وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

محطات من دورينا

نشر بتاريخ: 22/02/2014 ( آخر تحديث: 22/02/2014 الساعة: 17:38 )
بقلم: صادق الخضور
دوري المحترفين جزئي على صفيح ساخن، وخسارة المتصدر السابق يطا أتاحت للمركز الكرمي استعادة الصدارة، وفوز السموع أشعلها، وبانتظار مباراة دورا اليوم، فدورا اليوم تلعب مباراة تتعدى أهميتها كونها مجرد مباراة، والفريق الأميز والأبرز في الإياب على المحك نظرا لصعوبة الخصم، ونظريا ستتواصل الإثارة حتى الجولة الأخيرة.

تناقضات
بعد انتهاء مباراة العميد وإسلامي قلقيلية؛ بادر القائمون على النادي الإسلامي لاستضافة وفد العميد، والخطوة حافلة بالدلالات خاصة أن الإسلامي أقدم على الخطوة بعد الخسارة التي تعني أن الفريق دخل فعليا دائرة الخطر، وما كان أحد ليلوم الإسلامي لو لم يقم بواجب الضيافة على اعتبار أن الفريق مضغوط نفسيا.

خطوة الإسلامي تعيد الاعتبار للعلاقة بين الأندية، وقبلها بأسبوع كان العميد يحتفي بوفد الثقافي الكرمي بعد نتيجة تعادل هي للخسارة أقرب منها للتعادل، ورغم ذلك أدّى القائمون على العميد واجب الضيافة، وقدّموا نموذجا رائعا من نماذج مأسسة العلاقة بين الأندية.
خطوة الإسلامي كما العميد، تعكس رسالة فحواها: إذا تنافسنا في الدوري، ففلسطين تاريخ نلتقي فيه، وكذا كان.
اليوم ذاته، والملعب نفسه أي ملعب نابلس، يشهد عبارات لا تمت للرياضة بصلة على هامش مباراة يطا وعسكر، بل وأكثر من ذلك مناوشات خارج الملعب، وكلها تصرفات يجب ألا يتم المرور عنها مرّ الكرام، فالرياضة وجدت لتقرّب القلوب لا لتقبر الكثير من القيم الأخلاقية والوطنية.
قلناها ونقول: خسارة مباراة لا تعني نهاية المطاف، وتصرّف فردي وهتافات مجموعة محدودة لا تعكس منهجية الكل، وحان الوقت للضرب بيد من حديد كل تصرف خارج عن النص.

ليس وقت الخلافات
في كثير من الأندية... تتزايد مساحة التباينات في وجهات النظر، وأكثر المشكلات حدّة هي تلك الماثلة بين أقطاب هنا وهناك، وما دام هناك إجماع بين الفرقاء في كثير من المواقف على ضرورة الالتفاف، فلماذا الخلاف؟
الاختلاف ظاهرة طبيعية لكن المغالاة في الاختلاف تحيل المشهد إلى حالة استنزاف، ومهم دوما مراعاة عنصر التوقيت، وقد دخل الدوري منعطفا يجدر معه تجميد أي خلاف، واستحضار الوفاق والانتصار لمنطق الوقفة الواحدة الموحدّة.

أندية تواجه عزوف جماهيرها، ظواهر باتت ظاهرة بوضوح، وقد كانت لي سابقا تجربة إدارية لمست خلالها أن وضع العصا في الدواليب لا يقتصر أحيانا على المنافسين بل قد يكون من الداخل، وهذه أعلى مراحل تفشّي الظواهر والمخاطر بدلا من محاصرتها.

هي رسالة للأندية كلها...بأن التوقيت الآن ليس توقيت عتاب، وإن كان العتاب مما يريح النفوس، ففي الشدائد يجب الترفّع عن كل ما من شأنه تقليل التركيز، مع التأكيد على أن ظاهرة الخلافات ليست ظاهرة محلية، بل موجودة في أندية عالمية وكبرى، لكن آليات المحاسبة وتوقيتها تقترنان دوما بالوقت المناسب وبالمنهجية القادرة على إيصال الرسائل بأقل ضرر ممكن، وفي حال تم تبنّي هذه المنهجية فستكون النتائج أفضل.

التخطيط ... ومنهجياته
من الأمور الملاحظة على المشهد الكروي، التأخر في البدء في التحضيرات للموسم القادم، وبقاء الأمور معلقّة لحين انتهاء الدوري، وإذا كانت الأندية التي تصارع لتفادي شبح الهبوط في كل الدرجات معذورة لوضعها الاستثنائي، فبقية الأندية مطالبة ببدء التخطيط منذ الآن للموسم القادم، وليكن العمل بالتوازي ما بين متطلبات إنهاء الموسم الحالي، وبدء الموسم القادم.

وليس من باب الخطأ أن يطلعنا فريق ما فور انتهاء الموسم الحالي على تحضيراته للموسم القادم، لكن هذا مرهون بوضوح التوجهّات منذ الآن للدوري القادم، وسط أحاديث عن إمكانية تقنين الوافدين من فلسطين التاريخية، وعن إمكانية السماح بوجود محترفين من الخارج.
قبل 5 مواسم حضر في دورينا لاعبون أفارقة، ثم غابوا، فهل سنعود لمشاهدة عدد منهم في دورينا خاصة وأنهم يواصلون ترك بصمات طيبة في الدوري المصري؟

عدد الفرق في كل درجة، هل سيخضع للتغيير؟
إلزامية إشراك لاعبين تحت سن معين لكل فريق، هل الاقتراح مطروح؟
هذه الأسئلة وغيرها تشكّل كلمات مفتاحية من الأهمية بمكان الإجابة عنها بأسرع ما يمكن إذا ما أردنا مطالبة الأندية بالانتصار لخيار التخطيط العلمي المدروس، فالتخطيط السليم يجب أن يكون بناء على معطيات واضحة وضوح الشمس.

كما أن مستوى تراجع مشاركة القطاع الخاص في دعم الرياضة، موضوع يستحق أن يثار من جديد بعد أن برزت الظاهرة لفترة ثم تلاشت، ولولا مبادرات فردية من بعض الأشخاص المبادرين لرعاية بعض الأندية لما كانت هذه الأندية بمستوى ما هي عليه من حضور حاليا.
وكثيرة هي الأسئلة، وقليلة هي الإجابات.

الاعتراض على التوقيت.. برسوم!!!!!
من المتعارف عليه، أن الاعتراض على مباراة أو تحكيم، يتطلب دفع رسوم، لكن العجب العجاب ما قرأته مؤخرا من أن الاعتراض على مواعيد وأماكن مباريات كرة الطائرة يتطلب رسوما، بل ومرتفعة نسبيا.
بصراحة، قد يكون هناك خطأ في صيغة الخبر لأن المنطق يقتضي أن يكون الاعتراض المنطقي مقبولا إذ أن الحديث يدور عن مكان وزمان، إلا إذا كان الهدف تغييب المنطق.
على أيّة حال، نقطة جديرة بالإثارة والتساؤل، وفي النهاية يبقى القرار غريبا.