وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الاسرى المرضى في رسالة لهم: جهزوا لنا الأكفان لاننا شبه أحياء

نشر بتاريخ: 24/02/2014 ( آخر تحديث: 25/02/2014 الساعة: 10:54 )
الخليل - معا - وجه الأسرى المرضى في مستشفى سجن الرملة الإسرائيلي رسالة عاجلة الى الرئيس محمود عباس ناشدوه فيها العمل وبأقصى جهد لوضع حد لمأساة الأسرى المرضى من ذوي الحالات الصحية الصعبة والإفراج عنهم وطرح ملفهم خلال المفاوضات مع حكومة الاحتلال الاسرائيلي.

وجاء في الرسالة التي نقلتها محامية نادي الاسير الفلسطين" أن سياسة الإهمال الطبي وتفاقم الأمراض في أجسادنا أوصلتنا الى حافة الموت، ونحن نعيش بشكل مؤقت لأننا شبه أحياء مما يتطلب تدخل الرئيس ابو مازن وبذل جهود سياسية عاجلة لوقف المأساة الصحية التي نعيشها".

رسالة الاسرى هذه تلاها محمد عمران القواسمي عضو مجلس بلدية الخليل، خلال الاعتصام الجماهيري الحاشد الذي نظم اليوم الاثنين، أمام مكتب الصليب الاحمر الدولي في مدينة الخليل، بدعوة من نادي الاسير الفلسطيني في محافظة الخليل، دعماً واسناداً للاسرى المرضى والمضربين عن الطعام في سحون الاحتلال وخاصة المرضى بالسرطان والشلل والاعاقة.

وأشاد الأسرى في رسالتهم، باهتمام الرئيس والقيادة الفلسطينية بقضية الأسرى وإعطائها أولوية أساسية في أية تسوية سياسية وضرورة التركيز على الحالات المرضية التي لا يحتمل استمرار احتجازها بالسجون وخاصة المصابين بالسرطان و الشلل والإعاقة والأورام الخبيثة.

وشارك في الاعتصام الذي جاء تحت عنوان فلتجهز لنا الاكفان)، المئات من أهالي الاسرى المرضى والمضربين عن الطعام وممثلين عن فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح إقليم وسط الخليل وحركة فتح اقليم يطا ومحافظ الخليل كامل حميد وجمعية المتقاعدين العسكريين وممثلي المجالس البلدية ومدراء المؤسسات الحكومية وغير الحكومية وعشرات من الاسرى المحررين. |267243|

ورفع المشاركون في الاعتصام الاعلام الفلسطينية وصور ابنائهم الاسرى المرضى والمضربين عن الطعام ويافطات خطت عليها شعارات تحمل الاحتلال والمجتمع الدولي المسؤولية عن حياة ابنائهم واخرى كتب عليها (هل سننتظر استقبال ابنائنا في توابيت) واخرى تطالب الامم المتحدة بالتدخل العاجل لانقاذهم من خطر الموت المحدق بهم بسبب سياسة الاهمال الطبي وعدم استجابة ادارة سجون الاحتلال لمطالب الاسرى المضربين عن الطعام احتجاجا على استمرار اعتقالهم اداريا دون أي تهمة.

وحذر مدير نادي الاسير في الخليل أمجد النجار، في كلمته، من أن اهالي الاسرى سيستقبلون أبنائهم المرضى، شهداء، مشيراً الى أن الحركة الأسيرة تعاني من وضع إنساني مؤلم وخطير وتجاهل عالمي لقضيتهم وانهم يخططون لاضراب مفتوح عن الطعام تحت شعار (اما شهداء داخل السجون او احرار خارجها).

وقال النجار في كلمته:" ان الاسرى المرضى والمضربين عن الطعام وجهوا رسالتهم الى ابناء الشعب الفلسطيني للاختيار بين ان تستقبلونا في ساحات المشافي رافعين رايات النصر والحرية او ان تستقبلونا بالاكفان جثامين على اعتاب المقابر".

وأكد النجار ان اليوم الأول من شهر نيسان القادم، وهو ذات اليوم الذي سقط فيه الشهيد الاسير ميسرة ابو حمدية، سيكون يوم عالميا وإنسانيا للتضامن مع الاسرى المرضى والعمل لإنقاذ حياتهم مما يتعرضون له من سياسة متعمدة من الإهمال الطبي وعدم تقديم العلاج واستجابة لصراخ المرضى الذين باتت حياة بعضهم مهددة بالخطر الشديد.

وأعلن النجار عن بدء التحضيرات لليوم العالمي للتضامن مع الاسرى المرضى وسيكون هذا العام بشكل مختلف عن باقي السنوات السابقة لايصال معاناة وآلم الاسرى المرضى، ليشكل هذا اليوم صرخة فلسطينية لكافة مؤسسات المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية من أجل وضع حدّ للاستهتار الإسرائيلي بحياة الاسرى المرضى ولأجل الاستجابة لإطلاق سراحهم واحترام كافة المواثيق والعهود الدولية والإنسانية.

وفي كلمة القوى الوطنية القاها فاروق الهيموني عن الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أكد في كلمته استمرار الجبهة الديمقراطية في نضالها وكفاحها لتحرير الاسرى من سجون الاحتلال وان الانطلاقة تشكل رافعة تجديد وطنية و كفاحية وفاء لشهداء شعبنا و اسراه البواسل، داعيا كل كوادر الجبهة الى دعم صمود الاسرى المضربين عن الطعام والوقوف الى جانب الاسرى المرضى حتى تحريرهم من سجون الاحتلال الاسرائيلي.

وفي كلمة لجنة اهالي الاسرى طالب عبد الرحيم السكافي الامم المتحدة ومنظمات جقوق الانسان الانتصار لمبادئهم والتي تنتهك وبشكل يومي من قبل حكومة الاحتلال و أن التاريخ والشعب الفلسطيني لن يرحمهم إذا سقط شهداء آخرون في صفوف الاسرى المرضى الذين يعانون من سياسة الاهمال الطبي المتعمد من قبل ادارة السجون.

وقال السكافي:" هناك تجاهل ولا مبالاة من الامم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان في عدم تحمل مسؤولياتها اتجاه الاسرى الفلسطينيين الذين يمرون في حالة صحية حرجة للغاية وأوضاعهم تسوء كل يوم".

داعياً الأمم المتحدة الى فتح الملف الطبي والصحي للأسرى وما يتعرضون له من إهمال ومماطلة وتقصير في تقديم العلاجات.

وطالب ابراهيم نجاجرة مدير وزارة شؤون الاسرى في الخليل الامم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان بالتدخل العاجل لانقاذ الاسرى المرضى والمضربين عن الطعام وتشكيل لجنة تحقيق لكشف الجرائم التي ترتكب بحق المرضى والمضربين عن الطعام.

من جانبه قالت والدة الاسير معمر بنات (27 عاما) والمضرب عن الطعام منذ ما يزيد عن 49 يوماً، بسبب استمرار اعتقاله الاداري للشهر السابع على التوالي: " انا قلقة جداً على وضع ابني الصحي، ومنذ اسبوع لم تصلنا عنه أية اخبار، واخشى على حياته".

واضافت لمراسل معا في الخليل "وضع ابني الصحب سئ للغاية ومنذ شهرين لم ازره، وانا لا اعرف اين هو الآن، ومن حقي ان اعرف ما هو مصير ولدي معمر".