وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ماراثون فلسطين كنيسان،دون كذب ...؟؟!

نشر بتاريخ: 12/04/2014 ( آخر تحديث: 12/04/2014 الساعة: 21:03 )
بقلم :جواد عوض الله

سئلت كيف ترى ماراثون فلسطين،قلت:كشهر نيسان ،الذي يعقد فيه بكافة مناسباته، وأحداثه وأجنداته....الوطنية والصحية والحضارية والسياسية والرياضية وغيرها،من محطات فلسطينية هامة .

ففي الثاني من نيسان عام 2002 بدا حصار مدينة السلام بيت لحم ،مهد السيد المسيح ودرتها كنيسة المهد ،حيث امتد حصار الكنيسة اسابيع على ايدي قوات الاحتلال ألإسرائيلية وهذه رسالة من رسائل الماراثون ،والقضايا التي يخدمها،الرسالة الدينية ، فالمحبة والتعايش الحضاري الديني في الأماكن المقدسة في فلسطين ،حيث ينطلق الماراثون من الساحة الواقعة بين مسجد عمر بن الخطاب وكنيسة المهد ،برسالة رياضية وسلام للعالم ...

وفي السادس من نيسان (6-4) من كل عام نحتفل بيوم الرياضي الفلسطيني ،وهذا الماراثون به رسالة رياضية قانونية حضارية حيث يشارك الشباب والشابات من مختلف المناطق الفلسطينية ومن دول اوربية في حدث رياضي حضاري مهني قانوني وبماراثون كامل تبلغ مسافته 42.195 ،رغم الصعوبات .

ومن هنا انطلق الماراثون من امام كنيسة المهد في خط سير قانوني ومسار ،امتد ليصل الى برك سليمان في الخضر ،ولافتقار البدائل في الطرق ولمحدودية الشوارع ومناطق A ،جمع كافة المشاركين من مختلف السباقات 10كم ،20كم ،والماراثون في خط ومسار واحد ، ووضعت نقاط لتحديد مناطق الدوران وعدد الدورات لتكتمل المسافة القانونية،ولهذا فكان مطلوب من متسابقي الماراثون الكامل الذهاب والإياب مرتين من ساحة المهد الى برك سليمان بالخضر لأكمال مسافة السباق القانونية والبالغة 42.195 كم .

ومع ذلك نظم الماراثون الى حد كبير بالمعطيات والمسارب الرياضية القانونية كما استخدم به نظم حديثة بتكنولوجيا الرياضة العالمية من حيث المتابعة والتحكيم ،وضبط الأزمنة والمسافات ،التي تؤهلنا من ادراج هذا الماراثون على الأجندة الرياضية لماراثون عالمية ..؟!.

ومع ذلك فخط السير حمل رسالة ايضا بضرورة المناداة بحقنا في الحركة والتنقل في اي مكان بدولتنا الفلسطينية ولأي مسافة نشاء ،هذا الحق المكفول والمنصوص عليه ضمن حقوق الإنسان في مواثيق الامم المتحدة كالحق في التعليم والصحة وغيرها، نعم الحق في التنقل من الحقوق الأساسية للبشرية ،والمتتبع لخط سير الماراثون يجد به من الرسائل الكثير ،فكل محطة مررنا بها من هذه المحطات تحكي قصة وتحامل رسالة بقضايا وهموم الوطن .

نعم رسائلها كانت حاضرة ،منها رسالة رفض لجدار الفصل العنصري ،الذي يفصل توأم الأماكن المقدسة في فلسطين عن بعضها ويقف حاجزا امام تواصلها،فيقطع اواصر التواصل بين مدينة بيت لحم مهد السيد المسيح ،وتوامها مدينة القدس الشريف ، وهذة رسالة نراها ونعايشها نحن في فلسطين،ونريها لكافة المشاركين المحليين والدوليين ، كذلك نلتقط رسالة المخيم وقضية اللاجئين ،ومفتاح العودة المشرع في وسط مخيم عايدة ،حيث سار من تحته كافة المشاركين ،كان علامة بارزة في صور الصحفيين والإعلاميين،وصولا الى مثلث الخضر نقطة دوران المشاركين ،التي تقع بالقرب من برك سليمان (هذا المكان التاريخي الأثري الحضاري الذي يعكس عمق التواجد الإنساني الكنعاني الفلسطيني)ونقطة الدوران تلك الواقعة بالقرب من محطة النشاش ،تبعد اقل من 200 متر من حاجز تفتيش ونقطة عسكرية اسرائلية ،مانعة تقدم وحركة الناس وتنقلهم بحرية ،ولهذا كان شعار الماراثون تجسيدا لشعار الحرية في التنقل والحركة،والمتابع يعلم ان الأراضي الخاضعة للأشراف المباشر من قبل السلطة الوطنية الفلسطينة والمسماه مناطق A لا يتوفر بها المسافة القانونية لعقد ماراثون كامل ،ان اردنا.

