وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

جنين: توصية بوضع سياسة تشريعية تمكن ذوي الإعاقة من الوصول إلى حقوقهم

نشر بتاريخ: 01/04/2014 ( آخر تحديث: 01/04/2014 الساعة: 15:59 )
جنين- معا - أوصى المشاركون في مؤتمر نظمته جامعة القدس المفتوحة في مدينة جنين، يوم الثلاثاء، بوضع سياسة تشريعية مناسبة تحدد الآليات والتدابير التي من شأنها تمكين الشخص ذي الإعاقة من الاستفادة الفعلية من حقه في العمل والتعليم والتكوين للوصول إلى عملية الدمج للأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع.

وحث المشاركون في المؤتمر، الذي عقد تحت عنوان: "المرأة ذات الإعاقة في فلسطين.. واقع وتحديات"، المؤسسات النسوية والحركة النسوية، على التعرض لقضايا النساء ذوات الإعاقة، وتضمينها في برامجهم وخدماتهم.

وشارك في المؤتمر، الذي عقد تحت رعاية رئيس جامعة القدس المفتوحة يونس عمرو، ونظمته جمعية الجليل وكلية التنمية الاجتماعية والأسرية، اللواء طلال دويكات محافظ جنين، ووزير الشؤون الاجتماعية كمال الشرافي، ورئيس الجامعة عمرو، ونواب الرئيس ومساعدوه وعمداء الكليات، وأعضاء من المجلسين التشريعي والثوري، ومدير فرع جنين عماد نزال ومدراء عدد من فروع الجامعة، ورئيس مجلس الطلبة القطري زياد الواوي.

ودعا المشاركون في البيان الختامي الذي قرأه جمال أبو العز، إلى تثقيف المرأة ذات الإعاقة وتوعيتها لتمكينها من التعرف على حقوقها التشريعية والمجتمعية والمدنية وتفعيل دورها، وتوفير البرامج المجتمعية والتعليمية التي تضمن مشاركة الفتاة ذات الإعاقة في الحياة العامة، وكذلك ضمان حقها في الحياة دون تمييز.

وشدد المشاركون على أهمية الضغط على النوادي الثقافية والاجتماعية والرياضية لتمكين الفتيات ذوات الإعاقة من تنمية قدراتهن وميولهن في شتى المجالات، وتطبيق قانون المعاقين الخاص بالعمل من أجل توفير حياة كريمة لذوي الإعاقة، وتحسين خدمة التأمين الطبي والتخفيف من فترات الانتظار الطويل للفحوصات الطبية، والعمل على زيادة عدد المستفيدين من خدمة الإعفاء الجمركي، والعمل على تطوير خدمات النساء ذوات الإعاقة الحركية، وتمكين النساء ذوات الإعاقة من المشاركة وبشكل فاعل في وضع الخطط والبرامج والسياسات، والمشاركة في تنفيذها والإشراف عليها وتقييمها.

وكان افتتح المؤتمر بتلاوة عطرة من الذكر الحكيم، وبعد ذلك السلام الوطني، فالوقوف دقيقة صمت وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء.

الشرافي: لدينا إرادة لإعطاء ذوي الإعاقة حقوقهم
واعتبر كمال الشرافي وزير الشؤون الاجتماعية، ممثل رئيس الوزراء د. رامي الحمد الله في المؤتمر، هذا المؤتمر، من المؤتمرات الأهم في فلسطين لدعم الأشخاص ذوي الإعاقة.

وأضاف الشرافي، أن الاهتمام بالأشخاص ذوي الإعاقة هو معيار تقدم الشعوب اليوم، فمدى إعطاء الفئات المهمشة والأشخاص ذوي الإعاقة حقوقهم يعكس مدى تقدم المجتمع، وتخصيص المؤتمر للمرأة ذات الإعاقة هو تأكيد على أهمية إعطاء ذوي الإعاقة حقوقهم.

وأضاف أن مجتمعنا يفاخر بوجود إرادة واضحة في فلسطين لإعطاء المرأة ذات الإعاقة حقوقها، والحكومة تعمل على ذلك بسن التشريعات ورسم السياسات وترجمة النظريات إلى واقع.

