|
ابو مازن ... الساموراي الاخير
نشر بتاريخ: 04/03/2014 ( آخر تحديث: 06/03/2014 الساعة: 14:00 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
تربينا على مشاهدة الافلام العربية والامريكية، وجلّها تؤكد على مفهوم البطولة الشخصية، وكيف يكون حال الناس في الدرك الاسفل، فيأتي البطل ويخلصهم "ويخلصنا كمشاهدين" من المعتدي والباغي.. وبعدها نشرب كأس شاي وننام نوما هانئا وسعيدا ونحن على يقين ان الدنيا لن تخلو من الابطال الذين لا يمكن هزيمتهم، ولو اطلق الاشرار باتجاه البطل ألف رصاصة من الف رشاش اوتوماتيكي، ولو لاحقوه بواسطة الطائرات والبوارج فانه قادر في النهاية ان يصل الى المكان المنشود- يمكن ان تصيبه رصاصة في كتفه او ان يجرح اصبعه بشكل طفيف - ويحقق لنا ما نريد.
هوليوود خربّت بيوتنا، ودمّرت عقولنا من خلال البطل الذي ان سقط من فوق ناطحة سحاب فانه قادر على الامساك اخر لحظة بيافطة دعاية لكوكا كولا وينزل بكل تؤدة. البطل الذي ترميه الصدفة المحضة للتوقف ببلدة نائية ويكتشف حجم الظلم فيها ويرفض ان يهرب وينجو بنفسه، لانه بطل ويرفض السلامة الفردية فيبقى ليقاتل ويتحدى 9 الاف جندي نظامي ومئة بطل كارتيه و6 مروحيات هيلوكبتر ونص سلك الشرطة الفاسد وعدد هائل من رجال الاعمال المتواطئين معهم ... فيقتل الاشرار وينقذ الحسناء ويرد الصاع صاعين لاولاد الكلب الذين اغتصبوا حبيبته التي تعرف عليها بالصدفة ايضا في اول الفلم ولم يعرف اسمها سوى بعد اربع محاولات اغتيال نجا منها بذكائه وحسن تدريبه. ابو مازن ذاهب في 17 الشهر الى واشنطن للقاء الرئيس اوباما، وقد بدأ المحللون والصحافيون بطرح الاسئلة التي تلهب عقول القراء والمشاهدين عمّا يمكن ان يفعله ابو مازن مع الرئيس اوباما ؟ وكيف سيحمل السيف الياباني القديم ويدافع عن شرف الجيوش العربية التي انشغلت مؤخرا في الربيع العربي. ويمكن لنا ان نتخيل السيناريو التالي: يصل ابو مازن الى واشنطن، ويصاب بصدمه كبيرة كيف تجرؤ الادارة الامريكية ان تتواطئ مع الاحتلال الاسرائيلي، ولكنه يحذّر البيت الابيض من مغبة افعالهم اول مرة وثاني مرة وثالث مرة، ولا يسمعون النصيحة، فيضطر الى استخدام سيفه في وجه الطغاة، وتبدأ معركة غير عادلة هناك، ويكتفي ابو مازن بأن الله معه، وان الوفد المرافق كان تلقى في التسعينيات بعض التدريبات السريعة على الرمي المتقطع في ميدان الامن الوقائي في بيتونيا، ولا يهم ابو مازن ان تتحرك المروحيات او الدبابات الثقيلة والبحرية، وتتحول شوارع واشنطن دي سي الى ساحة معركة حامية الوطيس، وهناك يصاب وزير الجيوش الامريكية هيغل بالصدمة كيف تمكّن الوفد الفلسطيني من تفكيك المتفجرات وفتح الابواب المقفلة بشيفره متطورة وايقاع كل هذه الخسائر في نخبة الجيوش الامريكية، وويقرر البنتاغون ضرب الوفد الفلسطيني قنبلة نووية او هيدروجينية فيتقدم ابو مازن وهو بالصدفة يحمل مقصا ويقطع السلك الاحمر او الاخضر "مش فاكر بالزبط" ويبطل مفعول القنبلة الهيدروجينية. ومع موسيقى الدانوب الازرق، يعترف رئيس البنتاغون في لحظة حرجة ان السي اي ايه اشرف على تدريب الفلسطينيين ايام العلاقة الطيبة بين عرفات والرئيس كلينتون !!!!!! ويصاب الجميع في المكتب البيضاوي بالدهشة. لن يطول الامر، ومجرد 3 ساعات يسقط فيها الالاف منهم، ويصاب ابو مازن برصاصة مرتدة "سيكترما " اطلقها احد اعضاء الوفد " لا نستطيع الان الكشف عن اسمه - ولكن الله ينجي القائد منها، ثم يعترف الرئيس الامريكي بخطأه، ويطرد "الكلب" نتانياهو من البيت الابيض، ويحق العدل ونعيش في سبات ونبات، ونعود الى هنا نتباهى امام التنظيمات. فعلا سؤال مهم: ماذا سيفعل ابو مازن لو ان اوباما وقف الى جانب اسرائيل؟ ولكن السؤال الاهم: ماذا تفعلون انتم؟ |