الانطلاق من نقطة والانتهاء في نقطة على بعد 42.195كم ،
وفي السابع من شهر نيسان(7-4)من كل عام يحتفل العالم بيوم الصحة العالمي ،ونحن في مشاركة الشباب والشابات في هذا الماراثون وتشجيعهم وحدثهم على المشاركة وممارسة الرياضة والنشاطات البدنية رسالة صحية ورفع لمستوى الثقافة بدنية والرياضية ،التي تعود بالفائدة والتنمية على شعبنا وشبابنا .

وفي التاسع من نيسان،يصادف يوم الشباب الفلسطيني،هذا اليوم الذي يذكرنا بأهمية قطاع الشباب ،والعمل على تنميتهم ببرامج ودورات واعطائهم مساحة اكبر في الأجندة الوطنية ،رياضيا وثقافيا وفنيا واجتماعيا ،وسياسيا ،....فشباب وشابات فلسطين مفخرة ،وثروة قومية وهم ثورة في وجه المحتل ،عندما يناديهم الوطن وعندما كان ماراثون فلسطين وانجاحة رسالة وطنية وواجب شبابي رياضي ،كانوا على استعداد لنصرة هذا الماراثون ،حيث لبت الشاباب والشاباب من مختلف مدن وقرى ومخيمات فلسطين ومن كافة المؤسسات والجامعات والمدراس والأندية والأجهزة منذ فجر الجمعة ،نداء الوطن والماراثون ليكونوا جزا من رسالته الوطنية ومن نجاحة ،نعم الشاب هم حاضر ومستقبل فلسطين ،ولهذا شاركوا وانتصروا في رسالتهم بماراثون فلسطين؟؟!!

كما قد اطلقت مؤسسات فلسطينية في (9-4) التاسع من نيسان هذا الشهر ،مبادرة عالمية باعتماد عام 2014 عاما للتضامن مع فلسطين،وارى ان هذا الماراثون بمشاركة اكثر من 700 مشارك من دول اوربية واجنبية وموظفي سلك دبلوماسي وغيرهم من حملت الجوازات الأجنبية اشارة ورسالة تضامن قوية مع فلسطين القضية ،كما هي مشاركة رياضية،؟!

وفي ال11 من نيسان ،ايضا كانت ذكرى مجرة دير ياسين ،كشاهد على بشاعة الاحتلال واحدى مجازره المتعددة اتجاه الشعب الفلسطيني ، كمجرة قانا وصبرا وشاتيلا ...وغيرها؟! ،وهذا ما يراه المشارك وخاصة عندما دخلنا في المساء لمتحف برك سليمان حيث عقد الحفل الختامي للماراثون ،وشاهدنا ما شاهدنا من تراث حضاري تاريخي كان ماثلا في مقتنيات اهلنا في اراضي ال48 وغيرها ومن ادوات ومطرزات معروضة قادمة من عدة مدن وقرى مهجرة ،من الداخل الفلسطيني.

وفي السادس عشر من نيسان(16-4) من كل عام يصادف يوم الشهيد الفلسطيني، ففي هذا الشهر سقط الكثير من القادة العظام ،عبر سنوات النضال الطويل ،منهم عبد القادر الحسيني وابو جهاد ،....وغيرهم الكثير الكثير من شهدائنا الأبرار الذي ننحني لهم ،ونحتسبهم ،ونستذكرهم في كافة مناسباتنا الوطنية ،الشبابية والرياضية وغيرها ،فبتضحيات الشهداء عبر سنوات القضية الفلسطينة ،نحن هنا ونمارس انشطتنا الرياضية ،ونؤدي ادوارنا من بعدهم ،فلهم ولذويهم ولتضحياتهم نسجل باسم كافة المشاركيين ،من شباب ورياضيين ،اعتزازنا وافتخارنا بهم .

