|
خمسة أعوام مرت كلمح البصر
نشر بتاريخ: 05/03/2014 ( آخر تحديث: 05/03/2014 الساعة: 19:40 )
كتب : أسامة محمد فلفل
في خضم الإحداث المتلاحقة يمتد البصر في أفق المستقبل باحثا عن سمات و رموز مضيئة تنير له درب الطريق الشاق الطويل و لان كرب الزمان قاسي و مر، اليوم دمائنا تفور حسرة وآلــم و جروحنا تأن ، وجـدران وملاعب وصالات نادينا تشكي آلـم وفـــراقا،القلب مجــروح والمشاعــر مجروحة أيضا ، البكاء أجهشني وقــد زاد آلمــي ووجعــي وقلبـــي يصــرخ وجعا علي فراق رفيق الدرب الطويل و المسيرة الشاقة أخي و قرة عيني أكرم الذي رحل وترك في قلوبنا حسرة ولوعه لا تتسع لها قلوب المحبين والمقربين والرياضيين فقط، بل حسرة ولوعة للوطن وللرياضة و الإعلام الرياضي الفلسطيني كم سوف نشتاق إلى الصوت الدافئ يا أكرم وإلى الحكايات الجذابة التي كنا نسمعها كينبوع ماء دافئ، تحت أشعة الشمس الحميمة كل يوم في رحاب بيتنا الكبير الذي تربينا في أحضانة سنوات طويلة و لم نكن ندري إن الرحيل قاسي و صعب و ثقيل لهذه الدرجة خمسة أعوام مرت علي رحيل أخي و رفيق الدرب أكرم كلمح البصر ولكن صورته البهية و طيفه مازال شاخص في قلوبنا و عيوننا إلي الابد0 أبا محمد يا مهجة القلب و الفؤاد أنت حيا فينا و ستبقي ذكراك العطرة و مواقفك الشجاعة و أمنياتك الغالية محفورة في ذاكرة التاريخ و سيكتب التاريخ سطور المجد و العزة لشخصك و نضالك و كفاحك و تضحياتك الصامتة 0 أبا محمد يا نجما هوي صامتا مبتسما راضيا بقضاء الله و قدرة و مطمئن بأعماله الخيرية و رسالته الإنسانية و الوطنية0 نم قرير العين مرتاح البال مطمئن كلنا على دربك و لوصيتك حافظون و العهد و القسم إن نواصل ونحقق حلمك و كل طموحاتك الطيبة نعم يا أكرم مواسم الزيتون ماحلة هذا العام و الإمطار قليلة و الليل طويل و الظلام دامس و صرخة تدوي من الأعماق و تنادي و هي ترتعد علي رحيلك و فراقك رحل المعلم و مربي الأجيال وأنيس و رفيق الرياضيين و الإعلاميين ، رحل من كان يكفكف دموع الفقراء و المساكين ويمسح رؤوس اليتامى المعذبين لا تحزن يا أكرم غدا عندما تتساقط الإمطار علي ربوع الوطن و تمتزج دموع الأهل و الأحباب الذين سبقوك سوف تمتلئ أغصان الزيتون وخواني الزيت و تفوح رائحة الزهر و تمتلئ ، آنذاك سوف يبتسم الجرح و ينبثق فجر جديد و تسطع الشمس وترسل أهدابها على بيتنا الحزين الموشح بالسواد علي فراقك وفراق كل الأحبة و الخلان الذين سبقوك ختاما ... أخي وأبي ومعلمي أكرم ، قيثارة حبي الخالد أنت بيننا باسما شامخا صامتا فخورا معتزا و أنت تعلم مدي الحب الذي نحمله لك بين ضلوعنا فأنت من علمتني كيف يفتدي الوطن و كيف يكون الفعل الوطني و الرياضي طريق للنجاح ، و أنت يا أكرم من زرعت في نفسي حب العمل و العطاء و روح المبادرة و التضحية الصامتة للوطن أنت يا أبا محمد باقي و خالد للأبد في قلوبنا ولن ننساك ابد الدهر كله لا تلومني أخي أكرم أن كنت في يوم من الأيام أغضبتك لأنك إنسان لك عقيدة راسخة كجبال فلسطين السمراء التي إمامها ينحني الموت دون كبرياء 0 اليوم ريشة قلمك تاريخك نضالك و كفاحك عبر كل المحطات تنطق و تتحدث عن نفسها و تثير فينا الحماس لنواصل المسيرة و حمل الراية0 و السير علي درب خطاك. |