وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

أوراق .. من القدس

نشر بتاريخ: 12/03/2014 ( آخر تحديث: 12/03/2014 الساعة: 20:54 )
بقلم : بدر مكي

ساجي .. الشهيد الرياضي
ساجي .. الطالب في دائرة الاعلام في جامعة بيرزيت .. لاعب كرة القدم .. انضم لقافلة الشهداء .. ولكن هذا الفتى .. الذي يتمتع باخلاق جمة وحب الجميع .. كان الكل الفلسطيني في جنازته .. غضب عارم .. بعد القتل بدم بارد .. من هذه العصابة التي تعيث فسادا في الارض .. غضب في الضفة وغزة والقدس والداخل والخارج.
ساجي .. حبيب الجميع .. وكأنه كتب على جامعة بيرزيت .. الجامعة التي أحب وعشق .. ان تقدم استحقاقها دوما لفلسطين .. الطالب المجتهد .. مضى الى العليين .. وقد عشق الرياضة .. وكأن هذا الاحتلال .. يخشى ساجي .. بعد تخرجه من دائرة الاعلام .. ليكون صوتاً هادراً ضد محتلي بلاده .. وقد وحدنا في استشهاده .. تواجدت القوى والفصائل .. وكل مكونات نسيجنا الاجتماعي.
سيكون مقعد ساجي .. شاغراً في قاعة الدراسة بالجامعة .. ولكنه .. سيكون شاهدا على جرائم الاحتلال .. وعظمة شعب .. حين ودعت الام .. ابنها .. بزغاريد الفخار.
آن الاوان .. ان يرحل الاحتلال .. وحتى حين رحيله .. على العالم ان يقدم الحماية لشعبنا .. من نيران المحتلين .. الذين يقتلون اطفالنا وشبابنا .. ومستوطنيه .. عليهم ان يعودوا من حيث جاءوا .. وتنتهي الحكاية .. ولكن .. يبدو ان صبر شعبنا .. بدأ ينفذ .. وينتفض .. والغضب الساطع .. آت .. آت.

قل كلمتك .. يا هلال
حسنا .. فعل نبيل ابو عمر .. رئيس النادي الاسبق لهلال القدس .. حين جمع قدامى الهلال .. من اداريين ولاعبين ومدربين وعاشقين على مأدبة غداء بمنزله .. نبيل ابو عمر (ابو ايمن) .. قاد الهلال لسنوات طوال .. وكذا في المحافل العربية .. كان هلاليا .. حتى النخاع .. وتعرض اكثر من مرة لوعكة صحية .. عندما توعك فريق الهلال .. وعلى مأدبة الغداء .. كان فرسان الزمن الجميل من هلال العاصمة .. متواجدين .. يتذكرون .. الهلال .. منذ التأسيس .. كان الانتماء والوفاء والعطاء .. سمة اللاعبين .. يلعبون بحرارة .. يقدمون الواجب .. يحفرون في قلوبهم ولاء للفانيلة التي احبوها .. ولهذا .. كبر الهلال بفضل هؤلاء .. في نفوس ابناء الارض المحتلة .. شكراً .. صديقي نبيل .. وما قمت به يدل على نبل اخلاق ابناء الهلال .. متمنيا ان يؤدي مغاوير الهلال الاستحقاق المطلوب منهم .. في المباريات المتبقية من عمر دوري جوال للمحترفين .. وهذا ليس بغريب .. على اولئك الذين يلعبون باسم الهلال .. او يشجعونه بدرجة الجنون .. والشكر موصول لرئيس الهلال الحالي د.ابو عصب صاحب القيم النبيلة ورفاقه في الادارة والاجهزة جميعا .. آملاً ان نحتفل في ختام هذا الدوري .. وقد تحققت اماني عشاق وجماهير الهلال .. الذين ينتظرون من الكتيبة الهلالية ان تقول كلمتها .. ويا رب كن مع الهلال .. وسلام عليك .. هلال القدس .. في كل وقت.

حمدي .. الخليلي المقدسي
في مستهل الانتفاضة الثانية .. زادت معرفتي وصداقتي مع ابناء حمدي شاور (ابو جمال
) .. بحكم موقع ملعب فيصل الحسيني .. قبل ان يتحول الى ارضية خضراء واستاد يعتد به .. وكذلك من خلال عشقهم للعبة كرة القدم .. فالاخوين جمال وبلال شاور .. يعشقان هلال القدس وشباب الخليل على الصعيد المحلي .. وريال مدريد الاسباني .. ومن الناحية العائلية .. كان والدهما رحمة الله عليه .. على علاقة وطيدة بالمدينة المقدسة وعائلاتها .. فهذا الرجل .. عصامي بامتياز .. بنى نفسه بنفسه .. وقام بتربية ابنائه .. وجعل منهما نموذجاً في الصدق والامانة .. كنت اذهب في ساعات الليل .. اتابع مباريات الدوري الاسباني او البطولات الاوروبية .. واحيانا كأس العالم عام 2002 .. واصبحت بيننا علاقة يحكمها الاحترام المتبادل.
كان جدار الفصل العنصري سببا في نقل مقر تجارته من امام بوابة استاد الشهيد فيصل الحسيني .. الى رام الله .. وقد كان محله التجاري الكبير "كل شيء .. شهي" .. قبلة الجميع .. ولكن الاحتلال يتدخل في كل مناحي حياتنا .. ولذا عليه ان يرحل .. طال الزمان او قصر !!
حمدي شاور .. مضى الى العليين الذي جسد علاقة اهل الخليل القاطنين بالقدس .. واصبحوا جزءا منها .. بل ومن حماة المدينة .. وهكذا يجمع الخلايلة على حب القدس .. وقد اصبحت في صلب حياتهم وعملهم .. رحمك الله ابا جمال .. واسكنك فسيح جناته.