وفي السابع عشر من نيسان (17-4)يوم الأسير الفلسطيني،هذا الأسد القابع خلف قضبان الأحتلال ،منهم من امضى ريعان شبابه كاملة في ظلماته ،ومنهم من دخل عقد السبعين فيه،منهم من سجن طفلا،وخرج كهلا ومنهم المراة و الرجل،منهم من قطاع غزة ومنهم من فلسطين المحتلة عام 48،ومنهم من القدس العاصمة ،ومنهم من الضفة ،ونحن نرى فيهم معتقلوا فلسطين،من شمالها الى جنوبها ،من طفلها لشيخها،ومن هنا نحن ايضا ننتصر لهم في قضاياهم،وننتصر لهم في انشطتنا الشبابية والرياضية ومنها ماراثون فلسطين ،حيث حمل بعض الشباب والشابات في ساحة المهد وغيرها ، صورا لمعتقلين ما زالوا بالأسر،رابضين في سجون الاحتلال ،وما زلنا ننادي بالإفراج عنهم كافة ،وبهذا هم في الذاكرة وفي وجداننا وعلى قمة اولوياتنا .

وهنا اسجل شخصيا،تقديري واحترامي لمواقف الأخ الرئيس محمود عباس الذي انتصر لقضية الأسرى وأصر وطاقم القيادة الفلسطينية رغم الضغوط على ضرورة الإفراج عن الدفعة الرابعة المتفق عليها في التفاهمات مع الجانب الإسرائيلي،بل ومن اجلهم تحمل كافة الضغوط ،وقد تابع ذلك بتوقيع اتفاقيات انضمام دولة فلسطين لمنظمات دولية من شانها الضغط بموجب قوانين الأمم المتحدة على اسرائيل،والحد من غطرستها،وعدوانيتها،

نعم الماراثون حمل رسائل كثيرة ومتعددة وعنقودية وغيرها من اهداف نبيلة انسانية ووطنية ودينية وحضارية اضافة الى الرياضية ،والمتابع شهد التطور في هذة النسخة من الماراثون ،حيث زادت اعداد المشاركين عن العام الماضي وكذلك زادت اعداد الشركات الراعية ،التي نوجه لها الشكر ،على دعمها ،ولا ننسى المؤسسات الشريكة التي ساهمت في انجاح هذا الماراثون الوطني وتقديم كافة الخدمات لانجاحه ،من محافظة وبلدية واجهزة خدماتية وصحية ،ولوجستية ،حتى خرج الماراثون بهذة الصورة ،الحضارية.

نعم صور كثيرة للماراثون وابرزها الرسالة الرياضية ،وفق القوانين الدولية ،حيث شارك في ماراثون فلسطين ما زاد عن 3300 مشارك ومشاركة في ثلاث سباقات رياضية 10كم و21كم نصف ماراثون و42.195 كم ماراثون كامل،بمشاركة الشابات والشباب ومن مختلف الأعمار ،
ان هذا العمل الرياضي عمل وطني ،جماعي ، بامتياز ، وان اختلفت الجهود ،والمساهمات ، ونجاحه من الفه الى يائه مؤشر حضاري رياضي ،باسم فلسطين ،وقد ساهم في انجاحه الكثيرون ،توجيها وتخطيطا واعلاما ومتابعة ،ومشاركين ومشاركات ،ومنظمين محليين ودوليين ،لا نقل لهم شكرا فقط ،فهذا واجبهم الوطني قبل كل شي بل تحية تقدير واحترام ،هكذا انظر شخصيا للماراثون وقد قرات في رسائل الماراثون ما ذكرت،وربما هناك رسائل واهداف اخرى اكثر واكبر ،؟!

نعم ، نستخدم الرياضة بكافة اشكالها وألعابها ونشاطاتها ،كلغة حضارية عالمية عابرة للمدن والدول وللقارات ،موصلة رسائلنا الوطنية ، دون ان نفرغ الرياضة وأنشطتها من محتواها الفني والمهني والقانوني ،وهكذا كان الماراثون ،ورسائلنا من خلال الرياضة كثيرة وكبيرة وحق لا لبس فيه ،كمناسبات وأحداث شهر نيسان ، فقضيتنا الوطنية عادلة وحكايتنا ومطالبنا حقيقة وصادقة ،لا كذب فيها ،ككذبته الأول من نيسان فكيف نكذب او نكذب في الرواية الفلسطينية بعد ما شاهد المشاركون ما شاهدوه بمحطات مروا بها عن الجدار والحصار والمخيم ونقاط التفتيش والتضييق ومنع التواصل والتنقل وغيرها من ممارسات اسرائيلية طالت البشر والشجر والحجر وحتى .....الأماكن الدينية ؟!
[email protected]