|
دير سمعان.. قرية منحوته بالصخر يعزلها الاستيطان
نشر بتاريخ: 02/03/2014 ( آخر تحديث: 02/03/2014 الساعة: 12:37 )
سلفيت- معا - المياه والارض والهواء، وما فوق الارض وما تحت الارض؛ من آثار وتاريخ وحضارة عريقة صار في مهب الريح جراء التوسع الاستيطاني في محافظة سلفيت؛ والذي عزل او جرف او نبش عدة مواقع أثرية فيها من بينها قرية دير سمعان الاثرية الواقعة بين اراضي دير بلوط وكفر الديك غرب سلفيت.
وكل من يزور سلفيت يرى بام عينيه كيف حولها الاستيطان الى محافظة منكوبة بالاستيطان، فالاستيطان يستهدف كل شيئ في سلفيت ، ومن بين ذلك التراث والآثار، ويزور ويستحدث أسماء لصناعة تاريخ مزيف، ويعزل ويسطو على آثار قديمة؛ فمستوطنو "ليشم" تطوق القرية الاثرية من الشرق والغرب والشمال ، ومن الجنوب شارعين التفافيين. ويؤكد عمال ومزارعون من بلدتي كفر الديك ودير بلوط انهم شاهدوا المستوطنين وهم يحملون احجار دائرية واعمدة اثرية منها تحت ستار التنقيب وترميم القرية الاثرية، وانه جرى ثلاث مرات اغلاقها في السنوات الماضية بزعم التريميم. |268170| بدوره أكد الباحث خالد معالي ان قرية دير سمعان بنيت سنة 400 للميلاد، وتعود للحقبة الرومانية القديمة، وهي عبارة عن آبار وبرك ومنازل منحوتة في الصخر، ومعاصر للعنب والزيتون منحوتة أيضا في الصخر، وحتى طرقاتها مرصوفة بالفسيفساء، وتشكل لوحة رائعة الجمال من الداخل. ولفت الى ان القرية الاثرية تقع ضمن المناطق المصنفة( C ) حسب اتفاق أوسلو مما جعلها أكثر عرضة للسطو الاستيطاني، حيث أحضر المستوطنون كسارات وآليات متنقلة وجرف تلة صغيرة مقابلة للخربة وعمل على تكسيرها بالكسارات، واستخدم الحجارة في رصف شوارع "ليشم" وبناء الشقق الاستيطانية، وتعمد المستوطنون تغيير معالم ما حول القرية الاثرية بالبناء الاستيطاني والشوارع الضخمة. وأشار الى ان ما يقوم به المستوطنون يخالف القانون الدولي؛ لاسيما اتفاقية لاهاي عام 1954م، والبروتوكول الثاني منها المتعلق بحماية الممتلكات الثقافية في حالة نشوب نزاع مسلح .واتفاقية اليونسكو وغيرهما من الاتفاقيات الخاصة بالحفاظ على الآثار التاريخية بصفتها معلم تاريخي لا يجوز بأي حال من الأحوال المساس به او تغيير معالمه. واضاف ان مستوطنة "ليشم" الجديدة، باتت على بعد امتار من خربة دير سمعان، وتسطو على التاريخ والتراث والحضارة، وقد يدعي المستوطنون لاحقا أن هذه الآثار تعود لأجدادهم، ويضعون بعض الحجارة فيها عليها الشمعدان؛ لصناعة تاريخ مزيف على شاكلة جبل الهيكل المزعوم، وعلى شاكلة ما حصل في بلدة كفل حارس شمال سلفيت؛ من ادعاء ان مقامات ذي النون وذو الكفل تعود لحقبتهم التاريخية الغابرة. وعن هدف الاحتلال من السطو على المواقع الاثرية اعتبر معالي ان ذلك يعتبر جزءاً أساسياً من الحرب الشاملة التي يشنها الاحتلال عبر الاستيطان؛ وذلك في محاولة لطمس الهوية الثقافية والحضارية الفلسطينية وإخفاء معالمها، وأن استهداف المواقع الاثرية في فلسطين المحتلة؛ نابع من كونها تشكل جزءاً من الهوية الحضارية الفلسطينية، وأن الاحتلال بات يعتقد أنه حسم أمره على الأرض ويريد حسمه الآن في التاريخ.. واكد معالي الى انه لا يحق لكل من سكن منطقة معينة في حقبة تاريخية معينة الادعاء انها أرضه وتتبع له ويملكها؛ والا لكان العرب والمسلمون لهم الحق ويملكون الاندلس اسبانيا حاليا وما حولها من البرتغال وغرب فرنسا. وتوثق الإحصائيات الفلسطينية وجود اكثر من 22 ألف موقع اثري منتشرة في فلسطين التاريخية تعتبر عرضة للاندثار والتدمير او التزوير والنبش والتنقيب؛ من خلال الإعلان عنها مناطق عسكرية مغلقة أو مناطق مصنفة( (C حسب اتفاق أوسلو. |