وأضاف أن مجلس الوزراء وافق على مقترح لوزارة الشؤون الاجتماعية، أن يجرى اجتماع لذوي الإعاقة لمرة واحدة في العام، ومن ينجح، يجري الضغط على مختلف وزارات الحكومة لتلتزم بالقرار القاضي بتعيين 5% من الوظائف للأشخاص ذوي الإعاقة.

محافظ جنين: يجب أن يأخذ ذوو الإعاقة مكانهم بالمجتمع
إلى ذلك، قال محافظ جنين طلال دويكات، في كلمة له في المؤتمر، إن هذا المؤتمر العلمي يسلط الضوء على قضية مهمة في مجتمعنا الفلسطيني، وهي المرأة ذات الإعاقة، معربًا عن أمله بأن تسهم توصيات المؤتمر في تحسين الأداء الفلسطيني في هذا المجال من أجل تمكين ذوي الإعاقة في مجتمعنا الفلسطيني ذكورًا وإناثًا.

وأضاف أن محور الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي هو تمكين الإنسان الفلسطيني وعلى رأسه الأشخاص ذوو الإعاقة، وعلينا جميعا أن نبحث عن كل السبل التي تمكننا من رعاية وتمكين النساء بصفتهن نصف المجتمع الفلسطيني، وبينهم الأخوات ذوات الاحتياج الخاص.

وأوضح أنه يجب أن ننمي قدرات المؤسسات العاملة في تمكين ذوي الإعاقة، خصوصًا أنه توجد نظرة سلبية تجاه المعاق، ويجب أن نهتم بالروح المعنوية من باب الدعم والإسناد والتوجيه، مشيرًا إلى أنه يجب أن ترتقي التشريعات لتوفير كل ما هو مطلوب للأخوات والإخوة ذوي الإعاقة لأخذ مواقعهم في المجتمع.

عمرو: "القدس المفتوحة" عضو في منظمة التأهيل الدولي التابعة للأمم المتحدة
من جانبه، قال يونس عمرو رئيس الجامعة، إن المؤتمر خصص للمرأة ذات الإعاقة، وهو موضوع تهتم به جامعة القدس المفتوحة التي تنتشر فروعها في مختلف أرجاء فلسطين ويدرس فيها 60 ألف طالب وطالبة وتخرج منها 55 ألف خريج وخريجة.

وأضاف أن الجامعة وضعت نصب أعينها تحقيق أمنيات الكبار، وقال: "كان لنا شرف حمل هذا الأمل وهذه الأمنيات، وبالفعل تحققت أمانيهم بوجود هذه الجامعة على أرض فلسطين لتكرس علمًا لأناس حرموا من العلم وبخاصة المرأة الفلسطينية".

وأضاف أن رسالة الجامعة لم تتوقف عند التعليم بل وصلت لتكريس العمل الوطني الجاد من حيث البحوث العلمية وتكريس الجهد الفلسطيني في قطاع مقارعة الاحتلال الإسرائيلي، وكثير من أبناء الجامعة يقبعون في السجون، وكثير ممن هم محررون يدرسون في الجامعة، وكذلك الجرحى والمصابون لهم حظ جيد في هذه الجامعة.

وأعلن يونس عمرو أن جامعة القدس المفتوحة هي عضو فاعل في منظمة التأهيل الدولي التابعة للأمم المتحدة وهي خاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة، وفي عام 2014 ستكون المنظمة هي السكرتير الوطني لهذه المنظمة في فلسطين.

وأوضح أن المؤتمر يصب في مصب أكبر من رسالة الجامعة، وهي خدمة المجتمع الفلسطيني، وقد أولت منذ بدايتها اهتمامًا خاصًّا بذوي الإعاقة سواء من خلال توفير التعليم للأشخاص ذوي الإعاقة، ويحظى الخريجون من أبنائها بفرص التوظيف إن انطبقت عليهم ظروف التعيين، والقدس المفتوحة هي المؤسسة الأولى في فلسطين التي عملت على إنشاء مختبرات الكمبيوتر للمكفوفين وكانت البداية في جنين ثم في الخليل فرام الله وغزة، وهذه المختبرات ليست حكرًا على أبناء الجامعة، بل تفتح أبوابها لسائر المكفوفين.

