|
معاناة زين وصلت سقف الكفاية
نشر بتاريخ: 19/02/2014 ( آخر تحديث: 20/02/2014 الساعة: 00:29 )
بيت لحم - تقرير معا - عندما تنظر اليه، تقرأ في صفحة محيّاه الغض اشارات لن يمحوها الزمن من ذاكرتك. " أفضلُ الموت على الحياة وأنا أرى زين يعاني دون أن أستطيع مساعدته" بهذه الكلمات ابتدات مريم ربايعة (29 عاما) من بلدة دار صلاح شرقي بيت لحم حديثها عن ابنها زين العابدين البالغ (9سنوات) .
وقالت أم زين:" عندما كان زين 10 شهور سقط على رأسه مما أدى الى تضرر مركز الاستيعاب والتركيز في دماغه" وأضافت:" مرض زين فتوقعنا أنه مصاب بالانفلونزا، وذهبنا لمشفى الكاريتاس في بيت لحم فأخبرنا الطبيب بعد اجراء الفحوصات اللازمة بأنه مصاب بمرض التشنج الطويل، وبعد فترة شخّصه طبيب اخر على أنه مريض توحد من الدرجة الثانية". في البداية جلس والد زين يوسف ربايعة (39عاما) وفي سويداء قلبه يخبئ معاناته وأحزانه، رافضا الحديث، ومعللا ذلك بقوله بعبارات مقتضبه تعتريها المرارة لم ينطق بغيرها:" تحدثت كثيرا وللكثيرين، ولكن دون فائدة ما عادت لي رغبة في الكلام مجددا". بنظرات يشوبها الخوف من مصير طفلها المجهول، وبعيون تخفي دمعتها خلف الكلمات قالت أم زين:" بدأت أعالج زين عن طريق الأدوية التي تعطى لمرضى التشنجات ". وأردفت قائلة:" أمام وضع ابني الحرج بدأت بطرق أبواب المؤسسات ومراكز التأهيل والجمعيات، وأرسلناه اليها ولكنه ما يلبث الى أن يرجع رهين المنزل تحت ذريعة أن زين يعاني من الحركة الزائدة (hyperactive) ولا تستطيع المؤسسات التعامل مع حالته". وتابعت :" زين كثير الحركة ويحطم ما يجده حوله دون ادراك ما يفعل، في احدى المرات أغلقنا الباب فخرج من الشباك وكسر الزجاج مسببا جروج في رقبته وقدمه، أخشى على أخيه الصغير محمد وأخته براءة من عواقب ما يفعله". غدا زين كالرحالة تتقاذفه الجمعيات والمراكز دون أن تسمح له بأن يستقر في احداها طويلا ، تسترسل ام زين:" أخذنا زين للعديد من الجمعيات والمؤسسات منها من رفضته رفضا قاطعا ومنها من قبلته فترة وجيزه ثم أعادت رفضه بسبب نشاطه الزائد، ف في الجمعية العربية للتأهيل تلقى زين ما لا يزيد عن 5 جلسات علاجية واقترحت الجمعية بعد ذلك ارساله الى مؤسسة Live gate )) لذوي الاحتياجات الخاصة وبعد جهد جهيد تمكنا من وضعه في مدرسة تابعة للمؤسسة ولكنه لم يلبث طويلا حيث أننا لا نستطيع توفير نفقات مواصلاته للمدرسة البالغة 250 شيكل شهريا مما أدى الى أن يبقى زين في المنزل منذ تشرين أول الماضي الى الان، حيث أنني يوميا أضطر الى ارساله الى بيت ساحور كي يستطيع سائق المدرسة أخذه من هناك لرفضه القدوم الى دار صلاح ولذات السبب تراكم علينا مبلغ 250 شيكل قسطا شهريا و 200 شيكل حجز مقعد سنويا منذ تشرين أول الى الان ". وحده الألم غدا واقعا لا ملجأ منه ف رب الأسرة يوسف ربايعة لا يملك مصدرا ثابتا للدخل يؤهله لتغطية مصاريف علاج زين بسبب معاناته من مشكلة صحية، وان امتلك ف هي غير كافية حيث أن زين الان بحاجة الى دواء (نوتروبيل) من الأردن ولا حول ولا قوة لدى الاب لتوفيره. طرقوا كل الأبواب ف من الشؤون الاجتماعية الى الوكالة الى غيرها من مراكز التأهيل في بيت لحم ولكنهم عادوا بخفيّ حُنين. أم زين تخشى غروب شمس مفاجئ لطفلها قائلة:" زين في أي لحظة معرض للموت لأنه لا يدرك ما يفعل، فهل لزين من مغيث؟؟؟؟". اعدت هذا التقرير لمياء الشعراوي... ضمن مشروع الاعلام الريفي |