|
كومونة فلسطين قادمة
نشر بتاريخ: 15/03/2014 ( آخر تحديث: 17/03/2014 الساعة: 12:50 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
مع اعلان فشل المفاوضات بشكل قاطع ، تشعر القيادة الفلسطينية ان الوقت بات يعمل لصالحنا ، وان اسرائيل هي التي فوّتت فرصة ثمينة للعيش بهدوء وأمن . ويعتقد الاسرائيليون ان سبب بقاء نتانياهو ثلاث دورات انتخابية في الحكم هو الامن والامان الذي وفّره للاسرائيليين والمستوطنين ، ولكنهم لا يدركون ان سبب فوزه ثلاث مرات هو قرار التنظيمات الفلسطينية بوقف العمليات ومنح الفرصة للمفاوض ليصل الى نتيجة .
وفي الجانب الاخر لا يبدو ان الرئيس الفلسطيني سيسمح باندلاع انتفاضة جديدة ، فهو مقتنع تماما انه يمكن هزيمة اسرائيل في المحافل الدولية ومحاصرتها من دون تعريض المدن الفلسطينية والاسرائيلية للمواجهة الدامية . ولكن غالبية الجمهور الفلسطيني والعربي ترى ان حكومة نتانياهو أضاعت اكثر من فرصة وان اسرائيل لا تفهم سوى لغة القوة ، ولا تفهم الا لغة الدم والجنازات . والحال هذا يكون الرئيس اوباما في نفس الموقف الذي كان فيه الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون عام 2000 ، وسنعرف خلال ايام اذا كان الرئيس الامريكي يملك القدرة على تحريك الجبال وشق الطرق بين الصخور ام انه سيكتفي بالحل السهل وطأطأة الرأس للوبي الصهيوني في الولايات المتحدة وتحميل القيادة الفلسطينية المسؤولية . ومن خلال قراءة خطاب الرئيس الاخير امام المجلس الثوري - بعيدا عن أزمة دحلان المستعرة - فان الرئيس أعرب بكل وضوح ان المفاوضات فاشلة وان الحل الذي يملكه هو التوجه الى مؤسسات الامم المتحدة لمقاضاة اسرائيل ومحاصرتها سياسيا واقتصاديا . ولكن الشارع الفلسطينني ( في غزة والقدس قبل مدن الضفة الغربية) لا يعرف الامم المتحدة ولا يراهن على امينها العام بين كي مون الذي أثبت وبجدارة انه اضعف امين عام في تاريخ الامم المتحدة كلها ، فهو واهن وغائب , وفي عصره اشتعل العالم واكتوى بنار الحروب والمجاعات ، وفي عصره ازداد الاغنياء غنى وازداد الفقراء فقرا وجوعا فغرق الغرب في الربا وغرقت افريقيا بالامراض والقتل وغرق الشرق الاوسط بالحرب الاهلية . والشارع الفلسطيني يتعرض لاعتداءات المستوطنين واقتحامات المسجد الاقصى وتهويد القدس وزيادة وتيرة الاستيطان ومصادرة الاراضي واقتلاع اشجار الزيتون ، كما ان جيش العاطلين عن العمل يتحول الى كتائب غاضبة لا مجال امامها سوى المواجهة . ومن المتوقع قريبا ان تبدأ مرحلة " اشتباكية " تحمل اسم مقاومة شعبية ، او باللغة الفرنسية كومونة La Commune ، او باللغة العربية غضب شعبي ، وباللغة العبرية " هيتكوموموت " . |