وقالت رئيسة اللجنة التحضيرية للمؤتمر إباء عبد الحق من كلية التنمية الاجتماعية والأسرية، إن المؤتمر يهدف إلى تسليط الضوء على قضايا المرأة المعاقة، وتتضمن التأثير في السياسات العامة، وعلى صانعي القرار بتمكين المرأة المعاقة، بالإضافة لتحريك الرأي العام حول قضايا المرأة المعاقة وتحسين نوعية الخدمات المقدمة للمرأة المعاقة.

وبينت عبد الحق أن أبرز محاور المؤتمر هي: واقع الخدمات المقدمة للمرأة المعاقة، والمرأة المعاقة والعدالة الاجتماعية، والمرأة المعاقة والقانون.
من جانبه، شكر عبد الرازق أبو الهيجا رئيس جمعية الجليل، الشركاء في عقد المؤتمر: الوكالة الأميركية للتنمية وجامعة القدس المفتوحة والإغاثة الكاثوليكية.

وأضاف أن المؤتمر يأتي ضمن مشروع تجنيد المجتمع المحلي للتأثير في السياسات العامة لصالح الأشخاص ذوي الإعاقة في محافظة جنين "تمكين حقوق المعاقين" المنفذ من جمعية الجليل للرعاية والتأهيل المجتمعي الخيرية JSCC بالشراكة مع خدمات الإغاثة الكاثوليكية CRS ضمن برنامج تعزيز مشاركة المجتمع المدني CPP الممول من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAID.

وأضاف أن المؤتمر جاء نتيجة للنظرة السلبية وحالة التهميش التي تعيشها النساء ذوات الإعاقة، ونتجت هذه النظرة عن الاتجاهات والمعتقدات الخاطئة تجاه المرأة ذات الإعاقة، ويهدف للتخفيف من العقبات التي تواجهها النساء ذوات الإعاقة، وطبيعة علاقة النساء ذوات الإعاقة مع المجتمع وسبل التواصل للوصول للحقوق والعدالة الاجتماعية لهم.

وأضاف أن تجاهل حقوق هذه الشريحة يخل بتوازن المجتمع ومحتواه، ويعزز النزعات السلبية، لذلك علينا أن نتابع ونساعد وصول هذه الشريحة للعدالة وتلقي الخدمات على قدم المساواة مع الآخرين.

أوراق المؤتمر العلمية
وقدمت خلال المؤتمر عدة أوراق علمية. ففي الجلسة الأولى التي ترأسها عميد كلية التنمية الاجتماعية والأسرية عماد اشتية؛ قدمت الدكتورة بتول غانم ورقة بعنوان: "واقع الخدمات التربوية المقدمة للفتاة ذات الإعاقة في المدارس الحكومية الأساسية في مدينة جنين"، وقدم الأستاذ حمد خليل عليان ورقة حول واقع الخدمات التي تقدم للمرأة ذات الإعاقة حركيًّا في القدس الشرقية، وورقة حول فعالية خدمات الشؤون الاجتماعية في مدينة جنين من إعداد إباء عبد الحق، وآمنة ضراغمة.

وفي الجلسة الثانية التي ترأسها إياد أبو بكر، قدمت الأوراق التالية: "المشاركة السياسية واتخاذ القرار للنساء ذوات الإعاقة"، من إعداد د. رحاب عارف السعدي، وورقة بعنوان: "واقع المرأة ذات الإعاقة في فلسطين" من إعداد بهاء السرطاوي من جامعة القدس المفتوحة وسهير الصباح من جامعة القدس، وقدت ورقة حول "المرأة ذات الإعاقة والعدالة الاجتماعية"، من إعداد محمد الأعرج.

وفي الجلسة الثالثة التي ترأسها سائد ربايعة، قدمت ورقة بعنوان "نظرة إلى واقع المرأة ذات الإعاقة في المجتمع والتشريعات المطبقة"، من إعداد أ. سوزان جرار، والورقة الأخيرة كانت بعنوان: "حماية ذوي الإعاقة بين عجز التشريع والواقع المؤلم" من إعداد د. جمال قاش.