|
بعثة فلسطين المراقبة الدائمة تبعث برسائل اممية حول اغتيال الشاب وشحة
نشر بتاريخ: 28/02/2014 ( آخر تحديث: 28/02/2014 الساعة: 12:59 )
نيويورك - معا - بعثت السفيرة فداء عبدالهادي ناصر، القائمة بالأعمال بالإنابة للبعثة المراقبة الدائمة لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، في نيويورك، رسائل متطابقة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن (ليتوانيا) ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، حول تصعيد التوتر وتدهور الوضع في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، وذلك بسبب استمرار إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، في أعمالها الوحشية والعدوانية ضد الشعب الفلسطيني، ذكرت فيها أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قتلت صباح اليوم الشاب الفلسطيني معتز وشحة (24 عاما) في غارة عسكرية على بلدة بيرزيت شمال رام الله بعد حصارها للمنزل حوالي ست ساعات وإطلاق نيران الرشاشات وقذائف المدفعية بشكل تعسفي مما أدى الى استشهاد وشحة الذي كان قد سجن من قبل إسرائيل.
وذكرت فداء أن الطريقة التي اتبعتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في ملاحقة وشحة ومهاجمته بعنف تشير إلى وجود نية متعمدة لقتله. علاوة على ذلك، فإن ذلك يعتبر شاهدا آخر على انعدام الأمان وعلى الحياة غير العادية التي يعيشها الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلي، وخاصة الرجال والقتيان الفلسطينيون، بما في ذلك أولئك الذين عانوا من الأسر والانتهاكات و التعذيب في السجون الإسرائيلية ويتحتم عليهم أن يعيشوا في خوف دائم من الاعتقال والعنف المتكرر من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي. وأضافت فداء ناصر أن هذه الأعمال الوحشية التي ترتكبها إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، ضد السكان المدنيين الفلسطينيين تشكل خرقا خطيرا لاتفاقية جنيف الرابعة والقانون الدولي لحقوق الإنسان، كما أن إسرائيل تنتهك بشكل مستمر ومتعمد وممنهج التزامانها القانونية بضمان حماية المدنيين حيث تواصل إعتداءاتها العسكرية واستخدام القوة المفرطة ضد المدنيين العزل في المدن والبلدات والقرى ومخيمات اللاجئين في فلسطين المحتلة وتظهر استخفافا واضحا بحياة البشر وتتسبب في سقوط ضحايا من المدنيين وفي معاناتهم على نطاق واسع. وذكرت أنه منذ استئناف مفاوضات السلام في يوليه2013، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 44 فلسطينيا وجرحت المئات من المدنيين الآخرين و نفذت أكثر من 3360 غارة عسكرية ، بما في ذلك ضربات جوية ضد قطاع غزة المحاصر . علاوة على ذلك، لا يزال أبناء الشعب الفلسطيني يتعرضون لانتهاكات حقوق الإنسان وجرائم أخرى على يد السلطة القائمة بالاحتلال، بما في ذلك،وليس على سبيل الحصر، مصادرة أراضيهم واستعمارها وتدمير بيوتهم وممتلكاتهم والتشريد القسري والسجن والاعتقال الإداري والإيذاء البدني والنفسي و التعذيب وإرهاب المستوطنين وجميع وسائل العقاب الجماعي. حتى الحق في الاحتجاج السلمي و المقاومة غير العنيفة للاحتلال يجري قمعها بعنف من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي التي تشن هجمات روتينية ضد المتظاهرين المدنيين مستخدمة الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز المسيل للدموع وأشارت في هذا الصدد الى إصابة 13 فلسطينيا على الأقل بجروح في مظاهرة امس في مدينة الخليل بمناسبة الذكرى العشرين للمذبحة التي ارتكبها مستوطن إسرائيلي ضد المصلين الفلسطينيين في المسجد الإبراهيمي، وهو عمل ارهابي أدانه مجلس الأمن في قراره 904 لعام 1994. وتطرقت فداء الى استشهاد الأسيرالفلسطيني جهاد عبد الرحمن الطويل يوم 24 فبرايرمتأثرا بالجروح الخطيرة التي اصيب بها من جراء اعتداء حراس السجن الاسرائيلي عليه في وقت سابق من هذا الشهر. وفي هذا السياق لفتت الانتباه إلى تقرير جديد صادر عن منظمة العفو الدولية ورد فيه أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تستخدم بشكل روتيني القوة غير الضرورية والتعسفية والوحشية ضد السكان المدنيين الفلسطينيين ، مما يشكل نمطا واضحا من عمليات القتل غير المشروع والحاق الاصابات. علاوة على ذلك، وفقا للتقرير، فإن مثل هذا الاستخدام العشوائي والسيئ للقوة يخالف المعايير الشرطية التي تحمي الحق في الحياة وغيرها من حقوق الإنسان وأنه أيضا يشكل انتهاكا للقانون الإنساني الدولي الذي ينطبق على الأراضي الواقعة تحت الاحتلال العسكري الأجنبي ، بما في ذلك الضفة الغربية . وشددت فداء ناصر على ضرورة أن يتعاطي المجتمع الدولي مع هذه الانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة لحقوق الإنسان وللقانون الإنساني الدولي بمنتهى الجدية لأنها تؤدي الى تفاقم التوترات وتدهور الوضع الهش على الأرض وتفرض على الشعب الفلسطيني مشاقا شديدة. وأضافت أن استمرار هذا السلوك غير القانوني من قبل إسرائيل يؤكد من جديد أيضا الشكوك العميقة لدى الكثيرين بشأن إدعائها بالالنزام بالسلام، ويشير إلى أنها في الواقع ليست مهتمة بإنهاء احتلالها لما يقرب من 47 عاما. علاوة على ذلك، فإن هذه الأعمال تلوح الى نية إسرائيل في الاستفزاز والتحريض ضد الشعب الفلسطيني وقيادته وأرضه ومقدساته، وخاصة الحرم الشريف في القدس الشرقية المحتلة، إلى أن يتم زعزعة استقرار الوضع تماما و تخريب جهود السلام المبذولة من قبل الولايات المتحدة بدعم من جامعة الدول العربية واللجنة الرباعية والمجتمع الدولي ككل . واختتمت فداء ناصر رسائلها بالتأكيد على مسؤولية المجتمع الدولي، ولا سيما مجلس الأمن، في التصدي لهذا الوضع الحرج لتجنب المزيد من التصعيد وإنقاذ احتمالات التوصل إلى حل سلمي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، الذي لا يزال يشكل تهديدا للسلم والأمن الدوليين. وأكدت على أن إجراء مفاوضات السلام لا يعفي مجلس الأمن من مسؤولياته بموجب الميثاق ودوره في هذا الصدد ويجب إدانة الانتهاكات الإسرائيلية ومطالبة السلطة القائمة بالاحتلال بوقف جميع انتهاكاتها وجرائمها ضد الشعب الفلسطيني، وأن التزام الصمت في وجه هذه الانتهاكات الجسيمة أمرغير مقبول و سوف يعزز إفلات إسرائيل من العقاب و يزيد من التأخير في تحقيق سلام عادل ودائم وفي وضع حد للمعاناة الإنسانية الناجمة عن هذا الصراع المأساوي الذي طال أمده. |