وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

جبهة التحرير الفلسطينية تحتفل بيوم الام

نشر بتاريخ: 23/03/2014 ( آخر تحديث: 23/03/2014 الساعة: 11:51 )
رام الله- معا - نظمت جبهة التحرير الفلسطينية حفل تكريم لامهات الشهداء بمناسبة يوم الأم، ووفاءً وتقديراً للأمهات الفلسطينيات المناضلات، في مركز الغد الثقافي التربوي بمخيم البرج الشمالي في صور بحضور قيادة الجبهة ومسؤول ملف المخيمات في حزب الله ابو وائل وعضوة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية سهام ابو خروب ومكتب المرأة لجبهة التحرير الفلسطينية وممثلات عن المكاتب النسوية الفلسطينية وعدد كبير من الامهات.

استهل الحفل بالوقوف دقيقة صمت اجلالا واكبارا لأرواح الشهداء، ثم رحبت بالحضور نائبة مسؤولة مكتب المرأة للجبهة في منطقة صور ام محمد.

وتحدث في الحفل عباس الجمعة عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية رحب خلالها بأمهات الشهداء وذويهم، مشيدا بدور أمهات الشهداء التي احتضنت هذا الشعب متوجها بأسمى آيات التقدير والوفاء للام الفلسطينية واللبنانية والعربية في عيدها، لافتا إلى أن خير ما يعبر عن نضالها هو صمودها وصبرها الأسطوري في مواجهة المحن التي تعرضت لها، وقال سنقول لأم الشهيد الذي روى بدمائه الزكية ثرى ارض فلسطين من اجل ان يصنع فجراً وحرية، وطنا يعيش فيه أبناء شعبه بحرية وكرامة،ان ما نراه اليوم من انقسام كارثي يتعزز فوق المصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني، يهدد المشروع الوطني بالتبدد والتفكك وضياع القضية يتطلب وقفة من الجميع وخاصة من كل الشعب الفلسطيني.

واضاف الجمعة الأم الفلسطينية كانت طوال مسيرة الثورة أحد أهم روافع العمل الوطني، تكد وتكدح وتناضل وتعمل في كل المجالات والميادين،تراها في الحقل تزرع وتقلع،في البيت تربي وتعلم وتخرج اجيال،في العمل تناضل من اجل تامين قوتها وقوت اطفالها،في العمل الوطني والشعبي، نصرة لقضايا اسرانا،ولحماية ثوابتنا ومشروعنا الوطني، في الدفاع عن الأرض، رغم كل ذلك من حق الام أن تفرح وان تحتفل بعيدها، فهي الأحق بهذا الإحتفال، فهي من يدفع الثمن أضعاف اضعاف، ما تدفعه اي ام اخرى في العالم، فتكريم الأمهات الفلسطينيات واجب وحق علينا، كما هو واجب وحق علينا تكريم الشهداء والاسرى.

ولفت ان امهات وزوجات الشهداء هم حارسات الارض والوطن ، فعلينا ان نجلهن ونحترمهن، وأن نقيم لهن التماثيل وأقواس النصر، وان نصونهن أيضاً بحدقات عيوننا، ،فهن صانعات الرجال والأبطال، كما هم من قدم وضحى ونحن نتذكر امهات شهداء فلسطين وهم يزغردن اثناء تشيع ابنائهن شهداء، كما نتذكر كلمات والدة الشهيد الامين العام ابو العباس وسعيد اليوسف وحسين دبوق وغيرهم من القادة ومواقف والدة عماد مغنية ووالدة الشهيد السيد عباس الموسوي ووالدة الشهيدة سناء محيدلي ولولا عبود وعندليب طقاطقة وتحرير منصور ، نتذكر امهاتنا الشهيدات زينب شحرور، فمثل هؤلاء الأمهات، من يستحقن النياشين والأوسمة عن جدارة وإستحقاق، والأم التي كرمتها الأديان السماوية وقدمها الرسول محمد عليه الصلاة والسلام في الرعاية والتكريم والمحبة على الرجل ،أن ننحني لها إجلالاً واحتراماً وتقديرا ومحبة.

