وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

وفد إعلامي فلسطيني يزور تركيا ويلتقي عدداً من المسؤولين السياسيين والإعلاميين الأتراك

نشر بتاريخ: 02/07/2007 ( آخر تحديث: 02/07/2007 الساعة: 16:24 )
بيت لحم- معا- زار مؤخراً وفد اعلامي فلسطيني بدعوة من مؤسسة التنمية والتعاون التركية " تيكا" العاصمة التركية أنقرة.

وأجرى الوفد الذي ضم 21 صحافياً وصحافية من الضفة الغربية والقدس واراضي 48 يمثلون مختلف وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة العديد من اللقاءات مع المسؤولين الاتراك, كما نظموا زيارات لمؤسسات اعلامية رسمية وخاصة في تركيا للاطلاع على عملها والاستماع للقائمين عليها.

واستهل الوفد الصحافي زيارته بلقاء مساعد المدير العام لشؤون الشرق الأوسط بوزارة الخارجية التركية عمر أنهون، الذي أكد أن الجمهورية التركية هي جزء من منطقة الشرق الأوسط وهي تهتم بدول الشرق الأوسط وبالروابط التاريخية والاجتماعية معها، وأن الأحداث التي تحدث في منطقة الشرق الأوسط تؤثر على تركيا خاصة الناحية الأمنية منها.

وأوضح أونهون خلال اللقاء الذي عقد في مباني وزارة الخارجية بالعاصمة، أن التطورات التي حدثت في عام 1990 في العراق أثرت على تركيا بشكل مباشر، والفراغ السياسي في شمال العراق أدى الى زيادة قوة حزب العمال الكردستاني الذي أخذ يوجه ضربات من شمال العراق للقوات التركية.

وأكد أن القضية الفلسطينية لها خصوصية في تركيا تختلف بها عن غيرها من قضايا المنطقة وقال:" نعتبر القضية الفلسطينية قضية تركية لا نفرقها عن قضايانا، فالعلاقة الاخوية بين الشعب التركي والشعب والقضية الفلسطينية كبيرة، ورغم الاختلاف الجذري بين الأحزاب السياسية التركية، واعتقادات وطريقة تفكيرهم المختلفة، إلا أن هذه الاحزاب توحد موقفها تجاه القضية الفلسطينية، كما أن كل قضايا ومشاكل الشعب الفلسطيني أصبحت مرتبطة بنا وتؤثر علينا".

وأضاف أونهون:" لا يوجد مجال في فصل القضية الفلسطينية عن قضية لبنان كلها مشكلة واحدة وفي وجهة نظرنا أن القضية الفلسطينية هي القضية الأم والأساسية في الشرق الأوسط، وحل القضية الفلسطينية يسبب الأمن والاستقرار لكل المنطقة، وهذه من الأسباب التي تدفع تركيا لإقرار السلام والأمن في فلسطين".

وأضاف أونهون:" يوجد هناك أكثر من دولة عربية في بعض الفترات كانت ضد تركيا بسبب علاقتها مع إسرائيل، ولقد طلبنا أن تكون لنا علاقات مع إسرائيل من أجل الشرق الأوسط، وبعد مرور السنين تبين أن لهذه العلاقات أهمية ودور كبير في المنطقة، وتقبل الجميع وضع تركيا من حيث علاقتها مع إسرائيل لما لها من دور مهم بالنسبة للأمان والسلام في المنطقة".

من جهة أخرى تطرق أونهون إلى الأوضاع الفلسطينية الأخيرة والإقتتال الداخلي بين حركتي فتح وحماس بقوله:" لقد سببت لنا هذه الحوادث التي جرت في فلسطين مؤخرا الحزن والأسى، والانقسام الفلسطيني يسبب الضرر الكبير على القضية الفلسطينية، فقد كان هناك أمل بإيجاد دولتين لشعبين تعيشان جنبا إلى جنب، وإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة، ولكن مع الأسف التطورات تسير بالاتجاه العكسي".

وأكد على أن أي أعمال سياسية تجلب الضرر للفلسطينيين، تركيا تقف ضدها.

وأضاف:" لقد فرحنا كثيرا باتفاقية مكة التي جرت بين الأطراف، ونتمنى للفلسطينيين أن يجتمعوا على قاسم مشترك في أقرب وقت ممكن، وتركيا جاهزة بعمل كل طاقاتها لإنجاح هذه الفكرة".

