|
الهيئة الاسلامية المسيحية تعقد ورشة حول الانتهاكات الاسرائيلية
نشر بتاريخ: 25/02/2014 ( آخر تحديث: 25/02/2014 الساعة: 15:37 )
القدس -معا - عقدت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات اليوم الثلاثاء ورشة عمل حول الانتهاكات الاسرائيلية بحق المقدسات الاسلامية والمسيحية بالقدس في مقر المؤتمر الوطني الشعبي للقدس برام الله، بحضور لفيف من رجال الدين مسلمين ومسيحيين وشخصيات إعتبارية وطنية وقومية واكاديمية.
وفي بداية الورشة رحب الامين العام للهيئة الاسلامية المسيحية الدكتور حنا عيسى بالحضور الكريم ناقلاً تحيات امين عام المؤتمر الوطني الشعبي للقدس الاخ عثمان ابو غربية، ورئيسي الهيئة المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية سماحة الشيخ محمد حسين، وغبطة بطريرك اللاتين سابقا ميشيل صباح، مؤكداً على ان القدس قضية جوهرية ومركزية تتعرض لأقسى انواع التهويد والتهجير وتزوير وسرقة التاريخ. وفي كلمة حول التحديات الاحتلالية الراهنة في مدينة القدس المحتلة اشار الامين العام د. عيسى الى ان الاقتحامات اليومية لحرمة المسجد الأقصى المبارك تعتبر من أبرز التحديات الراهنة التي تمارسها سلطات الاحتلال الاسرائيلي بكل ما أوتت من قوة لتهويد المسجد وتحقيق أطماعها ومزاعمها على أنقاضه، حيث باتت حكومة الاحتلال تشجع وبشكل رسمي على اقتحام المسجد المبارك من خلال اقتحام وزرائها لباحات المسجد، مشيراً الى تحقيقات وتقارير القناة العاشرة الإسرائيلية والتي تشير إلى إنهاء منظمات يهودية استعدادها لبناء "الهيكل الثالث" على أنقاض المسجد الأقصى، من خلال جمع الحجارة اللازمة، وتربية قطعان الخراف التي ستذبح كقرابين، وهو ما يعتبر إعلان واضح وصريح للنوايا الإسرائيلية وأطماعها في أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وتمهيداً للرأى العام العالمي للخطوة القادمة بتدمير المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة وتهجير الاف المقدسيين خارج مدينتهم القدس. واكد د. عيسى على ان سلطات الاحتلال الاسرائيلي تسعى الى خلق هيمنة ديموغرافية يهودية مطلقة في القدس، وانه يجب أن يكون في القدس العاصمة الأبدية لإسرائيل أغلبية يهودية ناهيك عن طموحات إسرائيل من وراء البناء المتسارع للمستوطنات والجدار العازل حول مدينة القدس الشرقية إلى استباق نتائج المفاوضات وتوطيد سيطرتها على البلدة القديمة وعلى معظم أحياء مدينة القدس الشرقية وبالتالي إحباط إمكانية أن تصبح القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية. من جانبها اشارت وكيل وزارة شؤون القدس الاخت سلوى هديب الى انه تزامناً مع انعقاد الورشه حول الانتهاكات تعرض المسجد الاقصى المبارك منذ ساعات الصباح الى اغلاق البوابات بالاكامل وطرد طلاب مصاطب العلم مما أدى الى اشتباكات ما بين المرابطين وقوات الاحتلال، حيث ألقت الأخيرة خلالها قنابل الصوت، وأجملت في كلمتها على ما يتعرض له المواطن المقدسي كالاعتقال والاعتداء المتكرر عليه من جهة وما تتعرض له المدينة من جهة أخرى كهدم البيوت في كافة الأحياء المقدسية وتهجير أهلها قصراً، ووجهت في كلمتها رسائل الى العالم اجمع مطالبة اياهم بالدفاع عن حق الشعب الفلسطيني المنتهك منذ احتلاله، والى العالم الاسلامي مؤكدةً أن المقدسات الاسلامية في اعناقكم وعليكم التحرك للحفاظ عليها، وأخيرا الى الشعب الفلسطيني داعية الى الوحدة الوطنية والاسراع بملف المصالحة. واشار عميد كلية القانون والعلوم الشرطية في جامعة الاستقلال الدكتور محمد شلالدة الى الانتهاكات البشعة الجارية اليوم في باحات المسجد الاقصى المبارك، مؤكداً على ضرورة الاستناد للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية لاى في احقاق حقوق الشعب الفلسيطيني، مشيرا الى ان دولة الاحتلال الاسراتئيلي منذ عام 67 تعتدي على المقدسات الاسلامية والمسيحية مخالفة لكافة القوانين والاعراف الدولية خاصة اتفاقيات جنيف الاربع لعام 1949م وبروتوكليها 1977. مشيراً الى ان هناك العديد من الاتفاقيات الدولية