وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

"الديمقراطية" تحيي الذكرى الـ 45 لانطلاقتها

نشر بتاريخ: 21/02/2014 ( آخر تحديث: 21/02/2014 الساعة: 12:54 )
القدس - معا - أحيت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين العيد الخامس والأربعين لانطلاقتها في مهرجان مركزي وشعبي اقامته في مخيم جرمانا، قرب العاصمة السورية دمشق، تحدث فيه فهد سليمان، نائب الأمين العام للجبهة، وحنين نمر الأمين العام للحزب الشيوعي السوري (الموحد) وأبو أحمد فؤاد نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

حضر المهرجان حشد من سكان مخيم جرمانا، تقدمهم قيادة الجبهة وفعاليات سياسية فلسطينية وسورية.

فهد سليمان، متحدثاً باسم الجبهة، دعا إلى وقف فوري للمفاوضات الجارية بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، وإلى رفض تمديدها، ورفض إطار كيري، كما دعا إلى اسقاط الانقسام في الحالة الفلسطينية واستعادة الوحدة الداخلية في المؤسسة الفلسطينية، وأكد على ضرورة تحييد المخيمات الفلسطينية في سوريا، وعدم زجها في أتون الأزمة، بما في ذلك استكمال الخطوات الايجابية الهادفة إلى سحب المسلحين من مخيم اليرموك، والغاء المظاهر المسلحة كافة فيه وحوله، وفك الحصار عنه، وفتح الطرق إليه والسماح لأبنائه بالعودة إلى منازلهم، والحفاظ على المخيم، وباقي المخيمات الفلسطينية في سوريا، بعيدة عن العمليات القتالية ومناطق أمن وأمان لسكانها ولمن يقصدها.

ولاحظ فهد سليمان في كلمته أن المفاوضات الجارية بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، قامت على حساب الحقوق والمصالح الوطنية المشروعة لشعب فلسطين، ولصالح مصالح الاحتلال الاسرائيلي ومطالبه وشروطه. فلا الاستيطان توقف، ولا تم اعتماد قرارات الشرعية الدولية مرجعية للمفاوضات، بما فيها قرار الأمم المتحدة في 29/11/2012 الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة، بحدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشرقية المحتلة وحق اللاجئين في العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم التي هجروا منها منذ العام 1948.

أضاف فهد سليمان: نضيع في متاهات اللعبة الأمنية الاسرائيلية، وتحويل قضية شعب فلسطين وحقه في الحرية والاستقلال والسيادة والعودة إلى قضايا جزئية تقود إلى تكريس الاحتلال الاسرائيلي بعناوين شتى، وأساليب أخرى بما فيها الأمنية، وصولاً إلى تشريع المستوطنات، وضمها لإسرائيل وضم الغور الفلسطيني، وزرع التلال الفلسطينية بالقواعد العسكرية لقوات الاحتلال، وابقاء الأجواء والمياه الفلسطينية في قبضته، وتمزيق أرض الدولة الفلسطينية بالطرق الالتفافية، والمعابر، والانفاق، ونقاط التفتيش الاسرائيلية، وضم القدس بدعوى عدم تقسيمها، وبقاءها موحدة عاصمة لدولة الاحتلال. أما اللاجئون فتُحال قضيتهم إلى البحث تحت سقف اقتراحات كلينتون الهادفة كلها إلى التوطين وإعادة التهجير وشطب حق العودة.

وتوجه فهد سليمان إلى رئاسة السلطة الفلسطينية داعياً إلى الوقف الفوري لهذه المفاوضات التي لن تثمر سوى الثمار الفاسدة لشعب فلسطين مقابل تلبية مطامع اسرائيل واهدافه الكولونيالية الاستعمارية. كما دعا الى رفض اطار كيري لتمديد المفاوضات مؤكداً أنه كفى أكثر من عشرين عاماً من المماطلة الاسرائيلية، وتضييع الفرص على شعبنا وقضيته الوطنية وآن الأوان لاعتماد استراتيجية نضالية وكفاحية بديلة تقوم على استنهاض عناصر القوة الفلسطينية وهي كثيرة، في مقدمها تفعيل واستنهاض وتطوير المقاومة الشعبية التي تشهد علاماتها واضحة في المبادرات الشعبية والفردية في مواجهة الاحتلال والاستيطان في طول الضفة الفلسطينية وعرضها، والتحرر من أسر الانفراد الاميركي بالعملية التفاوضية، والذهاب بديلاً من ذلك نحو تفعيل عضوية فلسطين دولة مراقب في الأمم المتحدة، والانتساب إلى الوكالات والمؤسسات والاتفاقيات الدولية بما فيها اتفاقية جنيف الرابعة، ومحكمة الجنايات الدولية ومحكمة لاهاي والنضال لأجل عملية تفاوضية جديدة تحت رعاية الدول الخمس الكبرى في مجلس الأمن وتحت رعاية الامانة العامة للأمم المتحدة، وتحت سقف قراراتها ذات الصلة ومبادرتها بما في ذلك رفض الاستيلاء على اراضي الغير بالقوة وضرورة احترام سيادة دولة فلسطين واستقلالها والانسحاب حتى حدود الرابع من حزيران 67، بما في ذلك القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين.