واضاف الجمعة إن الأم االفلسطينية واللبنانية والعربية ساهمت بشكل فاعل في ازدهار بلدانها وتقدّمها حيث كونت البيئة الحاضنة لمجتمع المقاومة ،حتى أصبحت تحتل مكانة مرموقة من خلال حرصها على إرضاع أبنائها حب هذه الأرض والإخلاص وبذل الغالي والنفيس لصون ابنائها ، مؤكدا أن الوفاء للأم لا يقتصر على هذا اليوم بل هو على مدار الأيام والسنين.

وقال الجمعة ونحن اليوم في عيد الام نلفت الى ما تتعرض له القضية الفلسطينية بعد تجربة عشرين عاماً من المفاوضات إلى الآن، وصلت إلى طريق مسدود. وبصراحة شديدة أن كل المفاوضات والاتفاقات كانت لمصلحة الكيان الصهيوني وليس لمصلحة الشعب الفلسطيني والحقوق الوطنية الفلسطينية وحتى للأمة العربية بشكل عام، والمعروف لدى أي إنسان فلسطيني أو عربي أن الولايات المتحدة الأميركية لا يمكن على الإطلاق أن تكون وسيطاً نزيهاً، وإنما هي داعمة ومؤيدة للعدو الصهيوني في كل برامجه وفي كل سياساته من الاستيطان إلى يهودية الدولة إلى كل الجرائم التي يرتكبها هذا العدو وإلى تهويد القدس ثم إلى السيطرة الكاملة على الضفة الفلسطينية، وهذا الأمر بات معروفاً للجميع، وهذا يستدعي من الجميع العمل على وحدة الصف الفلسطيني ضمن اطار منظمة التحرير الفلسطينية وتفعيل مؤسساتها على أسس ديمقراطية حتى تمثل الشعب الفلسطيني بكل أطيافه، مما يتطلب إنهاء الانقسام في الساحة الفلسطينية على قاعدة الاتفاقات التي تمت في القاهرة، في ظل التطورات الفلسطينية والعربية والدولية هو ضرورة دعوة الجهات التي كلفت في اتفاقات القاهرة لاجتماع طارئ لمعالجة موضوع الانقسام في ظل ما يسمى خطة كيري التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية.

واضاف لو كان الرئيس الراحل ياسر عرفات بيننا اليوم، هل كان الوضع الفلسطيني سيكون كما هو، غزة منفصلة، الوضع التفاوضي في الثلاجة، مخيمات سوريا ولبنان تعاني الامرين ، القضية الفلسطينية في خطر نتيجة تكالب المؤامرات، لذا على العرب أن يعترفوا بخطورة المشروع الصهيوني في المنطقة وأهدافه التي تتكشف كل يوم من تفكيك للمنطقة وعزلها وتجزئتها.

وشدد الجمعة على اهمية ان تبقى بوصلة الشعب الفلسطيني باتجاهِ واحد هو فلسطين ، فما جمَعنا ويجمعنا مع لبنان الشقيق وشعبه المحتضن لقضية الشعب الفلسطيني ، مؤكدا "ضرورة تعزيز العلاقات اللبنانية الفلسطينية"، ومستنكرا الاعمال الارهابية الاجرامية كافة و"التي تقوم بها عصابات تكفيرية لا تمت للدين بصلة ولا جنسية لها ، لافتا أن هذه الاعمال الارهابية والإجرامية، لا تستهدف لبنان فحسب بل تستهدف الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية أيضا من خلال محاولات عبثية تهدف الى زج الوجود الفلسطيني في لبنان في صراعات وحروب وفتن داخلية.

واكد وقوف الجبهة والشعب الفلسطيني الى جانب الشعب اللبناني الشقيق في مواجه الإرهاب المستمر والمتنقل على صعيد المنطقة ،والتزام الشعب الفلسطيني بالقوانين والانظمة اللبنانية لحين عودته الى دياره، والوقوف الى جانب المقاومة في لبنان التي حققت الانتصارات على كيان العدو الصهيوني وما زالت تحتضن فلسطين القضية والشعب والارض، ونحن نتطلع الى الحكومة اللبنانية ان تمنح الفلسطيني حقه الانساني، حقه في الحياة والعمل والتملك وتنظيم الاحوال الشخصية.

وختم الجمعة بالتهنئة بيوم الام حيث قدم مكتب المرأه باقات الورود والحلوى على المشاركات في الاحتفال، وفاء وتقديرا للتضحيات التي تقدمها الام الفلسطينية في سبيل الوطن فلسطين.