وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الأسير القائد الجاغوب يدعو لرؤية ومشروع استراتيجي تتبنى قضية الأسرى

نشر بتاريخ: 13/04/2014 ( آخر تحديث: 13/04/2014 الساعة: 16:17 )
رام الله -معا - دعا القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين نائب مسئول فرع السجون الأسير وائل الجاغوب المحكوم مؤبد في سجن شطة لضرورة امتلاك رؤية ومشروع استراتيجي تتبنى تحريك قضية الأسرى، ووضعها عنواناً رئيسياً على أجندة الحراك الشبابي الفلسطيني، وصولاً إلى تحقيقها الحرية للأسرى.

وأكد الجاغوب خلال مقابلة شاملة أجراها معه القيادي في الجبهة الشعبية ومسئول فرعها بالسجون عاهد أبو غلمى، على ضرورة تصاعد الدعم الجماهيري لقضية الأسرى ارتباطاً بالتحرك النضالي داخل السجون.

وشدد الجاغوب على ضرورة تطوير أشكال النضال والفعل الجماهيري الداعم للأسرى لترتقِ إلى مستوى الحدث بعيداً عن حصر الاحتجاج الجماهيري في إطار اعتصامات أمام بوابات الصليب الأحمر، مطالباً بضرورة التفاعل بين الأسرى والقوى السياسية والشخصيات والمؤسسات لبناء إستراتيجية عمل وطني، وهذا يحتاج إلى توفير الإرادة لدى المؤسسة الفلسطينية.

واعتبر الجاغوب بأن الأولوية خلال المرحلة القادمة التي يجب التركيز عليها هي موضوع الأسرى المرضى وتحقيق الحرية لهم، أما فيما يتعلق بالأسرى بشكل عام، أكد أن المطلب الأساس هو الحرية، مستدركاً بأن مدى الاقتراب أو الابتعاد من تحقيق هذا الهدف مرتبط بقدرة القوى السياسية الوطنية والإسلامية.

وأوضح بأن قرار خوض الإضراب المفتوح عن الطعام يعتبر من أكثر القرارات صعوبة وقسوة ويحتاج إلى تفكير جاد وعميق، ويتطلب وجود قضايا تستدعي استخدام هذا الخيار ولدى تقييم واقعنا كأسرى هنا يمكن أن نحدد عدد من القضايا الملحة والضاغطة وفي مقدمتها الملف الطبي ووجود أكثر من 1300 أسير يعانون من أمراض مزمنة جزء منهم حياتهم مهددة بالخطر، وهذا نتاج سياسة الإهمال الطبي والتي باتت تتسع دائرتها باستمرار، فضلاً عن استمرار مشكلة العزل الانفرادي، وأهمية استئناف زيارات أهالي غزة وإنهاء المنع الأمني لعائلات الأسرى من الضفة الغربية وتحسين شروط الحياة حيث أقدمت إدارة السجون على خرق الاتفاق من اليوم الأول، وأبقت على الأسر ضرار السيسي بالعزل الانفرادي ولم تلتزم لاحقاً باستئناف زيارات الأسرى من أبناء القطاع بشكل طبيعي؛ بل اكتفت بالسماح لهم بالزيارة مرة واحدة كل شهرين، وعدم السماح بإدخال الملابس والسماح فقط للأقارب من الدرجة الأولى محددين بالزيارة والسماح بمرافق للزائر ( طفل) لا يزيد عمره عن 10 سنوات، إضافة إلى عدم الالتزام بإنهاء سياسة العزل والمنع الأمني لعائلات أسرى الضفة، وعدم تحسين شروط الحياة، واستمرار رفض إلغاء إجراءات ما عُرف بقانون شاليط، وفي مقدمتها منع التعليم والذي يعتبر حق أساسي لكل إنسان، وعدم التعاطي مع حق الأسرى بالتواصل الهاتفي والإمعان بسياسة العزل الانفرادي مرة جديدة، والتي كان آخر تجلياتها عزل المجاهد إبراهيم حامد.

وأكد الجاغوب بأن مجمل ما ذكر يضاف له التضييق اليومي بكافة أشكاله إنما يشكّل حالة ضاغطة علينا كأسرى من أجل التوافق بخوض الإضراب المفتوح عن الطعام بشكل جماعي حال لم تستجب إدارة السجون لمطالبنا، مشيراً بأن هذا ما يتم التداول بخصوصه بين أقطاب الحركة الأسيرة حالياً للخروج بقرار وطني جماعي.

وفي الموضوع السياسي، حذر الجاغوب القيادة الفلسطينية من ترويح فكرة رفض المقترحات الأمريكية والموافقة بذات الوقت على تمديد المفاوضات، مشيراً إن ما تسرب من مضمون إعلان الإطار من قبل مسؤولي الإدارة الأمريكية من مقترحات وأفكار تتعلق بالأمن والقدس واللاجئين ويهودية الدولة، تشير إلى أن ما هو معروض يعبر عن وجهة النظر الإسرائيلية بشكل كامل، ويعتبر أية موافقة فلسطينية على هذه المقترحات بمثابة تصفية للقضية الفلسطينية، وأيضاً فإن الاتفاق على أي تمديد للمفاوضات يضر بالمصالح الوطنية الفلسطينية.

تجدر الإشارة، إلى أن القائد وائل الجاغوب، يعتبر أحد قيادات الحركة الوطنية والأسيرة، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وهو يشغل نائب مسئول فرع السجون في الجبهة وهو من الرفاق ذات التأثير الكبير، والذي تحسب له مصلحة السجون ألف حساب، وتقوم بين الحينة والأخرى بعزله أو ترحيله من سجن إلى آخر لوقف تأثيره على الأسرى. لم يعش الرفيق وائل خارج السجون منذ ان كان عمره 16 عاماً سوى سنتين، وباقي عمره نثرها خلف الاسوار السوداء من أجل ان تزهر في الارض ورود الحرية.

اعتقل الأسير وائل الجاغوب لأول مرة عام 1992 وقضى في السجون 6 سنوات وانتقل ما بين عدة سجون منها الفارعة وشطة ونفحة ومجدو ونابلس والدامون والجنيد وأطلق سراحه في16 /4/1998 .

مع بداية الانتفاضة الثانية اعتقل مرة أخرى في 1/5/2001 نتيجة قيادته خلية مسلحة تابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين نفذت سلسلة عمليات جريئة ضد الاحتلال الصهيوني ومستوطنيه، وبعدها حكم عليه بالسجن المؤبد.. السنوات الطويلة التي أمضاها الأسير وائل خلف القضبان لم تثنِ من عزيمته ، وحاول التأقلم على وضعه عن طريق ممارسة هواياته التي تتمثل بالكتابة، فقد صدر له كتابين، الأول بعنوان أحلام أسيرة، والثاني بعنوان أحلام مؤجلة، بالإضافة إلى عدة مقالات هامة جداً..

وهو يتمتع بمعنويات عالية ، ويحظى بحب واحترام كافة الأسرى في السجون التي زارها ، ولا يزال ينتظر الحرية ولم يفقد الأمل رغم الحكم بالسجن مدى الحياة.