|
تقرير اسرائيلي: وريث ابو مازن سيكون أسوأ بالنسبة لاسرائيل
نشر بتاريخ: 23/02/2014 ( آخر تحديث: 23/02/2014 الساعة: 23:10 )
بيت لحم - معا - حيليك بار هو سياسيّ من حزب العمل إسرائيلي شابّ واستثنائيّ. وفيما ينشغل الجمهور الاسرائيلي في الحديث عن خفض الأسعار، يتحدّث هو عن حل الدولتَين. وقد أنشأ "اللوبي من أجل حلّ الصراع الإسرائيلي - العربي"وهي مجموعة الضغط الأكبر في الكنيست، والتي أنشأها بنفسه. ويؤمن أنّ ماهية الصراع غير مرتبطة بالقضية الإسرائيلية - الفلسطينية، بل بمكانة إسرائيل في الشرق الأوسط. ويجب أن تكون أيّة معاهدة سلام مستقبلية، حسب رأيه، اتّفاقًا شاملًا بين إسرائيل وكافة الدول العربية.
شمريت مئير صحفية اسرائيلية اجرت معه المقابلة التالية ونشرتها حسب المصدر : مؤخرا، سجّل بار، الذي لا يزال في التاسعة والثلاثين من عُمره، إنجازًا هامًّا - حين نجح في أخذ 300 شابّ إسرائيليّ للقاء رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس (أبي مازن) في مقرّه في المقاطعة في رام الله. كُتب الكثير من العناوين عن هذا اللقاء ، الذي أتيحت فيه الفرصة للإسرائيليين أن يلتقوا الزعيم الفلسطيني ويطرحوا عليه أسئلة حادّة أجاب عنها بصراحة، على وجه العموم. لقد جالستَ أبا مازن وجهًا لوجه. هل كان ثمة أمر، في خلوتكما، تقول إنه جدير بالاهتمام؟ سمعتُ شكوكًا حول مخطّط كيري. سمعتُ أنّ الإسرائيليين والفلسطينيين لا يتحدّثون واحدهم إلى الآخر - محور ليفني وعريقات مسدود منذ ما يزيد عن شهر، والجانبان يتواصلان فقط عبر الأمريكيين. كانت هذه فرصة لأسمع منه ما يُزعج الجانب الفلسطيني، وأن أخبره بما نتوقعه منهم. كلّ مرة ألتقي فيها أبا مازن، وليست هذه أوّل مرّة، يكون انطباعي أنّ إسرائيل مُخطئة حين تظنّ أنه ليس شريكًا. فهو الرجُل الذي اختاره الشعب الفلسطيني، وهو أيضًا الرجل الذي يريد أن يوقّع الاتّفاق الدائم مع إسرائيل. أعتقد أنه مستعدّ لقطع طريق طويلة من أجل ذلك، وقد بدأ بفعل ذلك في السنوات الأخيرة، حين قاد السلطة الفلسطينية دون استخدام الإرهاب. يمكنني أن أقدّر بشبه يقين أنّ وريث أبي مازن سيكون أسوأ بالنسبة لإسرائيل. أريد أن أعارضك في افتراضك الأساسيّ. من ناحية حماس، وكذلك من ناحية النظام السليم - أبو مازن لم يعد الرئيس الفلسطيني، ولذلك فهو لا يمثّل الشعب الفلسطيني. هذا خطأ خطير. حماس هي تنظيم إرهابي، ونظرتها إلى شرعيّة أبي مازن لا تهمّني. ما يهمّ هو أنّ أبا مازن مُنتخَب من قبل الهيئات الرسمية للشعب الفلسطيني. صحيح أنّ أيّ اتّفاق مع الفلسطينيين لا يمكن أن يقتصر على فتح ورام الله. أنا أيضًا كرجُل وسط - يسار، لن أصوّت في الكنيست مع اتّفاق كهذا. امتحان القيادة بالنسبة لأبي مازن هو إن كان بإمكانه أن يحتوي حماس سياسيًّا وشعبيًّا، ويُثبت للعالم أنّ حماس جزء لا يتجزأ من السياسة الفلسطينية ومن الاتّفاق مع إسرائيل، فلا يمكن أن نبدأ صراعًا لخمسين سنة أخرى مع حماس. أحد الأخطاء الكبرى التي ارتكبتها إسرائيل هو تجاهلها مبادرة السلام العربية. إذا كان ثمّة عنصر في العالم يمكنه التأثير في حماس لقبول اتّفاق، فهو الجامعة العربية. عسكريًّا، بإمكاننا السيطرة على حماس، ولكن سياسيًّا وأخلاقيًّا، نحتاج إلى العرب. مِن الأهمّ بالنسبة لي أن تضمن الجامعة العربية الاتّفاق، من أن يضمنه الأمريكيون أو الأوروبيون. هل تظنّ أنه يجب القول "نعم" للمبادرة؟ كلا. لو كنتُ رئيس الحكومة، ما كنتُ سأوقّع على المبادرة كما هي، لكنني كنتُ سأراسلهم وأهتمّ أن يكونوا طرفًا في الاتّفاق. هل تفكّرون في أمر مماثل في إسرائيل - أن تجلبوا شبانًا فلسطينيين للقاء رئيس الحكومة نتنياهو؟ بالتأكيد. أتوقّع من شباب السلطة الفلسطينية أن يأتوا ويلتقوا نتنياهو ويسألوه جميع الأسئلة الصعبة، كما ذهب الإسرائيليون وسألوا أبا مازن. هذا متعلّق أيضًا باستعداد نتنياهو لاستقبالهم. ثمّة الكثير من الانتقاد لفقدان اهتمام الجهاز السياسي بالصراع مع الفلسطينيين، لكن هل ترى أنّ ثمة التزامًا بالأمر في الجانب الفلسطيني؟ بالتأكيد. لاحِظي أنّ زيارتي إلى رام الله لم تُنسَّق مع مكتب أبي مازن، بل مع اللجنة التي يترأسها محمد المدني (عضو اللجنة المركزية في حركة فتح ورئيس لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي في منظمة التحرير الفلسطينية). لقد حدّدوا استراتيجية للتأثير في المجتمَع في إسرائيل، وليس فقط في نتنياهو وتسيبي ليفني. سأعطيك مثلًا: جلس محمد المدني لمدّة ثلاث ساعات مع أعضاء حزب العمل في القدس - يهودًا وعربًا. طُرحت عليه أسئلة، وجرى تبادُل وجهات النظر. أنا أيضًا أجتمع بالكثير من العناصر في السلطة الفلسطينية. وماذا عن إسرائيل؟ يُعتبَر نشاطُك غريبًا إلى حدٍّ ما. ففيما ينشغل جميع أعضاء الكنيست الجُدد بالشأن الاجتماعيّ - الاقتصاديّ، تتوجّه بقوّة نحو السلام. قال لي أحد زملائي في الحزب: "لمَ تهتمّ بالسلام، يجب الاهتمام بأزمة السكن." لكن لا يمكن أن لا يكون لجميع أعضاء الكنيست المئة والعشرين أيّ تأثير في الشأن السياسي. وقد أصبحت مجموعتنا أكبر وأنشط لوبي في المجلس التشريعي الإسرائيلي. فلدينا أعضاء يتراوحون بين الليكود والأحزاب العربية، بما في ذلك المتديّنون. نحن أحضرنا الوفد الفلسطيني الأوّل إلى الكنيست، مع علَم فلسطين إلى جانب علم إسرائيل. وضعتُ العلم كما أضع العلَم البلجيكي لوفدٍ بلجيكيّ. حضر 36 عضو كنيست. أخذتُ أعضاء الكنيست للقاء أبي مازن، والآن مئات الطلبة الجامعيين. قال أحدهم إنّ المرة الأخيرة التي كان فيها كلّ هذا العدد من الشبان في رام الله كانت خلال عملية "الدرع الواقي". ما رأيك في نتنياهو؟ لا أظنّ حاليًّا أنّ بيبي "اجتاز روبيكون" [أخذ إجراءً حاسمًا]، أي أنه يُدرك أنه هو الذي عليه أن يقوم بتسوية مؤلِمة، أن يسلّم أراضي تابعة للشعب الإسرائيلي لكي ينهي الصراع الإسرائيلي - العربي. إذا آمن أبو مازن أنّ بيبي شريك للسلام، حينها يكون الباب والأذن والقلب مفتوحين أكثر تجاهه. ما الذي يعيق نتنياهو عن فعل ذلك؟ إنه مُحاط بخمس حلقات: الحلقة الشخصيّة - أبيه الميت، زوجته، وأبنائه. وجميعهم يعارضون إقامة دولة فلسطينية. الحلقة الثانية هي بيته السياسي - الليكود، الذي أصبح متطرفًا - ليس هو نفسه الليكود أيّام بيغن أو شارون. والحلقة الثالثة الإشكاليّة أيضًا هي الائتلاف - خصوصًا بينيت (زعيم الحزب اليميني "البيت اليهودي"). بالمُقابل، في الكنيست وبين الشعب عامّةً، ثمة أكثرية مع اتفاقية سلام. فضلًا عن ذلك، تُظهر الاستطلاعات جميعُها أنّه إذا كان نتنياهو هو الذي سيعرض الاتّفاق، فستدعمه أكثرية ساحقة تبلغ 70 - 80 في المئة. هل سيدخل حزب العمل إلى حكومة نتنياهو من أجل جعل السلام ممكنًا؟ لن نجلس في حكومة يمين. لقد اقترفنا خطأً تاريخيًّا بعد اغتيال رابين حين بدأنا ندخُل الحكومات اليمينيّة، فرأى الشعب أننا لسنا بديلًا. سندخل فقط إذا كانت هناك خطوة تاريخية، إذا أدركْنا أنّ نتنياهو قرّر التوقيع على اتّفاق، فلن نكون نحن مَن يعرقِل السلام. المصدر ... |