وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

محلل إسرائيلي: العقوبات على السلطة قد ترتد إلى نحر إسرائيل

نشر بتاريخ: 10/04/2014 ( آخر تحديث: 13/04/2014 الساعة: 09:13 )
بيت لحم- معا - "سنرد على الخطوات الأحادية بخطوات مماثلة" أكد نتنياهو ووعد الجمهور الإسرائيلي في أعقاب توقيع الرئيس الفلسطيني الوثائق الخاصة بانضمام السلطة لخمس عشرة معاهدة ومنظمة دولية، وبعد أن أمر نتنياهو بعرقلة انتشار شركة الاتصالات الوطنية ومد تغطيتها إلى قطاع غزة أمر يوم أمس بوقف الاتصالات بين الوزارات الإسرائيلية ونظيرتها الفلسطينية، وهناك ملحق آخر لهذا العرض للعضلات مثل إلغاء بطاقات الشخصيات الهامة الممنوحة للشخصيات الرفيعة بالسلطة ورجال الإعمال الذين يؤسسون فعليا قواعد وأسس التعاون الاقتصادي مع نظرائهم رجال الأعمال الإسرائيليين، وكذلك استئناف سياسة وضع الحواجز وإعادتها إلى الأماكن التي كانت فيها خلال الانتفاضة وتشديد قبضة الاختناق الاقتصادي عبر وقف تحويل أموال الضرائب التي تجبيها إسرائيل لصالح السلطة والبالغة حوالي 100 مليون دولار شهريا، لكن نتنياهو أعفى من عقوباته وزارة الجيش والوزيرة تسيفي ليفني المسؤولة عن المفاوضات.

هذه ليست المرة الأولى التي يتسلى فيها نتنياهو بفرض العقوبات على السلطة الفلسطينية لكن لقراره هذه المرة قيمة مضافة ووزن متراكم يمكن أن يفجر الأوضاع في وجهه ووجه إسرائيل، حيث تعالت الأصوات الفلسطينية الداعية عباس إلى حل السلطة الفلسطينية وتفكيكها، وهناك بعض المقربين منه الذين يتحدثون عن نيته إعلان انتخابات في الضفة الغربية وغزة لن يكون ضمن المتنافسين فيها، وصحيح ان عباس سبق وهدد بنية الاستقالة لكن وعلى ضوء الخلافات الحادة والصاخبة التي تعصف بحركة فتح وفشل المفاوضات لم يتبق لعباس أي حلم او رؤية واقعية يمكنه تحقيقها وتستحق منه العودة مرة أخرى لرئاسة السلطة، حسب تعبير مسؤول الشؤون العربية في صحيفة "هأرتس" العبرية "تسفي بارئيل" صاحب المقال المنشور اليوم الخميس في الصحيفة تحت عنوان "العقوبات الإسرائيلية على السلطة قد ترتد إلى نحرها".

"هذه المرة يمكن ان يذهب عباس باتجاه تحقيق المصالحة مع حماس التي أعرب قادتها عن دعمهم لمواقفه الثابتة المضادة للخطوات والمواقف الإسرائيلية، ومن الواضح لعباس ان مصالحة من هذا القبيل ستترجم إسرائيليا وبشكل فوري وتختزل بعبارة "لا يوجد شريك فلسطيني"، لكن وفي ظل توقف وغياب المفاوضات فإن توحيد فلسطين تحت قيادة مشتركة في منظمة التحرير سيعتبر الانجاز الوحيد الذي حققه عباس خلال رئاسته بعد أن شقت حماس غزة وأخرجتها من تحت سيطرته ورغم أن المصالحة تبدو بعيدة المنال حاليا، لكن يجب علينا عدم تجاهل بحث حماس وخاصة قيادتها الخارجية عن بيت ومستقر إضافة الى ان حماس تواجه هي الأخرى مشاكل اقتصادية كبيرة قد تدفعها باتجاه تقديم تنازلات سياسية لكن ليست عقائدية أو إيديولوجية" قال المحلل الإسرائيلي.

وأضاف "ليس بالضرورة أن تشكل المصالحة مع حماس ودمجها داخل مؤسسات منظمة التحرير بديلا عن حل السلطة الفلسطينية ففي الحالتين ستنتقل المسؤولية المباشرة عن إدارة المناطق إلى إسرائيل التي ستجد نفسها مجبرة على تشغيل الجهاز الصحي والتربية والتعليم والبنية التحتية وتقديم بقية الخدمات الضرورية والحيوية التي تتولاها وتمولها حاليا السلطة الفلسطينية.

ستتحول العقوبات التي فرضها نتنياهو إلى غير واقعية وليست ذات صلة وستحمل الوزارات الإسرائيلية شمعة وتبحث عن شركاء فلسطينيين لإدارة المناطق من خلالهم ولن تجدهم هذا دون أن نذكر توقف المساعدات المالية الأوروبية والأمريكية والعربية وستجد إسرائيل نفسها وحيدة في إدارة المناطق الفلسطينية إذا ما قررت العودة إليها تماما كما فعلت وكان عليه الوضع حتى اتفاقية أوسلو".

طلب محمود عباس من اجتماع القاهرة يوم أمس تقديم مبلغ 100 مليون دولار تعويضا للسلطة عن الخسائر المترتبة على العقوبات الإسرائيلية ورغم أن قرارا عربيا لم يتخذ بهذا الخصوص حتى الان إلا إن مجرد طلب عباس يؤشر إلى عدم تحمسه لفكرة حل السلطة التي سيكون من ضمن أثارها الجانبية أيضا وقف المعركة الفلسطينية الهادفة لتحقيق الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية أو انضمام فلسطين للمواثيق الدولية خاصة ميثاق روما التي ينظر اليه عباس كآخر خطوة يمكن اتخاذها.

من المفيد القول إن العقوبات الإسرائيلية وأصابع الاتهام التي أشار فيها كيري نحو إسرائيل هي من يخدم عباس وتعمل لصالحه على الساحة الدولية ويبدو انه سيفضل استنفاد هذه الخطوة حتى نهاية الشهر الجاري على فرض أن نهاية الشهر ستشهد تشييع المفاوضات إلى مثواها الأخير والوقوف دقيقة حداد على روحها.

"إن العقوبات التي فرضتها إسرائيل وستفرضها مستقبلا لتحقيق شعاراتها الجوفاء تأتي كالعادة من صدر تعصف به مشاعر الغضب والتهور دون الأخذ بالاعتبار الخطورة التي تشكلها هذه العقوبات ليس فقط على السلطة الفلسطينية بل أيضا على علاقاتنا مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية وليس من الواضح بالضبط الجهة التي تستهدفها عقوبات إسرائيل فإذا كان يقصد نتنياهو ممارسة الضغوط على عباس لإجباره على التراجع عن توقيع المواثيق الدولية فإنه سيجد نفسه أمام توقيع عباس لميثاق روما واذا أراد من خلال العقوبات اظهر واستعرض قوة وعظمة اسرائيل فإن هذه العقوبات تحديدا تظهر وتؤشر على ضعف اسرائيل وضيق افقها وقصر نظرها لأن الفلسطينيين اثبتوا في الماضي استحالة تخويفهم من احتلال اكثر وحشية "اختتم" تسفي بارئيل" مقالته التحليلية.