وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

شباب الزاوية يطالبون الجهات المسؤولة مزيدا من الاهتمام

نشر بتاريخ: 05/04/2014 ( آخر تحديث: 05/04/2014 الساعة: 18:23 )
سلفيت- معا - في فلسطين، وبمحافظة الزيتون التي تحتفظ باسم سلفيت، الواقعة جنوب غربي محافظة نابلس، تقع المشنقة، فالمحافظة المكونة من 19 قرية تحيط بها 28 مستوطنة إسرائيلية، تجعلك دائما في خذلان من نظرك، حيث انك لا تستطيع النظر إلى مرتفع أو مساحة ارض، تعتقد إنها فارغة إلا وتجد بيوتا يعلوها القرميد الأحمر تنطق من نفسها وتقول ليس لي حق البقاء، في استمرار خط النظر والمسير تتوالى مجموعة قرى إلى أن تهبط في قرية الزاوية، ذات الترتيب الثالث على المحافظة من حيث السكان، إذ يبلغ تعدادها 6 آلاف نسمة، تلك القرية الحدودية ما بين أراض فلسطينية احدها سلب عام 48 والآخر في 67 ليحفظها التاريخ، استراحة للزائرين على مدى أزمان بعيده.

أنت هنا في مكان يعيدك لأصل كنعان، يعديك لهويتك الفلسطينية لا أكثر، حيث رائحة خبز الطابون التي تملأ الأفق، ورائحة الجدران المخضبة بخضرة من جوانبها او بلون القدم الرائع؛ لتشهد على حكاية تاريخ لن يموت أبدا، أنت هنا في بلد اخبرني ثمانيني بالعمر انها ارض الموت، ولكنني سأخالفه وأقول: انها ارض الحياة، ارض تعتقد ان سكانها قتلوا من الزمان غير العادل إلا أنهم أحياء بالحب والتآخي وبعزيمة الفئة الشابة التي لا تعرف اليأس أبدا.

الزاوية حيث الحصار ونقص الخدمات فلا ملاعب ترتقي باسمها، ولا أماكن ترفيهية تروح عن ساكنيها، ولا مراكز تدريبية، وإن وجدت فهي متآكلة لنقص الدعم لها، هذه هي الزواية، ولكن هذا نصف الحقيقة، فالحقيقة الكاملة أن لها شبابا تبلغ نسبة البطالة بينهم 25الى 30% إلا أنهم بذلوا وقتهم لأجل القرية تطوعا بلا اجر، فتجد منهم المواهب المتنوعة، واحترافية اللعب، والمشاركات المشرفة في أي مكان حطوا فيه.

في الزاوية تجدد الدماء واضح جدا فان زرت بلديتها ستجد وجها لم تعتاد ان تجده في غيرها، فنحن كالعادة اعتدنا على رجل خمسيني العمر تقريبا، يرتدي حطة فلسطينية بذقن شائب، يترأس هكذا منصب، إلا أن المعادلة هنا مختلفة فمن يترأسها وجه شاب لم يتجاوز 35 من العمر وهو المهندس سعيد روحي شقور الذي اختاره سكانها ليمثلهم إيمانا بروح الشباب.

شقور لم يتسلم منصبه ليصمت بعدها، بل حقق مشاريع عدة من ضمنها مشروع الكهرباء بالتعاون مع ممثلية دولة اليابان، ومشروع تنفيذ شبكة مياه بالتعاون مع الوكالة الأمريكية للتنمية، وصيانة ملعب نادي الزاوية الرياضي التابع للبلدية، الذي لا يزال يفتقر للمساحة المطلوبة، وإيجاد مركز متطوعي شباب الدفاع المدني، المكون من طلبة المدارس، وعددا من طلبة الجامعات،الأمر الذي سيساهم بحل جزء مما تعانيه القرية.

" ارتفاع نسبة الشباب مقارنة بالبنية التحتية ضعيف جدا" بهذه الكلمات بدأ رئيس نادي الزاوية الرياضي غسان شقير، مضيفا انه لا يوجد ملعب رياضي قانوني، ولا ملعب كرة سلة، فكل شيء انشأ بهذه القرية هو من تكاتف أبنائها على حد تعبيره، مشيرا إلى أن عدد المنتسبين للنادي وحده 400 فرد مقابل خدمات سيئة، مطالبا بمركز حاسوب، ودعم لفرقة الزجل الشعبي، وإيجاد مركز ثقافي ترفيهي للشباب مساء، عوضا عن جلوسهم بالمقاهي أو ترنحهم بالطرقات.

أحب السباحة ولا اقدر أن أسبح، ببراءة الطفولة تلفظ نزار عايد ابن 12 عاما حروفه، ليتلوها بان المسبح تم إغلاقه بسبب غرق طفل؛ لعدم وجود منقذ تبعا لما يعرفه، وان المدرسة تساعده في تنمية حبه للرسم وكرة القدم، متسائلا: ولكن من سيساعدني غدا؟ متمنيا أن يحظى ومن في عمره بالاهتمام لأنهم يستحقون على حد تعبيره.

أصوات تملأ الأفق، وحادثتني بأكثر من مكان، بأن الزاوية قرية محظوظة بشبابها، وبروح التطوع، والإبداع، والتآخي ولكنها مهمشة رغم أنها من القرى المقاومة للجدار، وتملك من الإبداع ما يغطي قرص الشمس، آملين نظرة من الجهات المسؤولة تبقيهم على أمل، أن الغد أفضل.
______________________________________________________
أعدت هذا التقرير : آلاء بني فضل ضمن مشروع الإعلام الريفي