وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

تحويل ملكية "بريد القدس" لمدرسة دينية لربطها بمستوطنة "باب الساهرة"

نشر بتاريخ: 14/03/2014 ( آخر تحديث: 14/03/2014 الساعة: 18:03 )
القدس - تقرير معا - تسعى سلطات الاحتلال منذ احتلالها لمدينة القدس لاخفاء الطابع العربي الإسلامي للمدينة، عبر سرقة المعالم الأثرية، وتزيف الحقائق على الأرض، في محاولة لخلق تاريخ لها في المدينة المقدسة، ومن اخطر هذه المحاولات التي كُشف عنها هي تمكن جمعية "عطيرت كوهنيم" من شراء مبنى البريد الذي يقع في موقع استراتيجي وحساس في المدينة "في شارع صلاح الدين" لربطه بمستوطنة "باب الساهرة" المُخطط اقامتها منذ سنوات.

وللإطلاع على تاريخ مبنى البريد، قال خبير الاستيطان في القدس هايل صندوقة لـ معا ان مبنى البريد قامت الحكومة الأردنية ببنائه قبل احتلال القدس بسنوات، وكان عبارة عن "أرض" تلة وبركة مقابل باب الساهرة، وقامت عائلة العلمي المقدسية ببناء منشآت تجارية ومكاتب مكان البركة "وهي قائمة حتى اليوم"، اما التلة فقد استخدمها المواطن مصطفى البلبيسي كموقف للشاحنات بعد استئجارها من الحكومة الأردنية، ثم حولتها الحكومة الاردنية "لحسبة"، وبعد بسنوات تم بناء المبنى القائم حاليا، واستخدم كبريد لخدمة المقدسيين."
|270012|
وأضاف صندوقة:" بعد احتلال القدس عام 1967 اعتبرت حكومة الاحتلال نفسها "الوصية" على أملاك الحكومة الأردنية، واستطاعت السيطرة عليها، تحت قانون "حارس املاك الغائبين"، واستولت على العديد من العقارات التي حُولت اليوم الى مقرات "حكومية اسرائيلية" كمراكز الشرطة، والمحاكم ووزارة القضاء، ومباني البلدية."

وقال صندوقة:" اليوم أعلن عن شراء جمعية "عطيرت كوهنيم" لمبنى البريد المؤلف من 4 طوابق، وذلك بعد قيام سلطات الاحتلال منذ سنوات بتهويد اسم مبنى البريد الى "بريد هورودس" وباب الساهرة الى "باب هورودس"، في محاولة لطمس المعالم التاريخية والأثرية في المدينة، خاصة وان المبنى يقع في موقع استراتيجي وحساس في قلب مدينة القدس وبالتحديد في "شارع صلاح الدين".

وأضاف صندوقة أن الاعلان عن شراء مقر البريد لتحويله الى مدرسة دينية يأتي في وقت إعادة طرح "بناء الحي الاستيطاني في باب الساهرة" الذي طرح في بداية التسعينيات، وهو جزء مما يعرف بـ "مشروع شارون"، على "حاكورة المسكوب"، التي كانت وقفا اسلاميا حتى العام 1885 ميلادية، قبل ان تنتقل السيطرة عليها الى الكنيسة الروسية التي قامت بدورها ببيع هذه الارض في العام 1963 الى أوساط يهودية، التي حولتها الى وزارة الزراعة، ومنها الى بلدية القدس، والتي قامت ببيعها الى "جمعية عطيرت كوهنيم".

علما ان المشروع المذكور يشمل شق نفق أسفل سور مدينة القدس يربط الحي الاستيطاني المقترح في "باب الساهرة" بالمنطقة الواقعة خارج السور، قرب مقر البريد المركزي في شارع صلاح الدين، ليكونوا سلسلة واحدة.
|270015|

وقال صندوقة:" ان انشاء المدرسة الدينية في شارع صلاح الدين ستؤدي الى تعزيز التواجد اليهودي، مضيفا" تتعمد اسرائيل ايجاد احقية دينية وتاريخية لها في كل موقع بمدينة القدس، لافتا الى وجود العديد من الممولين اليهود في العالم يقومون بتمويل رحلات لليهود الى مدينة القدس، وتقوم البلدية باستضافتهم بالفنادق على حسابه الخاص، لتعريفهم بالقدس ولإظهارها لهم بأن "القدس بأكملها وبشقيها الغربي والشرقي موحدة وكل الآثار هي اسرائيلية".

وأضح ان اسرائيل تقوم مباشرة بعد استيلائها على أي عقار في القدس، بوضع لافتة عليه بانه "ملك لأحد الحاخامات الدينية."

وشدد الاستاذ هايل صندوقة في حديث لـ معا على أهمية الحفاظ على التراث والمعالم التاريخية في كل موقع بالقدس، بوضع اليافطات ونبذة عن كل معلم لحمايته من السرقة والتهويد، وقل:" للأسف قمت بطرح هذا المشروع على العديد من الممولين لكن للاسف لم يرى النور حتى اليوم".

وكانت صحيفة هآرتس قد كشفت في تقرير لها الخميس (13-3) عن شراء مبنى البريد، لتحويل أجزاء منه لمدرسة دينية، إضافة إلى سكن لطلبة المدارس الدينية، ومطبخ وقسم صغير لرئيس المدرسة الدينية.
|270013|