وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الجامعة العربية الامريكية تعقد ندوة للتعريف بمخاطر المخدرات

نشر بتاريخ: 20/03/2014 ( آخر تحديث: 20/03/2014 الساعة: 10:14 )
جنين- معا - عقدت الجامعة العربية الامريكية وبالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية ندوة لتعريف الطلبة بمخاطر تعاطي المخدرات، وأثرها المدمر على الفرد والمجتمع، وطرق الوقاية منها.

وتحدث في الندوة التي ادارها أستاذ القانون الدولي في كلية الحقوق الدكتور سعيد أبو فارة كلا من الوكيل المساعد في وزارة الأوقاف فضيلة الشيخ خميس عابدة، ومسؤول ملف المخدرات في وزارة الشؤون الاجتماعية نبيل قبها، ومدير مكافحة المخدرات في شرطة جنين المقدم لطفي اشتيه، ومسؤولة البرنامج الاجتماعي والوقائي في جمعية الصديق الطيب عفاف ربيع، ومدير الشؤون الاجتماعية في جنين جمال عمر.

وفي الافتتاح رحب أستاذ القانون الدكتور أبو فارة بالحضور واكد أهمية الموضوع قيد الطرح وشدد على أهمية وجود قانون فلسطيني وطني لمكافحة المخدرات.

وأوضح مدير مكافحة المخدرات في جنين المقدم لطفي اشتية في مداخلته ان مكافحة المخدرات تعمل ضمن منهجية عمل تقوم على ثلاث محاور هي الوقاية والتوعية والعلاج، كما بين ان كشف قضايا المخدرات يقوم بالأساس على المعلومة التي تصل الى الأجهزة المختصة ومن ثم يتم تدقيقها ومتابعة حيثياتها للوصول الى متعاطي المخدرات والمروجين لها من التجار وغيرهم.

واكد ان مكافحة المخدرات تتعامل مع المتعاطين على انهم ضحايا غرر بهم، وتحاول مساعدتهم، مشيرا الى انه يمنع في الأراضي الفلسطينية حيازة أي غرام من أي مادة من المخدرات، اما في إسرائيل فانه يسمح بحياة 13 غرام، وبالتالي فان غالبية المواد المخدرة واشكالها تصلنا عبر إسرائيل من خلال التجار والمروجين، كما ان الاحتلال يعتبر المعيق الأكبر لعمل مكافحة المخدرات كونه يمنع وجود رقابة فلسطينية على المعابر، ولا يسمح بإعطاء التنسيق لمتابعة وضبط القضايا في المناطق C الخاضعة لسيطرته.

وأشار الى ان هناك تزايد في قضايا المخدرات حيث ان الاحصائيات تشير الى انه تم ضبط 70 قضية في محافظة جنين خلال العام 2013 و30 قضية في العام 2012 و24 قضية خلال بدايات العام الحالي 2014، وأضاف ان الأنواع الأكثر شيوعا هي مادة الحشيش، والحبوب المهلوسة، والمارغوانا (القنب المحسن).

وفي كلمته أوضح مدير الشؤون الاجتماعية في جنين جمال عمر ان الوزارة تتبنى بالشراكة مع المؤسسات الاكاديمية وغيرها منظومة عمل تقوم على تفعل الضغط على صناع القرار لإيجاد قوانين تحد من هذه الظاهرة في مجتمعنا.

وفي رأي الإسلام بالمخدرات قال الوكيل المساعد في وزارة الأوقاف فضيلة الشيخ خميس عابد: "ان الإسلام حصن الفرد وحثه المحافظة على صحته، وحذره الوقوع في التهلكة، وأمره بأن ينأى بنفسه عن الفواحش ما ظهر منها وما بطن، لان اهتمام الإسلام بصحة الفرد يعد أساسًا لاهتمامه بصحة الجماعة، فالفرد أساس المجتمع".

