وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

خالد الدوش – خالدا في الذاكرة

نشر بتاريخ: 22/03/2014 ( آخر تحديث: 22/03/2014 الساعة: 16:59 )
بقلم: رضوان الشريف

شاءت الأقدار أن يرحل عنا خالد الدوش رحمه الله وهو في قمت عطائه وعشقه وولعه في التحكيم للعبه التي عشقها عروس الألعاب كرة الطاولة , فكان رحمه الله صاحب رسالة رياضية وطنية لرفعة الكادر التحيكيمي لكرة الطاولة في فلسطين وكان يسابق الزمن من أجل الحصول على أي معولمه في التحيكم وآلية أدائه صغيره كانت أم كبيره من أجل الاستفادة , وكان بدون إحراج يسأل من له علاقة بكرة الطاولة عن كل حيثيات المواقف التحكيميه , ويسأل بطريقه يجعل من حوله ينشد إليه .

فتارة كان يسأل من أجل المعرفة وتارة أخرى من أجل تثبيت هذه المعلومة لكل من حوله وحصوله عليها , وكان يسأل بطريقه وبصيغة سؤال يخلق جوا مرحا حتى تصل المعولمه وبطريقته , كان يسعد ويستمتع وهو يقوم بواجبه التحكيمي المنوط به على أكمل وجه , صاحب قرار متمكن وبعد الانتهاء من اللقاء يتحدث عن جمال اللقاء وقوة الأداء في التحكيم ويقيم ما حصل في اللقاء .

كان رحمه الله مرحا مبتسما دائما وصاحب نكته وبتلقائية , ودع الحياة وهو يحلم بأن يحصل على الشارة الدولية وأن يمثل فلسطين بأي محفل عربي أو دولي كان يرسم مشواره للمستقبل كيف سيكون من أجل كرة الطاولة الفلسطينية أولاها الحصول على الشارة الدولية في التحيكم باعتبارها البوابة للنشاط والمشاركات الخارجية , حيث سجل من ضمن الحكام الذين يرغبون في تكملة مشوارهم التحكيمي الدولي لهذا العام واستلم كل مستلزمات الامتحان الأسبوع الماضي وسأل كيف ومتى وأين موعد الفحص الذي ينتظر منذ عامين وبفارغ الصبر لكي يستعد له .

لا يعرف اليأس فقد أخفق في امتحان عام 2012م وعاود وقد سجل لتقديم امتحان الشارة مرة أخرى في هذا العام مشاركا زملائه الحكام ولكن القدر كان أسرع " قال تعالى بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم " فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون " صدق الله العظيم .

خالد الدوش حكما مثابرا وطموحا أصر على المشاركة في بطولة فلسطين الاخيره التي جرت قبل أسبوع حضر وشارك وعانق الجميع وأخذ صور تذكارية هنا وهناك ومع الجميع وهنأ الفائزين على صفحته الالكترونية الفيس بوك وتمنى لهم النجاح والتوفيق , وبعدها رحل , كانت نظراته نظرات فراق وأحس بإحساسه نفسه , وهو يمشي في أروقة القاعة وحول الطاولات وكأن نظراته نظرات وداع , نعم هي الفراق الصعب , نعم هي نظرات وداع , تنظر في لمعات عينيه وترى ذفرات الدمع تنطف منهما .

رحل خالد الدوش عنا وسبقى في الذاكرة حيا فينا لقد فقدت الرياضة الفلسطينية رياضيا وطنيا وفقد الاتحاد الفلسطيني ولجنة الحكام المركزية على وجه الخصوص حكما مميزا فريدا تميز بعشقه الابديه للتحكيم وبسلالة الأداء وسرعة البديهة , ونسأل الله العلي القدير أن يتغمده ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وأصدقائه ومن أحبه الصبر والسلوان وإنا لله وانا اليه راجعون وستبقى يا خالد خالدا في الذاكرة ولن ننساك أبدا .