|
جبارين: تسارع وتيرة التخطيط التهويدي يهدد بقلب الميزان الديمغرافي
نشر بتاريخ: 09/04/2014 ( آخر تحديث: 09/04/2014 الساعة: 11:49 )
رام الله -معا- حذر البروفسور يوسف جبارين من أن تصاعد وتيرة التخطيط التهويدي في شرقي القدس، سيسفر خلال سنوات معدودة عن قلب الميزان الديمغرافي، في ظل المصادقة على آلاف المخططات التفصيلية في أروقة التخطيط الإسرائيلي، وفي ظل غياب ردود فلسطينية ممنهجة.
وقال جبارين إن الخطط القومية الصهيونية، وبعدها الإسرائيلية، تعاملت، ولا تزال تتعامل مع المكان الفلسطيني عموما وكأنه مكان فارع، وأن هذه الخطط لم تتضمن أي إشارة لأي اسم فلسطيني أو عربي. وأوضح جبارين أن الإدعاء الأساسي الذي قاد نهج التخطيط الإسرائيلي ارتكز على الترويج لوجود فرصة لبناء كيان حداثي من الصفر. جاء ذلك خلال ندوة نظمها المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية "مدار" في رام الله، أمس، حول كتاب جبارين "التخطيط القومي في إسرائيل: استراتيجيات الإقصاء والهيمنة"، الصادر عن المركز حديثا. وقالت مدير عام "مدار" د. هنيدة غانم في بداية الندوة أن كتاب جبارين هو البحث الأول من نوعه في اللغة العربية، والذي يرصد سيرة التخطيط في إسرائيل بشكل شمولي، ويحلل مكوناته ويربطها بالمشروع الإستيطاني الكولونيالي. وتحدث جبارين عن مجزرة معمارية ارتكبتها إسرائيل بعد النكبة طالت آلاف البيوت التي كان تعكس مخططا معماريا جديرا بأن يسمى معمار فلسطين، حيث عرض مجموعة صور تكشف نماذج من هذا النمط المعماري، ومشيرا إلى دفن بلدة كاملة هي "الخيرية" عبر تحويلها إلى أكبر مكب للنفايات في فلسطين التاريخية. وكشف جبارين عدة مؤشرات على ايديولوجية التخطيط وطابعة الاثني الذي يتركز بدلا من خدمة المواطنين، على التمييز لصالح فئة بعينها على نحو جائر، الأمر الذي يتضح في الجليل والنقب، ففي الجليل يشخص المخطط الإسرائيلي المشاكل التخطيطية على أنها تتمثل في قلة اليهود وتواصل العرب (الذين يشكلون 51% من سكان الجليل)، ويعرض الحل لما يعتبره مشكلات، عبر اقتراح بناء مدن بمواصفات مغرية لليهود، وتوفير أماكن عمل تمنع ما يسمونه الهجرة اليهودية السلبية. وبين جبارين المفارقة العميقة في النقب، حيث تسعى المخططات ومنها برافر إلى تركيز الوجود العربي في مساحة ضيقة، في حال يتم فتح المساحات لبعثرة بؤر يهودية بغض النظر عن عدد سكان هذه البؤر، والذي يكون أحيانا شخصا واحدا. وكشف عن التناغم في النقب بين دور الجيش ومؤسسات القانون ومؤسسات التخطيط، معتبرا ان المعركة على النقب بالغة الأهمية في ضوء حصر العرب في مناطق 48 في غيتوات، ومشيرا إلى عناد عربي مهم في مواجهة مخطط برافر خاصة في أوساط الجيل الجديد، ومستذكرا يوم الأرض، حيث كان يوما مفصليا أوقف المصادرة الجماعية الواسعة. وعن البدايات شكك جبارين في إدعاء الصهيونية شراء 7% من فلسطين التاريخية قبل النكبة، وتحدث عن المخطط الأول، حيث شكل بن غوريون لجنة من 180 خبيرا، تولت بين أعوام 1948 – 1951، التخطيط لإسرائيل لعشرات السنوات القادمة، وهو ما أسفر عن إبادة مدن فلسطينية، وبناء مدن جديدة مع انقاضها. وأضاف جبارين، أن المخطط الثاني (31) تم انجازه بعد الهجرة الروسية مطلع التسعينيات، والآن يوجد مخطط (35) والمبني على رؤية إسرائيل لنفسها كدولة يهودية ديمقراطية، ويمتد إلى العام 2060. وأشار جبارين إلى تشابه من استراتيجيات الإستيطان في مناطق 48 والإستراتيجيات الحالية في الأراضي المحتلة عام 67، من جهة بعثرة الإستيطان وتجميعه . وعن القدس، ختم جبارين بالإشارة إلى تشابه السياسات، موضحا أن جماليات المعمار الفلسطيني تتركز عمليا في غربي القدس التي تجاهله المفاوضات، وأنه بعد احتلال القدس الشرقية تم التعامل مع مساحات واسعة جدا كأرض خضراء توراتية، وقد تم تجاهل وجود الفلسطيني أيضا. |