينية وستبقى كذلك، وواجب الجامعة في هذا المجال أن تضع أمام صناع القرار بعض الاقتراحات والتوصيات للحفاظ على الأغوار والنهوض بها، وهذا هو الهدف من مؤتمر اليوم، فمحافظة أريحا والأغوار هي سلة الغذاء الفلسطيني ولا نستطيع أن نبني دولة دون أن تكون الأغوار جزءًا منها. في السياق ذاته، أكد رئيس الجامعة أ. د. يونس عمرو، أن جامعة القدس المفتوحة هي الجامعة التي حملت هموم شعبها، وعلى رأس تلك الهموم البحث العلمي الذي أولى له مجلس الأمناء اهتمامًا كبيرًا، ورفع الموازنة المالية ما يقارب الضعف لدعم هذه البحوث والمؤتمرات التي يعد مؤتمر اليوم واحدًا منها. وأضاف أن الهدف من المؤتمر هو وضع اليد على المشكلات التي تواجه أهلنا في الأغوار فيما يتعلق بالزراعة، وكان اهتمام الجامعة بالتعاون مع وزارة الزراعة أن كانت هناك بحوث مختلفة ومتنوعة ستوضع في خدمة المزارعين في أريحا والأغوار. واقترح أ. د. عمرو، أن يكون هذا النوع من النشاطات دوريًّا بشكل سنوي، وأن يكون المؤتمر القادم حول المراعي في الأغوار والثروة الحيوانية، فالمزارعون يعانون من تعنت الاحتلال وممارساته، حيث يلاحق المزارع ويعتدى عليه. وتمنى أ. د. عمرو، أن تكون نتائج المؤتمر نبراسًا للعمل في الأغوار والتصدي لإجراءات الاحتلال الإسرائيلي الهادفة لتهويد الأغوار والسيطرة عليها، ولكن لن يحدث ذلك، فهي سلة فلسطين الغذائية وبوابتها الشرقية، ولا تقل أهمية عن القدس بالنسبة لشعبنا. من جانبه، أكد الدكتور باسم شلش مدير فرع سلفيت ورئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، أن الهدف من هذا اليوم العلمي هو الوقوف على واقع الزراعة بالأغوار وعلى سبل النهوض بها، فقد بادرت "القدس المفتوحة" لعقد هذا المؤتمر المميز بموضوعه وأهدافه، حيث سعى هذا المؤتمر للوقوف على واقع الزراعة في الأغوار من خلال محوري البيئة الزراعية والمصادر الطبيعية، والثاني التنمية الزراعية المستدامة، بالشراكة مع المؤسسات الزراعية في فلسطين وعلى رأسها وزارة الزراعة. وأضاف أن اللجنة العلمية اختارت عشر أوراق للمؤتمر بعد التحكيم، وتم توزيعها على محاور المؤتمر، ونأمل من خلال هذا المؤتمر أن نقدم رؤية ثابتة يمكن تحقيقها من خلال إجراءات وإستراتيجيات قابلة للتنفيذ للنهوض بواقع الزراعة في الأغوار. أبرز جلسات المؤتمر واستهل المؤتمر، الذي تولّى عرافته عميد شؤون الطلبة في "القدس المفتوحة" د. محمد شاهين، بافتتاح معرض حول المنتجات الزراعية، ثم عقدت الجلسة الأولى بعنوان: "البيئة الزراعية والمصادر الطبيعية في منطقة الأغوار"، وتولى رئاستها د. زكريا السلاودة الوكيل المساعد بوزارة الزراعة، وعرض فيها مجموعة من الأبحاث: أولها حول "التكاملية بين تطوير البنية التحية لمصادر المياه والبناء المؤسساتي في الأغوار" للدكتور عبد الرحمن التميمي وشعبان عياطة. والبحث الآخر بعنوان:" Evaluation of agricultural water management options in the lower Jordan valley- Palestine using (WEAP)، للأستاذ حازم شقير والدكتور مروان حداد. كما عرض الدكتور صبحي سمحان بحثًا بعنوان: "Jordan river between dream and nightmare". وتحدث المهندس حازم كتانة في بحثه عن "الزراعة المائية كتوجه إستراتيجي للمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة في الأغوار". وتناول الدكتور شاهر حجة عميد كلية الزراعة في "القدس المفتوحة" في بحثه "معوقات التسويق الزراعي في منطقة الأغوار". وعرضت في نهاية الجلسة تجربة زراعية ناجحة في منطقة الأغوار. وتمحورت الجلسة الثانية من المؤتمر حول التنمية الزراعية المستدامة في منطقة الأغوار، وترأسها رئيس مجلس إدارة المشروع الإنشائي العربي في أريحا د. محمد القطب؛ وعرض خلالها عدد من الأبحاث، أولها حول "آفاق تطوير زراعة البندورة الكرزية والعنقودية في منطقة الأغوار" للدكتور علائي البيطار. كما قدم الدكتور حسام الدين مصطفى السعيد والمهندسان أحمد عرار وطارق أبو بكر بحثًا بعنوان: "Evaluation of aerial offshoots rooting of three international date palm varieties". كما قدم المهندسون سامح جرار وعبد الله العمري وعدي زيد وشاهر الخالدي بحثًا بعنوان: "Morphological variation within watermelon cultivars in Palestine. فيما جاء بحث الدكتور إياد بدران والدكتور رامي القيسي والمهندسين مؤيد سلمان ومدحت وليد بعنوان: "The effect of a silage from different byproducts in the lactating Assaf breed relations". كما قدّم الدكتور جهاد الإبراهيم بحثًا عن "تصميم وتشغيل وحدة متنقلة وشبه آلية لتصنيع الأعلاف المخمرة (السيلاج)، واختبار وتحليل الخلطات المخمرة لمعظم أنواع المخلفات الزراعية والتموينية". وعرضت في نهاية الجلسة تجربة زراعية ناجحة أخرى في منطقة الأغوار. وقبل عرض التوصيات، فتح باب النقاش وسجلت نقاشات مهمة حول كيفية التصدي لإجراءات الاحتلال الهادفة للسيطرة على الأغوار الفلسطينية. |