وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

هل "سيجازف" الرئيس؟

نشر بتاريخ: 17/03/2014 ( آخر تحديث: 18/03/2014 الساعة: 12:31 )
بيت لحم- تقرير معا - مع اقتراب التاريخ المنتظر (29 نيسان) الموعد النهائي للمفاوضات.. بات الشارع الفلسطيني ينتظر قرارات مصيرية وفي ذات الوقت قلق مما ستحمله هذه الايام، فخرج الشارع اليوم تأييدا للرئيس قبيل لقائه أوباما، لكن لقاء أوباما عباس لم يخرج بقرار.. الا أن الموقف الامريكي بات مكرراً، عندما حث أوباما عباس على "المجازفة" واتخاذ قرارات صعبة مكرراً لما قالها كيري يوم أمس.

وفي هذا السياق، تحدثت معا لعدد من المسؤولين والمحللين لتحاول تقديم بعض الشروحات للمواطنين وترجمة التصريحات الرسمية، فقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمود العالول لـ معا إن الفلسطينيين لن يقدموا على أية خطوات تحمل في طياتها أي نوع من "المجازفة" في الفترة المقبلة.

|270650|المرونة الفلسطينية غير متاحة مستقبلاً
ورأى العالول أنه لا امكانية حالياً لوجود مرونة في القرارات الفلسطينية على الرغم من سعي الولايات المتحدة الامريكية من أجل دفع الفلسطينيين للمجازفة.

وكان الرئيس الأمريكي باراك اوباما حث اليوم الاثنين، الرئيس محمود عباس خلال اجتماع مشترك بواشنطن على اتخاذ قرارات وصفها بـ "الصعبة" والإقدام على مجازفات من أجل تحقيق السلام مع إسرائيل، قائلا: إنه يأمل أن يشهد تقدما في الأسابيع المقبلة في المفاوضات التي تجري بوساطة أمريكية.

كما وصرح مسؤول أمريكي بأن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري حث الرئيس محمود عباس أمس الأحد على "إتخاذ القرارات الصعبة التي ستكون ضرورية" قبل الموعد النهائي للتوصل لإتفاقية سلام مع إسرائيل في 29 نيسان.
|270647|
تمديد المفاوضات غير ممكن حالياً

وأشار العالول لـ معا إلى أن الموقف الفلسطيني من الثوابت والمفاوضات بات واضحاً ولا لبس فيه وأكد عليه الرئيس عباس في عدة مواقف واجتماعات للجنة المركزية سبقت توجهه لواشنطن.

وتطرق العالول إلى الملف المطروح حالياً والمتعلق بتمديد المفاوضات، فلفت إلى أن خيار التمديد غير ممكن حالياً ولا يوجد أي اتفاق على ذلك، "لا يوجد لدينا وهم بإمكانية اتخاذ قرار بالتمديد".

وبعد أسبوعين على دعوته رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى اتخاذ قرارات "صعبة"، قال الرئيس الأمريكي إنه "آن الأوان لكي يقتنص قادة الطرفين (...) الفرصة" الحالية للتوصل إلى السلام.
|270649|
"المجازفة" الفلسطينية معيارها الموقف الامريكي

من جهته يرى المحلل السياسي طلال عوكل أن "المجازفة" التي تحث الادارة الامريكية الرئيس عباس عليها سيكون معيارها الموقف الامريكي من جميع قضايا المفاوضات وهذا الموقف يتطابق إلى حد كبير مع المواقف الاسرائيلية.

وذكر عوكل خلال حديثه لـ معا أن "المجازفة" تتعلق بقرارات مرتبطة بعدة قضايا من بينها "الامن، الحدود والمعابر، القدس، اللاجئين، يهودية الدولة" مشيراً إلى أن "جيوب الفلسطينيين فارغة ولا يوجد بحوزتهم المزيد من التنازلات للإقدام على أي تسوية".
|270651|
وقال أوباما أمام الصحافيين في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض "إنه أمر صعب جدا وشائك جدا، يجب اتخاذ قرارات صعبة والقيام بمجازفات إذا أردنا إحراز تقدم" مضيفاً أن "مثل هذا الهدف من الصعب بلوغه بالتأكيد، ولهذا السبب استغرق الأمر عقودا قبل أن نصل إلى ما نحن عليه" اليوم.

في حين قال الرئيس محمود عباس "ليس لدينا وقت لنضيعه لأنه ضيق جدا، خاصة أننا نعيش في الشرق الأوسط بظروف صعبة للغاية، ونأمل أن تستغل هذه الفرصة للوصول إلى سلام"، لافتا إلى "أن هناك اتفاق بيننا وبين الإسرائيليين من خلال الوزير كيري حول قضية الأسرى، ونأمل أن يتم الإفراج عن الدفعة الرابعة في التاسع والعشرين من آذار الجاري، وهذا سيعطي انطباعا بجدية المساعي التي نبذلها ككل لتحقيق السلام".
|231151|
ماذا لو لم تنجح المفاوضات؟

أما الكاتب والمحلل السياسي د. أحمد رفيق عوض، فقال لـ معا إن الشعب الفلسطيني وقيادته ليس بحوزتهم أي شيء ليجازفوا به، رغم أن "المجازفة" تُعد استسلاما وخضوعا للاحتلال، متابعا قوله: "لا يُطلب من قائد شعب يخضع تحت الاحتلال لأي نوع من المجازفة بمصير شعب وقضية".

وأردف عوض أن طرح خيار تمديد المفاوضات سيكون مشروط فلسطينيا "بمقابل" وسيرافقه إغراءات امريكية كالإفراج عن اسرى أو التجميد للاستيطان... وإن تمديد المفاوضات سيكون بمثابة بوابة وخروج أمن لجميع الأطراف، مضيفاً أن تمديد المفاوضات دون اثمان يضعف موقف الفلسطينيين والرئيس عباس.

وفي حال لم تنجح الجهود في تمديد المفاوضات، بين عوض لـ معا أنه ستكون هنالك حلول وخيارات كثيرة أمام جميع الأطراف، فالشعب الفلسطيني يستطيع أن يبتكر طرق جديدة يعبر فيها عن رفضه للاحتلال، على حد تعبيره.

ويرى عوض أنه في حال فشلت امريكيا بأن تكون راعيا نزيها لعملية السلام فالأمور ستأخذ منحنى آخرا قد يكون "التصعيد والعنف".