وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

هل أصابت القيادة الفلسطينية؟

نشر بتاريخ: 04/04/2014 ( آخر تحديث: 05/04/2014 الساعة: 09:59 )
بيت لحم- تقرير معا - تعيش عملية السلام بالمرحلة الحالية تغيرات حاسمة في ظل تطورات محلية ودولية على صعيد المواقف الفلسطينية والاسرائيلية، فالقيادة الفلسطينية أعلنت على الملأ أنها غيرت قواعد اللعبة والحوار مع الجانب الاسرائيلي الذي يعمل على نسف العملية السلمية من خلال التفاوض على المفاوضات.

خطوة القيادة الفلسطينية مؤخراً بتوقيعها على معاهدات دولية بعد تعنت ورفض اسرائيل الالتزام بتعهداتها تجاه الجانب الفلسطيني، خلقت العديد من التساؤلات حول ماهية هذه الخطوة، فهل كانت صائبة أم أنها ستفتح العديد من الابواب الموصدة غير المتوقعة على القيادة الفلسطينية.

خطوة رمزية اكسبت القيادة تأييد الشارع الفلسطيني

في هذا الخصوص، قال المختص بالتاريخ السياسي د. معتصم الناصر لـ معا إن الخطوة التي اتخذتها القيادة الفلسطينية بالتوقيع على وثيقة للانضمام إلى 15 معاهدة دولية، بمثابة خطوة رمزية اكسبت القيادة تأييد الشارع الفلسطيني.
|273248|
وأضاف الناصر أن القيادة الفلسطينية بخطوته هذه لم تعلن توجهها إلى مؤسسات الامم المتحدة والمؤسسات التي تلوح بها لإسرائيل، وأن الحديث حتى الان يدور عن قضايا بسيطة وليس قضايا إستراتيجية، وأنه حتى هذه اللحظة لم تنسف المفاوضات.

ويعمل وزير الاقتصاد الإسرائيلي، نفتالي بينيت، على اعداد دعوى ضدّ السلطة الفلسطينية في لاهاي، لتهديدها بعدم التوجه إلى المحكمة الدولية. وهناك سببان للدعوة التي جاءت بعد استشارة العديد من القانونيين: الأول هو إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، والثاني هو التحريض على "الإرهاب" بحسب وصف الوزير.
|273533|
فرصة لإدخال اسرائيل في متاهات سياسية وقانونية

وتعليقاً على هذه الخطوة التي تلوح بها اسرائيل ضد الفلسطينيين إذا ما توجهوا للاعتراف الرسمي في الأمم المتحدة، أوضح المحلل السياسي في الشؤون الاسرائيلية برهوم جرايسي لـ معا أن تهديدات اسرائيل للقيادة الفلسطينية كمن يهدد السجين في زنزانته الانفرادية بمزيد من التضيق.

وعبر جرايسي عن تأييده وموافقته على خطوة القيادة الفلسطينية، ويرى فيها فرصة لإدخال اسرائيل في متاهات سياسية وقانونية، وأن الرهان الاسرائيلي سيكون من بعدها إلى أين ستتجه القيادة الفلسطينية بقرارها على ارض الواقع.

وتابع أن هذه الخطوة كانت "اضعف الايمان" من قبل القيادة الفلسطينية بعد أكثر من 8 شهور من المفاوضات المتأزمة منذ لحظاتها الاولى، لافتاً إلى أن المفاوضات لم تحقق سوى الاستمرار بالبناء الاستيطاني في الضفة والقدس، وتحرير سراح عدد من الاسرى القدامى.
|273532|
التفاوض على المفاوضات غاية اسرائيلية

وكان الرئيس محمود عباس قد وقع على الهواء مباشرة، يوم الثلاثاء الماضي على وثيقة للانضمام إلى 15 معاهدة دولية، بعد موافقة القيادة بالإجماع على التوجه إلى مؤسسات الأمم المتحدة، اثر رفض إسرائيل الإفراج عن الدفعة الرابعة من الاسرى.

وأشار جرايسي إلى أن الحكومة الاسرائيلية كانت قد صرحت في عديد المناسبات أنها سعيدة جداً بإدارة المفاوضات والتفاوض عليها لإدارة الصراع ولإعدام ما تبقى من حلول مستقبلية.

وكانت وزيرة القضاء الإسرائيلي والمسؤولة عن ملف المفاوضات "تسيفي ليفني" قالت إن إسرائيل لن تطلق سراح أسرى الدفعة الرابعة وذلك ردا على ما أسمته بالخطوات "أحادية الجانب" التي اتخذها الفلسطينيون حين قرروا التوجه للأمم المتحدة والانضمام للمؤسسات التابعة لها.
|273534|
الخطوة الفلسطينية بمثابة "تكتيك تفاوضي"

من جهته قال المحلل السياسي طلال عوكل لـ معا إن خطوة القيادة الفلسطينية كانت صائبة وفي مكانها؛ لان اسرائيل لم تبقي شيء من الكرامة، بعد أن خرقت اتفاق الإفراج عن الدفعة الرابعة من الاسرى.

ويعتقد عوكل أن الخطوة الفلسطينية بالتوقيع على خمسة عشر معاهدة دولية جاءت ضمن "تكتيك تفاوضي" كرسالة لتحسين وضع الجانب الفلسطيني بالمفاوضات وليس للخروج منها.
|273210|
ورأى الوزير الاسرائيلي يائير لابيد رئيس حزب (هناك مستقبل) الوسطي "أن سلوك الرئيس محمود عباس يثير الشكوك الجدية في مدى رغبته في التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل". وقال لابيد إن قائمة الشروط الفلسطينية الجديدة لاستئناف المفاوضات تبدو وكأنها استفزاز متعمد يرمي إلى نسف المفاوضات، على حد تعبيره.

وأضاف لابيد "أن حزبه سيواصل دعمه لفكرة الانفصال عن الفلسطينيين غير أنه حري بعباس أن يدرك أن مطالبه قد ترتدّ عليه وأن أي إسرائيلي لن يتفاوض معه بأي ثمن".
|273382|
وكان لقاء جمع الوفد الفلسطيني المفاوض والوفد الاسرائيلي مؤخرا ولمدة 9 ساعات، هددت اسرائيل خلاله بفرض عقوبات لها اول وليس لها اخر، لتبدأ الان بالتأكيد على رفض الافراج عن اسرى الدفعة الرابعة.