|
نص كلمة جبهة التحرير الفلسطينية في اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني
نشر بتاريخ: 21/06/2007 ( آخر تحديث: 21/06/2007 الساعة: 14:57 )
رام الله - معا - نص الكلمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ينعقد مجلسنا في مرحلة هي الاخطر منذ نشوء القضية الفلسطينية ، فاذا كانت نكبة 48 اقتلعت الفلسطينيين من ارضهم وقذفهم في المنافي ومناطق اللجوء والشتات ، فان الاخطار والتحديات التي نواجهها اليوم تهدد ماضي وحاضر ومستقبل مشروعنا الوطني ، اننا اليوم نواجه تحديا يستهدف وحدة الشعب والقضية ، ويبدد تضحيات مئات الالاف الشهداء والجرحى والمعتقلين التي قدمها شعبنا من اجل تجسيد مشروعه الوطني والحفاظ على هويته الوطنية ، هذا المشروع الذي مر بمنعطفات مصيرية وبانفاق مظلمة كثيرة على امتداد سنوات الكفاح الفلسطيني ، ولكننا كنا نجتاز تلك المنعطفات والانفاق بوحدتنا الوطنية والتفافنا حول مشروعنا الوطني الذي تجسده منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا . ان اول ما يتطلع اليه ابناء شعبنا الفلسطيني في الوطن والمنافي من مجلسنا الموقر ، هو كيفية تجاوز هذه الغمامة السوداء التي نمر بها والناجمة عن هذا السلوك غير المسؤول والبعيد كل البعد عن تاريخ وموروث شعبنا النضالي على امتداد سنوات الكفاح الوطني الفلسطيني والذي تجسد بعبور كل المنعطفات والخيارات عبر وحدتنا الوطنية والتفافنا حول صيانة مشروعنا الوطني ومظلته منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد والاطار الجامع لشعبنا المكافح . لقد شكلت الاحداث المؤلمة في قطاع غزة ضربة موجعة للتعددية السياسية والديمقراطية الفلسطينية وفرض وقائع مرفوضه بقوة السلاح بذرائع غير مقبولة على الاطلاق لا تخدم في محصلتها سوى ما كان يحلم به الاحتلال وبرامجه القائمة على تقسيم الارض والشعب وعزله في سجون يتحكم بمفاتيحها متى شاء ،الامر الذي يتطلب قبل كل شيء وبالرغم مما حدث من تداعيات مؤلمة ان نركز كل الجهود في مواجهة الاحتلال واجراءاته القمعية وبناء الجدار والمستعمرات وجعل شعبنا يعيش في معازل منفردة وسياسة فرض الامر الواقع في القدس وتهويدها وتغيير معالمها وحرمان اهلها من ابسط مقومات الحياة في والحقوق السياسية والانسانية ، كذلك تكثيف العمل لاطلاق سراح اسرانا البواسل الافضل منا جميعا والقابعين في اقفاص الاحتلال وبناء على ذلك فاننا في جبهة التحرير الفلسطينية نؤكد ما يلي : أولا ً : ادانة الانقلاب الدموي الاسود الذي نفذته ميلشيات حماس ورفض نتائجه وتحميل الانقلابيين المسؤولية عن التداعيات الصعبة والمعقدة لنتائج هذا الانقلاب على شعبنا وقضيتنا وعلى علاقاتنا الوطنية وبنية مجتمعنا الفلسطيني . ثانيا ً : دعم حكومة انفاذ الطوارئ والطلب اليها باتخاذ خطوات جدية وحاسمة تجاه تأكيد اعتبار الضفة والقطاع وحدة جغرافية واحدة والتصدي لكل المحاولات الاحادية لعزل غزة او استباحتها عسكريا كما يخطط قادة الاحتلال . ثالثا ً : العمل بجدية من اجل عدم انتقال سيناريوهات الفوضى والاقتتال الداخلي للضفة والطلب الى قوى الامن الشرعية بالقيام بواجبها الوطني لقمع اية محاولة بائسة تصب في هذا الاتجاه وفق القوانين المرعية الاجراء . رابعا ً : التحذير من محاولات البعض استغلال الوضع الناشيء لفتح الباب للتدخلات الخارجية السلبية التي من شأنها ضرب القرار الوطني المستقل . خامسا ً : اعادة الاعتبار لوثيقة الوفاق الوطني التي ما زالت تشكل قاسما مشتركا للجميع وتهيئة الاجواء لانطلاق حوار وطني جاد بمشاركة الجميع وذلك بدعوة الاخوة في قيادة حماس بالتراجع عن العملية الانقلابية واعادة الامور الى ماكانت عليه في غزة ووقف الممارسات الاستفزازية للجماعات المسلحة . سادسا ً : اجراء مراجعة نقدية لمجمل الاداء المؤسساتي والاستفادة من الدروس القاسية للايام السوداء الماضية ، وبناء مؤسسات السلطة بما في ذلك المؤسسات الامنية على اسس احترافية ومهنية وتكريس مبدأ تكافؤ الفرص لشغل الوظائف العمومية . سابعا ً : التأكيد على وحدتنا الوطنية وخيارنا الديمقراطي وهي تشكل صمام الامان لاجتياز هذه المرحلة الصعبة والمضي قدما نحو تحقيق اهداف شعبنا في العودة وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس . ثامنا ً : رغم قساوة هذه اللحظة ومرارتها يجب ان لا نسمح لاي تناقضات ثانوية ان تتغلب على تناقضنا الاساس مع الاحتلال وممارساته العدوانية . تاسعا ً : التأكيد على منظمة التحرير الفلسطينية ومكانتها باعتبارها ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الفلسطيني والشروع بخطوات عملية لتفعيلها على قاعدة الالتزام ببرنامج المنظمة والثوابت الوطنية الفلسطينية وتطلعات شعبنا في الحرية والبناء الديمقراطي . عاشرا ً : توفير المناخ الملائم لتجاوز الاحداث المؤلمة والعودة الى خيار الشعب الفلسطيني مصدر السلطات وكل التشريعات الاخ الرئيس ايتها الاخوات والاخوة ان جماهير شعبنا تتطلع الى مجلسنا وكلها امل ان يخرج بقرارات تزيل الاذى الذي لحق بقضيتنا ، وتعزز تماسك شعبنا وتجاوز الجراح والالام وادانة الممارسات الاستئصالية والدموية ونبذ المنطق الثأري . نتطلع الى مجلسنا ان يعمل على لجم التداعيات السلبية للخطوة الانقلابية ومحاصرتها من خلال دعوة جماهير شعبنا للوحدة والعمل على حماية مشروعنا الوطني واهداف شعبنا وثوابتنا الوطنية . وفي الختام اتمنى لمجلسنا التوفيق والخروج بقرارات تكون على مستوى ما يطمح اليه شعبنا في الحرية والخلاص من الاحتلال وتحقيق اهداف شعبنا في بناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس كاملة السيادة وغير منقوصة . المجد والخلود لشهدائنا الابرار الحرية لاسرانا الابطال والشفاء لجرحانا البواسل وانها لثورة حتى تحرير الارض والانسان |