|
عائلة في كفر الديك يعيش غالبية افرادها بكلية واحدة
نشر بتاريخ: 06/03/2014 ( آخر تحديث: 06/03/2014 الساعة: 14:56 )
سلفيت- معا - بصوت يعتصره الحزن والألم، وتطرق أبوابه الحاجة بصوت يبدو للسامعين يقول اخرج أيها الفرح ليجلس مكانك المعاناة من المرض، انها عائلة تيسير نصار من بلدة كفر الديك التي أرهقها الألم والحاجة بدءا بالأكبر سناً حتى اصغرها.
دائرتا الشؤون الاجتماعية والعلاقات العامة في محافظة سلفيت، وخلال زيارة لهما اتضحت صورة الواقع الذي تعيشه الاسرة اثر فقدان الاب تيسير لإحدى كليتيه والتبرع بها للابن الأوسط مهاب ، وعدم قدرته على مزاولة عمله فأصبح يقوم بالاعمال البسيطة التي لا تكفي لسداد ديونه، واللافت بالامر انه عند مقابلتهم لن تستطيع الترفع او التجاسر على جوارحك .. إلا وأن تغرق في بحر التفاصيل الموجعة، فمهما كنت موضوعيا ومهنيا فقد تغالبك الدمعة لحظة لقائك بهم. بحرقة والم شديدين استهلت زوجة تيسير حديثها :"بدأت مشكلتنا عندما لاحظنا ان الألم بدأ ينهش جسم ابنها في المفاصل والعضلات وارتفاع الحرارة، اضف الى ذلك العذاب النفسي المتمثل في مسؤوليتي كأم "، بنبرة تبدو عليها ملامح الندم تتابع "مهاب كان يأكل الرمل والتراب منذ صغره وحبه الشديد للاكل المالح ولكنني لم استطيع ان امنعه ..." . لعل هوس ابنها لأكل الاتربة أفقده احدى كليتيه، ولكن تزداد الامور سوءا عند ظهور نفس الأعراض على الابن الأصغر نصار ابن الـ18 ربيعا . فلم تكن صاحبة الوجه الريفي مدركة لما سيحل لابنائها والتي تصب نظراتها عليهم بعيونها السوداء البلورية التي غطتها الدموع لتزيدها صبرا وثباتا. |268840| ام مهاب ونصار تقص علينا تجربتها ومعاناتها عندما داهمهم المرض منذ اكثر من خمسة عشر عاما، حتى باتوا بحاجه لاجراء غسيل كلوي بشكل يومي، حيث ازدادت حالتهم الصحية سوءا، مما دفع والدهم للسفر الى الأردن ، للتبرع بكليته لابنه الاكبر مهاب لاجراء عملية زراعة الكلية ، وتضيف " اضطررت للاشراف على تفاصيل علاج ابني الاصغر نصار اثناء غياب زوجي، وكذلك التنقل يوميا الى مستشفى "المطلع " بالقدس لإجراء الغسيل الكلوي ، ناهيك عن ارتفاع تكاليف السفر الى المشفى . تتحدث الام ببطئ لتخرج كلماتها ممزوجة بالحسرة والالم على ابنائها وتقول "عند عودة زوجي مع مهاب من الاردن تم تبادل الادوار لأبقى مع ابني مهاب، ويسافر زوجي بعدها بفترة وجيزة بصحبة ابننا نصار الى الباكستان لاتمام عملية زراعة الكلية". وتردف "اجراءات السفر كانت متعبة ومرهقة ماديا وصحيا على زوجي وازدادت الامور سوءا بسبب تراكم الديون علينا لتأمين عملية سفرهم الى الخارج". |268839| احلام وطموحات نُسجت في خيال نصار حيث كان يأمل تحقيقها ولكن المرض والالم اختصر له طريق الحلم و التعليم ليبدع ويحقق ذاته في صيانة اجهزة الحاسوب هذا ما كشفه لنا بكلمات خجلة متمنيا تحقيق حلمه وتأمين مصاريف علاجه بعد اجراء العملية له ولأخيه مهاب. الاخوان مهاب ونصار ما زالا ينتظران لفتة حانية تكفل لهما توفير مصاريف الدواء الذي شكل عبئاً لا يطيقونه إلا بتدخل أيادٍ بيضاء لتسهم في التخفيف من معاناتهم المستمرة، ولترسم لهم احلاما طالما انتظراها ، لتخرجهم من بوتقة الفقر والحاجة للعيش بكرامة ، وتكفل لعائلتهم التي أضناها المرض واثقلتها الديون مصدر دخل ثابت يستطيعون من خلاله توفير مصاريف الأدوية المرافقه لهم مدى الحياة. |