وأضاف ان المطلع يجد في الكتب السماوية جميعها نصوصاً عديدة لترسيخ مفاهيم الصحة، والوقاية، وأنماط الحياة القويمة، فضلاً عن ضوابط التمتع بالحرية وحقوق الإنسان، وان الإسلام ركز اهتمامه أيضا بصحة الشباب على وجه الخصوص لأنهم أمل الأمة وعماد حضارتها وأثمن ثرواتها، ونادى بضرورة الاهتمام بهم صحيًا وفكريا وثقافيا وحضاريا واجتماعيا وروحيا واقتصاديا، لإنتاج كوادر متخصصة فاعلة في المجال التنموي.

وبين ان المخدرات بكافة أنواعها واشكالها محرمة شرعا لأنها تعد من الأوبئة التي يبتلى بها شباب الأمة، كما انها افة خطيرة قاتلة تستشري بين الشباب في مجتمعنا بشكل ملفت، حتى أصبحت خطراً يهدد وجودنا وينذر بانهيارنا، وأوضح ان الأبحاث والدراسات العلمية اثبتت أنها تشل إرادة الإنسان، وتذهب بعقله، وتسبب له أفتك الأمراض، وتدفعه إلى ارتكاب الموبقات، ويجب ان تتضافر جهود الأمة بأفرادها وهيئاتها ومؤسساتها الرسمية والشعبية لاستئصال هذه الافة من مجتمعنا.

وبين مسؤول ملف المخدرات في وزارة الشؤون الاجتماعية نبيل قبها ان الوزارة تعمل ضمن مبدأ الوقاية خير من العلاج لذا فان دورها ارشادي توعوي يستهدف بالدرجة الأولى الفئات المهمشة في مجتمعنا الفلسطيني والطبقات الفقيرة، مشيرا الى ان الوزارة تعمل حاليا مع 1200 نزيل في مراكز التأهيل والإصلاح المنشرة في مختلف ارجاء الوطن والتابعة لوزارة الداخلية، كما انها تؤمن مبالغ مالية شهرية لأكثر من 100 ألف اسرة فلسطينية، إضافة الى حملات وندوات التوعية والإرشاد والتحذير من مخاطر هذه الافة على المجتمع والفرد، مبينا ان يجري العمل حاليا بالشراكة مع العديد من الجهات المختصة لأعداد قاعدة بيانات تحدد بالأرقام والاحصائيات نسب متعاطي المخدرات وغيرها.

وتحدثت مسؤولة البرنامج الاجتماعي والوقائي في جمعية الصديق الطيب عفاف ربيع عن الجوانب النفسية والاجتماعية لتعاطي المخدرات، وتطرقت الى التغييرات الحاصلة على متعاطي المخدرات كالفئة العمرية والجنس وأنواع المواد المخدرة والمناطق الجغرافية، والحالة الاجتماعية ومستوى التعليم، والمهنة او الوظيفة، والوضع الاقتصادي.

وأوضحت ان أسباب تعاطي المخدرات تعود الى رفاق السوء والقلق والتوتر والاحساس بالاغتراب الناتج عن التغييرات الاجتماعية والسياسية، إضافة الى انتشار المفاهيم الخاطئة بين الشباب الفلسطيني والتهميش والإهمال لهم.

وخلال الندوة تم عرض فيلم حول افة المخدرات وعلاقتها بالأمراض الخطيرة كالإيدز.

وخلص المتحدثون في الندوة الى ضرورة الالتزام الديني وتطبيق الشريعة الإسلامية بتحريم المخدرات، وتفعيل دور الاسرة ومتابعة الإباء والامهات لأبنائهم وبناتهم في مختلف مراحل المراهقة، ومشاركة الاهل في اختيار الأصدقاء وسماع نصائحهم والابتعاد عن أصدقاء السوء وتفعيل دور المجتمع المحلي ووسائل الاعلام من خلال حملات التوعية والإرشاد.