ودعا فهد سليمان إلى أوسع تحالف فلسطيني وطني ضد مشروع إطار كيري، وضد المفاوضات الجارية، ولصالح الاستراتيجية الوطنية البديلة، استراتيجية الجمع بين المقاومة الشعبية الشاملة، وبين الهجوم السياسي والدبلوماسي على مستوى الأمم المتحدة لعزل اسرائيل، ونزع الشرعية عن الاحتلال واعادة تقديم قضية شعبنا باعتبارها قضية تحرر وطني لشعب يكافح ضد الاحتلال الكولونيالي الاستعماري الاستيطاني الاسرائيلي.

وفي هذا السياق دعا فهد سليمان إلى اسقاط الانقسام الفلسطيني كشرط ضروري من شروط استنهاض الحالة الفلسطينية في وجه الاحتلال والتفرد الاميركي.

واكد في كلمته على المبادرة الوطنية كما اعلنتها اللجنة المركزية للجبهة في دورتها الاخيرة بما في ذلك استقالة حكومة هنية، تليها استقالة حكومة الحمد الله، ثم تأليف حكومة توافق وطني برئاسة الرئيس أبو مازن، تنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية وفق نظام التمثيل النسبي الكامل، ضمن فترة زمنية يتفق عليها في اجتماع عاجل تعقده الهيئة الوطنية العليا الفلسطينية، وعلى خلفية نتائج الانتخابات يعاد توحيد الحالة الفلسطينية.

وقال فهد سليمان كفى شعبنا انقساماً وعذابات، واستعادة الوحدة، هي الطريق لفك الحصار عن قطاع غزة واغلاق الطريق امام تنازلات المفاوض الفلسطيني، واعادة بناء الاستراتيجية الوطنية الفلسطينية على أسس تم التوافق عليها في أكثر من محطة من محطات الحوار الوطني. لكن القيادة الرسمية هي التي انتهكتها وتجاوزتها لصالح الرضوخ لضغوط الجانب الاميركي وابتزازه.

ورحب فهد سليمان، في كلمته بالخطوات الايجابية التي يشهدها مخيم اليرموك، بما في ذلك ادخال المواد الغذائية لسكانه، واخراج الحالات الانسانية فيه للعلاج، ودعا إلى استكمال هذه الخطوات على طريق استعادة مبدأ تحييد المخيمات الفلسطينية وعدم الزج بها في اتون الصراع وسحب المسلحين منها، وفك الحاصر عنها واعادة سكانها إليها.

كما رحب فهد سليمان بالمصالحات التي تشهدها المناطق المجاورة لمخيم اليرموك، باعتبارها تستكمل خطوات معالجة أوضاع المخيم نفسه وتضمن له جواراً هادئاً كما تضمن لسكان هذه المناطق من أبناء الشعب السوري الشقيق العودة إلى منازلهم والاستقرار.

ورحب بانعقاد مؤتمر جنيف في دورتيه مؤكداً على حرص الشعب الفلسطيني على وحدة سورية ووحدة شعبها، واستقرارها وازدهارها، ووقف العنف فيها ووقف التدخل في شؤونها، والعمل الجاد من أجل حل ازمتها عبر حل سلمي، يصنع لسوريا مستقبلها المشرق ويعيدها إلى موقعها العربي والاقليمي، المعروف، وبما يخدم مصالح شعبها وتطلعاته، ومصالح شعب فلسطين وقضيته الوطنية. وأكد ان شعب فلسطين لا يكن لسوريا سوى المحبة والاخوة وسوى الحرص على خلاصها من أزمتها، واستعادتها لأمنها واستقرارها وتطورها الاجتماعي والاقتصادي.

وختم فهد سليمان، مجدداً عهد الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بقيادة أمينها العام نايف حواتمة على مواصلة السير على طريق الكفاح لأجل الحقوق والمصالح الوطنية لشعب فلسطين، ولأجل مستقبل عربي مزدهر، كما وجه التحية إلى ذكرى الشهداء الذين صنعوا الثورة ومجدها، وصانوا القضية وحقوق شعبها، كما تمنى الشفاء للجرحى والحرية للأسرى في سجون الاحتلال الذين صنعوا من صمودهم خلف القضبان اسطورة سطرها التاريخ بكل فخر واعتزاز.