وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

معا تتابع ملفهم- "ام الخير" تنتظر مد يد العون لها

نشر بتاريخ: 14/03/2014 ( آخر تحديث: 14/03/2014 الساعة: 14:08 )
الخليل - تقرير معا - هو حب الحياة إذاً... والإصرار على البقاء... والإرادة لتذليل كل الصعاب ... من أجل حياة أفضل... ففي أقصى شرق مدينة يطا يقطن ما يزيد عن (5000) نسمة في منطقة ( أم الخير ) وعرب بدو الهذالين – وهم رمز للثبات والصمود والصراع من أجل الصمود امام قوة الطبيعة اولاً واعتداءات الإحتلال ثانياً.

سكان يواجهون مشاكلا كثيرة تبدأ بالشوارع المؤدية إلى منطقة سكنهم ولا تنتهي عند حد... فكل زاوية تنظر إليها تجد فيها قصة جديدة وحكاية مؤلمة.

فعند الاقتراب من مدخل المنطقة تشعر وكأنك تسير على طريق معبد الى مدى قصير طبعاً.. وما إلى أن تتعمق بالسير حتى تجد نفسك على طريق ليس له حدود ولا معالم واضحة ولا حتى مسار ثابت يدلك على الإتجاه الصحيح.

فهي طريق مشتقة من رؤوس الجبال وتجاويفها يصعب السير عليها بالمركبات وحتى مشياً على الأقدام لقسوتها ووعورتها، صنعت بأيدي سكانها البسطاء لتفي بإحتياجاتهم ومطالب حياتهم.

طريق قضت على آمال وأحلام العديد من الطلاب والطالبات وحرمتهم من إكمال مراحل تعليمية مختلفة إلا في بعض الاستثناءات فمثلاً الشاب (معتصم الهذالين )- من خربة أم الخير – وهو طالب هندسة مدنية أتم دراسته في جامعة بوليتكنيك فلسطين – الخليل- فمن بين الاسئلة التي طرحتها عليه عند لقائي به.

ما الوقت الذي كنت تستغرقه للوصول الى الجامعة ؟

فأجاب الشاب (معتصم ) :" عند دراستي في الجامعة كنت استيقظ في وقت مبكر جداً لأتمكن من الوصول بالوقت المحدد لمحاضراتي اليومية، لأن المسافة التي كنت أقطعها من منزلي حتى وصولي الى الجامعة تستغرق ساعات.

وفي سؤال آخر، هل كنت تستقل مركبة (سيارة ) عند ذهابك لجامعتك ؟ أم ماذا ؟

فكان رد (الهذالين) :"لا ، ففي معظم الأحيان كنت أسير مشياً على الأقدام لمسافات طويلة حتى تصادفني مركبة فاستقلها لأصل بها الى الطريق الرئيسية ونادراً ما كان يحدث هذا معي، لأن المنطقة التي أسكنها لا يوجد بها مركبات وإن وجدت فهي ( منتهية الترخيص ) لذلك لا تستطيع الوصول الى الطريق الرئيس فكنت اضطر للسير مطولا ."

وفي سؤال لرئيس مجلس بدو الهذالين الشيخ ابراهيم ( ابو حمزة ) عن وجود روضة للأطفال هنا ؟

رد الشيخ (أبو حمزة) :" نعم، ولكن قسوة الطريق أطفأت نور الحياة وبراءة أطفالنا وحرمتهم من الوصول إليها لبعد الروضة عن أماكن سكن الأهالي أولاً – ولصعوبة الطريق وطولها ثانياً.

فالكثير من الأهالي يمانعون ذهاب أطفالهم للروضة من أجل التعليم والترفية لأسباب عدة منها ما ذكر.

وأضاف (ابو حمزة ) قائلاً :"وكأن قسوة الطبيعة وجبروتها لا تكفينا .. بل ما زاد الطين بله قيام قوات الإحتلال الإسرائيلي بتدريبات عسكرية على أرضنا مما يؤثر سلباً على حياة السكان والأرض معاً."

ويتهم الاهالي المسؤولين والحكومة بأنهم لا يعيروهم اي اهتمام... قائلا ان بعد المسافة لا يبرر إهدار تلك الفرص بإنشاء مراكز تعليمية وصحية مناسبة وحتى ترفيهية مختلفة في تلك المناطق النائية والمهمشة.

اعدت هذا التقرير: فلسطين جرادات ضمن مشروع "الاعلام الريفي" التي تنفذه شبكة معا الاخبارية.

وكانت معا قد اعدت عدة تقارير وتابعت احوال الاهالي في منطقة ام الخير، منها التقرير التالي: