وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

عن الخيانة.. اسألوا العميد !!

نشر بتاريخ: 10/04/2014 ( آخر تحديث: 10/04/2014 الساعة: 18:22 )
بقلم : أمجد الضابوس
قبل أيام، عندما كتبنا عن التنافس الشريف خلال مباراتي دربي، خان يونس بين الاتحاد والشباب والذي انتهى بالتعادل 1/1، ورفح الذي انتهى بفوز الشباب على الخدمات 3/1، فذلك لأهمية الموقف، الذي ينم عن انحياز أصيل لقيم الرياضة النبيلة، التي لا تعرف التهاون والتفويت، ولا التلاعب بالنتائج، حتى ولو كان لمصلحة الجيران ؟!

الأصل أن التفويت خيانة، للذات قبل الآخرين، أما اللعب النظيف، الذي لا يأخذ بالحسبان، الاعتبارات والألوان، فهو تأكيد على كبرياء وكرامة ونظافة الملتزمين به. أليست الأخلاق ثابتة لا تتغير بتغير المنفعة أو الأشخاص أو الفرق، بما أننا نتكلم عن واقع رياضي؟!

هنا، نسجل اعتزازنا وفخرنا بعميد الأندية الفلسطينية، غزة الرياضي، الذي انحاز لقيم الرياضة ومبادئ اللعب النظيف، خلال مباراته الأخيرة بالدوري، أمام الجمعية الإسلامية، فالجميع كان يعلم أن العميد لا ينافس على لقب، أو هبوط، والجمعية يقاتل من أجل إحراز المركز الثاني، ورغم ذلك لعب أبناء المدرب رأفت خليفة المباراة، كما لو أنها كانت مصيرية للفريق.

الآن بتنا نعلم الفرق بين العميد وغيره!! وبتنا نعلم كيف استحق هذا الكيان العظيم، هذه المكانة العظيمة.. الكبير كبير بنبل أخلاقه وصدق مواقفه، وفي عالم الفوتبول، يتجلى الصدق، بأن يلعب الفريق من أجله ذاته وتاريخه، فلا يرتضي الهزيمة بدلاً عن الفوز، خدمة للآخرين!

والعميد كبير، لأنه بسلوكه القويم، ولعبه النظيف، يُثبت للجميع، أنه يرفض التهاون أمام أحد، ويؤكد للجميع، أنه يقف على مسافة واحدة مع كل الأندية، في موقف يجسد أخلاق الكبار!

ربما أن هذه المعاني الجميلة، لم يكن يدركها بعض الصغار، من الذين سمعناهم بآذاننا، وكانوا يستغربون، عدم تهاون العميد، واستبسال حارسه إسماعيل المدهون في مباراة الجمعية، وتستغرب، هل فعلاً، أصبحت الخيانة وجهة نظر!

يا هؤلاء القلة، إن كنتم لا تعلموا، فعليكم أن تعلموا، أن الهزيمة بشرف، أشرف من الفوز بمؤامرة، كما عليكم أن تعلموا، كيف يقف العالم متوحداً من أجل محاربة التلاعب، وحماية اللعب النظيف، وتذكروا ما حصل لكبير إيطاليا يوفنتوس، وكبير فرنسا مرسيليا، حتى تدركوا خطأ تصوركم الغريب.

تكبر الفرق في عيون جماهير الكرة، بأخلاقها أكثر من بطولاتها، وتفقد احترامها إن فرّطت بكرامتها وسمعتها.

يشعر الألمان بالعار، بعد مؤامرة مونديال 82 ضد الجزائر، ثم يخرج من بيننا الآن، من ينادي بالعار.. يا للعار!!