وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

قيادات يسارية تدعو الى رفض خطة كيري ويهودية الدولة

نشر بتاريخ: 24/02/2014 ( آخر تحديث: 24/02/2014 الساعة: 20:39 )
بيت لحم- معا - دعت قيادات يسارية فلسطينية الى رفض خطة وزير الخارجية الامريكية كيري، والتي تحاول الادارة الامريكية فرضها على القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، نظرا لما تحمله بنود هذه الخطة من مخاطر منظورة وغير منظورة، على حق عودة اللاجئين الى ديارهم، والقدس كعاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة، ومخاطر تكريس الوجود الاستيطاني فوق الاراضي الفلسطينية.

جاء ذلك خلال ندوة سياسية نظمتها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في قاعة مؤسسة ابداع في مخيم الدهيشة وادارها الصحافي حسن عبد الجواد ، وذلك في اطار سلسلة من الفعاليات التي تنظمها الجبهة للتوعية بمخاطر هذه الخطة، وشارك فيها الامين العام لحزب الشعب الفلسطيني بسام الصالحي ، ورمزي رباح عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية ومحمود فنون عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية سابقا، وحضرها عشرات الفعاليات من مختلف الاتجاهات السياسية.

وقال الصالحي ان خطورة خطة كيري تكمن في تبني الادارة الامريكية رسميا، للموقف الاسرائيلي المتعلق بيهودية الدولة، ما يمس بالحقوق الوطنية الثابتة ، بالرواية التاريخية للشعب الفلسطيني ، واستبدال مرجعية الامم المتحدة، بمرجعية الادارة الامريكية، والتي تستهدف تكريس الوقائع الاسرائيلية على الارض، داعيا الى تحصين الموقف الفلسطيني، بعيدا عن الموقف الامريكي ووضع حد لحالة الانقسام في الساحة الفلسطينية.
|267329|
ولفت الصالحي الى ان هامش التحفظات الذي يجري الحديث عنه ليس له أي قيمة جوهرية ، معربا عن تخوفه من العودة الى مسار المفاوضات العبثية ، الامر الذي دفع الرئيس محمود عباس الى عدم القبول بيهودية الدولة، وضرورة التوجه الى الامم المتحدة واكد على اهمية المراهنة على التوازنات الجديدة في المنطقة العربية، والتي تقودها مصر، لافتا الى اهمية الزيارة التي قام بها المشير عبد الفتاح السيسي الى موسكو مؤخرا على هذا الصعيد .

ودعا الصالحي الى بناء جبهة اليسار ، وإصلاح مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية ، مشيرا الى ان تعطيل بنائها يعود الى اعتبارات فئوية ، وأكد على اهمية تشكيل مجلس تأسيسي للدولة من مختلف القوى ، لحين اجراء انتخابات تشريعية معتبرا ان هذه الخطوة افضل بكثير من الحديث عن تعيين نائب للرئيس.

وقال رباح ان انعقاد هذه الندوة يعتبر جزء من حراك سياسي ضد خطة كيري ، مؤكدا على اهمية تعزيز هذا التوجه بمزيد من الانشطة والفعاليات في المحافظات الفلسطينية، لإفشال خطة كيري، والتي تدعو للاعتراف بيهودية الدولة ، وتكريس للكتل الاستيطانية فوق الاراضي الفلسطينية ، والقدس عاصمة لإسرائيل.

وبين رباح ان القبول بخطة كيري يهدد ويفكك المشروع الوطني ، ويمس بالمرجعية الاممية للقضية الفلسطينية، وان يهودية الدولة تعني في المحصلة شطب حق العودة ، والقبول بالرواية الاسرائيلية على حساب الرواية التاريخية للشعب الفلسطيني، داعيا الى ضرورة التمسك بمرجعية الشرعية الدولية ، والاعتماد على تعديل موازين القوى، وتوسيع جبهة المواجهة مع ضد الاحتلال ، وإعادة الاعتبار للحركة الشعبية في صفوف اللاجئين الفلسطينيين في الداخل والشتات، وتشكيل اوسع اطار وطني يساري، وإنهاء حالة الانقسام في الساحة الفلسطينية.

ودعا فنون الى رفض منهج التسوية، معتبرا خطة كيري محطة من محطات التسوية ، التي ترتكز عليها الادارة الامريكية وإسرائيل بغرض تصفية القضية الفلسطينية ، وكسب الوقت، لتكريس المزيد من الوقائع الاسرائيلية على الارض ، من خلال فرض سياسة الامر الواقع ، والتالي تستهدف ضرب اساسيات المشروع الوطني من جذوره.

وتطرق فنون الى مسار التسويات السياسية الذي شهدته القضية الفلسطينية عبر اكثر من قرن ، مؤكدا ان هذا المسار لم يسفر حتى الان عن أي تقدم في مسيرة العمل الوطني والشعب الفلسطيني، مؤكدا ان الحفاظ على الحقوق الوطنية يتطلب حمايتها بالمقاومة والوحدة.

وقدم عدد من الحضور ، جملة من الاسئلة والمداخلات، اهمها توحيد الموقف الفلسطيني في مواجهة خطة كيري، ورفض يهودية الدولة ، والتمسك بحقوق الشعب الفلسطيني الثابتة ، وفي مقدمتها حق العودة ، ومقاومة التطبيع ، والعمل على انهاء حالة الانقسام.