وأشار إلى أنه كان هناك مبادرات لحل الصراع في الشرق الأوسط، التي تركزت حول قضية القدس واللاجئين، علما بأن فلسطين ظلمت لفترات طويلة ويجب أن يرفع الظلم عنها.

وبشأن مدينة القدس أكد أونهون أن المدينة مهمة لكل مسلم، وبالنسبة للشعب التركي فتحظى المدينة بأهمية واهتمام خاص، كما أن الحكومة التركية تولي اهتماما بالمسجد الأقصى المبارك من خلال المحافظة عليه وإجراء بعض الترميمات فيه.

وشدد على استمرار الحكومة التركية بنفس النهج في الحفاظ على مدينة القدس وما فيها من معالم ومقدسات واثار.

وقال ان الحكومة كانت قد سلمت قبل عدة أشهر السلطة الفلسطينية الارشيف العثماني عن الكواشين ومستندات الطابو حول الاملاك والاراضي في فلسطين والقدس.

والتقى الوفد الصحافي كذلك ابراهيم يازار وكيل المدير العام للتعريف والاعلام وأونور جوزايت رئيس دائرة المكاتب الخارجية.

وأوضح وكيل المدير العام للتعريف والاعلام ان الدولة التركية تعتبر في المرتبه التاسعة من الناحية السياحية بين دول العالم بالنسبة لاعداد السياح الوافدين اليها سنويا، والدولة الثامنة من حيث الدخل السياحي، مشيرا ان عدد السياح العام الماضي بلغ 19 مليون ومن المتوقع ان ترتفع هذا العام ليصل الى 20 مليون سائح.

واعرب عن استعداد وزارة السياحية على التعاون الدائم بين تركيا وفلسطين، مشيرا الى ان الوزارة عقدت عام 1999 اتفاقية فلسطينية تركية وضعت من خلالها أساسات العمل المشترك بينهما في العمل السياحي.

وأوضح أن وزارة السياحة لا تتحكم بأسعار السلع السياحية، وانما تتماشى الاسعار حسب العرض والطلب.

وأشار يازار الى أن الاثار القديمة الموجودة في تركيا هي السبب وراء جذب ملايين السياح قائلا:" ان الاثار ميراث من الاجداد وعلينا الحفاظ عليه ونورثه لاحفادنا ليبقى تراث الى جميع العالم".

وانتهت اللقاءات الرسمية للوفد الصحفي الفلسطيني بزيارة المؤسسة المضيفة وهي مؤسسة التنمية والتعاون التركية "تيكا"، والتقى الوفد مساعد مدير المؤسسة موسى كولاكلي، وبدروه رحب بالوفد الصحفي وأعرب عن سعادته بلقائهم، مؤكدا أن الصحافة لها أهمية كبيرة جدا في بلدان العالم، باعتبارها صوت الشعب.

وأما بالنسبة لهدف الاستضافة أوضح ان الزيارة تهدف الى تبادل المعلومات والخبرات بين البلدين، بالاضافة الى تعريف الشعب الفلسطيني بالحضارة التركية وتطورها الاقتصادي والسياحي والاعلامي والثقافي والديني.

وأكد على أهمية تواصل العلاقات الفلسطينية التركية من خلال اللقاءات المستمرة المتبادلة، وقال:" ان العادات والتقاليد بين الشعبين تعتبر قاسما مشتركا".

وأشار أن مؤسسة تيكا افتتحت لها مكاتب في مدينتي رام الله والقدس بهدف دعم التنمية الفلسطينية وتلبية احتياجات الشعب الفلسطيني من جهة ولتقوية العلاقات الثنائية وتقاسم المعلومات من جهة أخرى.

واستعرض كولاكلي أهم الانجازات التي حققتها المؤسسة خلال الأعوام الماضية في الأراضي الفلسطينية في كافة الميادين وتمثلت في إقامة مشروع المنطقة الصناعية في ايرز وافتتاح كلية العلوم اللغوية التركية في جامعة القدس وكذلك التعاون المشترك بين الطلاب الفلسطينيين وتبادل المخيمات الفلسطينية التركية والعمل على دعم البنية التحتية في عدد من المناطق الفلسطينية وترميم عدد من المراكز الثقافية والمباني القديمة خاصة في مدينة القدس والمسجد الأقصى.

وأشار الى أن مؤسسة تيكا تقدم الدعم التقني كذلك لفلسطين ولعدد من الدول النامية من خلال تعاونها مع مؤسسات التابعة للأمم المتحدة.

وركز على دور الحكومة التركية في تقديم الدعم المادي للدول الصديقة بشكل عام والشعب الفلسطيني بشكل خاص.