وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

سرطان يلتهم العوجا- هل ستواجه فلسطين خطراً غذائيا مقبلا؟

نشر بتاريخ: 28/02/2014 ( آخر تحديث: 03/10/2017 الساعة: 00:05 )
سرطان يلتهم العوجا- هل ستواجه فلسطين خطراً غذائيا مقبلا؟
بيت لحم- تقرير معا - احمد تنوح - مئات العائلات تعتاش على خيرات ما تنتجه أراضي قرية العوجا شمال شرق مدينة أريحا، لكن قطرات عرق من جبين مزارعينا الذين انشئوا هذه الجنان في أراضي صحراوية ملحية قاحلة، بات يهددها شح الأمطار من جهة وسرطان الاستيطان من جهة اخرى.

معا زارت هذه العائلات انطلاقاً من مسؤوليتها الاجتماعية وحاولت تسليط الضوء على واقع سكان قرية العوجا وأراضيها المتعطشة للمياه والمفتقرة للدعم الحكومي، وفقا لما قاله المزارع نادر معالي من العوجا والذي يعمل في زراعة ارضه منذ ما يزيد عن 25 عاماً.

وأضاف معالي لـ معا أن العديد من المشكلات بدأت ترهق كاهله وتهدد اراضيه بالمصادرة لأغراض الاستيطان، خصوصا أنها محاذية لمستوطنة "تومر" الإسرائيلية والتي اقتطعت أفضل الأراضي الزراعية خصوبة من ملاكها الحقيقيين.

نحو 20 الف شيكل خسائر زراعية

وأشار إلى أن شح مياه الأمطار لهذا العام إلى جانب ارتفاع أسعار الاسمدة والمبيدات والاشتال الزراعية تسبب له بخسائر مالية تجاوزت الـ 20 الف شيكل.

وتبعد قرية العوجا 12 كم عن مدينة أريحا، تقع في موقع استراتيجي في غور الأردن، وبسبب موقعها هذا تعرضت لهجمة استيطانية احتلالية واسعة، ومصادرة لأراضيها.

المزارع معالي الذي يزرع اراضيه بأشجار النخيل، يوضح لـ معا أن مساحات واسعة من ارضه فارغة وتحتاج لاشتال نخيل قد تحميها من المصادرة، لافتا إلى أنه تقدم بعدة طلبات من الجهات الرسمية لدعمه بزراعتها لكن لم يستجيب احد له، على حد قوله.

زراعة النخيل تخلق فرص عمل

وقال إنه في حال زرعت اشتال النخيل فخلال ثلاثة اعوام سوف تثمر، وقد تغني عن شراء البلح الإسرائيلي، اضافة إلى أن انتاج البلح يسهم في خلق فرص عمل للعديد من المزارعين والتجار.

ولفت معالي إلى أن أكثر من نصف المزارعين باعوا اراضيهم الزراعية نظرا لقلة الدعم وتزايد خسائرهم، ليحل مكان الزراعة التوسع العمراني الذي قتل انتاج مئات الدونمات الزراعية.

وتحيط بالعوجا عدة مستوطنة منها: (ييطاف) أنشئت عام 1970، و(نعران) أنشئت عام 1977، ومستعمرة (نعامي) أنشئت عام 1982. وكذلك (جلعال)-1970، و(نتيف هجدود)-1976، و(هاكوود)، و(تسورنبهال).

تقصير رسمي في دعم المزارع

من جانبه حسين عطيات عضو بلدية العوجا، أشار إلى أن أكثر من ثلث الاراضي الزراعية في العوجا ستذهب في حال لم يتم دعم المزارعين.

وتحدث عطيات لـ معا عن وجود تقصير لدى الجهات الحكومية والرسمية تجاه المزارعين الامر الذي تسبب بهلاك مساحات واسعة من الاراضي الزراعية، حيث أن أكثر من ألفين دونم زراعي مهدد بالموت.

وأوضح أن مساحة القرية تبلغ نحو 120 دونما، منها 20 الف دونم عند "الخط الأمني" مع إسرائيل، وما يقارب 25 ألف دونم في المناطق (C) التي تخضع لسيطرة اسرائيلية مباشرة.

اسرائيل تسيطر على مياه العوجا

وأكد عطيات أن أخطر مشكلة تهدد الزراعة في العوجا تتمثل بسيطرة اسرائيل على مصادر المياه ومنعها للفلسطينيين من انشاء ابار ارتوازية إلى جانب مشكلة اخرى تتمثل بجفاف نبع العوجا.

وتطرق عطيات إلى سد المياه الذي اقامته السلطة الفلسطينية قبل نحو اربعة أعوام، مبيناً أنه لم ينجح بتوفير المياه للمزارعين، مطالباً بالتدخل لإيجاد حل ينقذ ألاف الدونمات الزراعية ومئات العائلات التي تعتاش من خيرات ارضها.

ويعتمد اقتصاد القرية على الزراعة بشكل أساسي، وتربية الأغنام.

احتلال الغور مشروع مُدر للمكاسب

أما مهند صعايدة من مركز العوجا البيئي، فقال لـ معا إن الاحتلال الاسرائيلي في الاغوار بات مشروعا اقتصاديا مُدر ما يدفع المستوطنين إلى التمسك به؛ لأنه غني بالثروات المعدنية والحيوية عدا عن موقعه الاستراتيجي.

وأضاف أنهم يقومون بحملات توعية للمزارعين والأهالي لحماية اراضيهم وزيادة انتاجها ويتواصلون مع صناع القرار في محاولة لتوفر الدعم اللازم للمزارعين.

وبين صعايدة أنهم يعملون على استصدار تصاريح لبناء مشروع مياه الري ولإعادة تأهيل 8 ابار ارتوازية في قرية العوجا، لكن سيطرة الجانب الاسرائيلي على مصادر المياه تحول دون تحقيق ذلك.

ولفت إلى أن 15% فقط من اهالي العوجا يعملون حالياً بالزراعة في حين نحو 80% يعملون الان في المستوطنات الاسرائيلية.