التي وفرت الحماية للمقدسات الثقافية والدينية، الا ان اسرائيل تخالفها بانتهاكاتها واعتداءتها اليومية على المقدسات، فالمشكلة تكمن في ضعف تطبيق قواعد القانون الدولي، مشيراً الى اقوال عدد من زعماء الصهاينة منهم هرتسل مؤسس الحركة الصهيونية (إذا حصلنا يوماً على القدس وكنت لا أزال حياً وقادراً على القيام بأي شيء فسوف أزيل كل ما ليس مقدساً لدى اليهود وسوف أحرق الآثار التي مرت عليها القرون) وبناء على هذا فالانتهاكات اليومية هي امتدادات صهيونية موجودة في الفكر الصهيوني حيث يريدون محو الهوية الفلسطينية والتاريخ الفلسطيني في الاراضي الفلسطينية المحتلة. وأوضح د. شلالدة أن إسرائيل سلكت كل السبل لتهويد القدس، ومنها تهويد مادي يتم من خلاله تغيير معالم القدس وفرض إجراءات تعسفية على سكانها والاستيلاء على الأراضي، وتهويد ثقافي حيث يتم فرض الثقافة الإسرائيلية في القدس عن طريق المعاملات والتعليم، وتهويد الأحياء والأماكن العربية. وأضاف أن إسرائيل تطبق القوانين الخاصة بها، ولا تعترف بالقوانين الدولية، لأن هناك الكثير من الاتفاقيات التي تمنع إسرائيل من عمل أي شيء داخل القدس والأماكن المقدسة، ومنها اتفاقية لاهاي عام 1907، واتفاقيات جنيف الأربع. وأوصى شلالدة بمراجعة الاتفاقيات الدولية المعنية بحماية الأماكن الدينية والإسلامية والمسيحية، وتفعيل وتعزيز اللجان الدولية لخلق دور رقابي لحماية المقدسات، ومحاولة تنفيذ القرارات الصادرة عن الجمعية العامة، وهي الحماية القانونية الطارئة من الأمم المتحدة، والتنسيق بين لجنة القدس وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، لوضع حد لممارسات الاحتلال. من جهته قدم استاذ الهندسة المعمارية وعمارة المشهد الدكتور جمال عمرو عرض حول الحفريات أسفل البلدة القديمة، مركزاً على آخر المستجدات فيما يتعلق بالتشققات والانهيارات الناتجة عن الحفريات المستمرة على قدم وساق أسفل البلدة القديمة وخاصة المسجد الأقصى من الجهة الغربية لقربها من حائط المبكى، وركز د.عمرو في عرضه على أهم الأحياء في البلدة التي هجروا سكانها من منازلهم إلى الزقاق بعد حوادث انهيارات وتصدعات في جدران العديد من منازل الحي نتيجة الحفريات المتواصلة التي تجريها سلطات الاحتلال أسفل البلدة القديمة وهم حي القرمي، مؤكدا أن هناك رابطاً قوياً بين واقع العقارات في مربع حي القرمي و"الهكاري" وعقبتي السرايا والخالدية، والمحاولات المستميتة للاستيلاء على أكبر عدد ممكن من العقارات في هذه المنطقة، واضاف أن حوش الشهابي "رباط الكرد" الذي يقع في الناحية الغربية للسور الغربي لحرم المسجد الاقصى المبارك وملتصقاً به كلها تتعرض الى هجمه شرسة لطمس المعالم العربية بها. وأشار مدير دائرة المخطوطات بالمسجد الاقصى المبارك الدكتور ناجح بكيرات الى جملة الاعتداءات والانتهاكات اليومية التي يتعرض المسجد متحدثاً عن أحداث صباح اليوم في باحات الاقصى وما مارسته سلطات الاحتلال ومن اعتداء على المقدسات والمصلين، مؤكداً على ارتفاع وتيرة الاقتحامات والانتهاكات، مؤكداً على أن مواجهة المخططات التهويدية تتطلب خطة خماسية وحشد وتعبئة الطاقات قائلاً: "لابد من إعداد خطة خماسية لإنقاذ القدس من التهويد المباشر تشمل جوانب اقتصادية واجتماعية وسياسية تساعد علي تأهيل الأسرة المقدسية والمجتمع علي الصمود وتحدي مواجهة الاستيطان." وتحدث وكيل وزارة السياحة والاثار الدكتور حمدان طه حول "سبل مواجهة الاعتداءات المتكررة على المقدسات". وقدمت مدير العلاقات العامة سابقأ في الهيئة الاسلامية المسيحية رشا نبهان عرضاً موجزاً لاحصائيات وبيانات للانتهاكات الاسرائيلية بحق المقدسات الاسلامية والمسيحية في فلسطين خلال العام 2013، مشيرةً الى ارتباط وثيق بين المناسبات والاعيادية الدينية اليهودية والانتهاكات لحرمة المقدسات وعلى راسها المسجد الاقصى المبارك والحرم الابراهيمي الشريف وقبر يوسف. وفي نهاية اللقاء دار نقاش موسع بين الحضور والمتحدثين حول وضع اليات لمواجهة الانتهاكات المتواصلة في مدينة القدس المحتلة. |