|
وعد فقها متعددة المواهب تخطف القلوب بمجرد اعتلائها خشبة المسرح
نشر بتاريخ: 15/04/2014 ( آخر تحديث: 15/04/2014 الساعة: 11:23 )
طوباس - تقرير معا - بمجرد وقوفها تفرض حضورها بين مشاهديها، وتجذب انتباهك من لحظة صعودها المنصة حتى لحظة نزولها، عدا عن أسلوب إلقاءها الذي يطرق باب المشاعر والقلوب ليخطفها في نزهة جميلة مع أدائها، فتتجول في معاني كلماتها لتقطف أطيب ثمار التألق والإبداع.
إنها الطفلة وعد فقها من عين البيضا البالغة 14 سنة، اعتادت منذ صغر سنها بارتياد المنصات لإلقاء الشعر والخواطر برونق متميز وحضور أخاذ، وكانت البداية في الصف الثالث إذ كانت تلقي النصوص الشعرية والأدبية في الإذاعة المدرسية، وفي الصف الرابع صعدت درجة أخرى في التميز إذ بدأت تكتب النصوص وكل شيء كانت تكتبه ما زالت تحتفظ به وما يتلف من أوراق تعيد كتابته من جديد. تتعدد هوايات وعد من عزف على البيانو والعود والسباحة، ولكن طورت ذاتها في مجالي إلقاء الشعر والكتابة الإبداعية "عندما كنت ألقي الشعر في البيت كانت أمي تشجعني للإلقاء أمام الناس، وأهلي قدموا لي المساندة على جميع المستويات مما جعلني أحاول وأحاول في الكتابة والإلقاء حتى وصلت إلى قدرة على الوقوف في المهرجانات أمام الناس والشخصيات والمسؤولين دون رهبة أو خوف". وتضيف وعد "عندما أكتب أقصد إخراج ما في قلبي من هموم ومن حسرات تراودني، فعندما أرى الظلم أكتب عنه أينما كان وكيفما كان، فأسلط الضوء حينا على الفتيات المظلومات في المجتمع، وخاصة اللواتي يجبروهن أهلهن على الزواج المبكر واللواتي يحرمن من التعليم ومن حقوقهن، وأكتب حينا آخر عن أطفال فلسطين وخاصة أطفال منطقة الأغوار الذين يعانون من كثير من النقص والاحتياجات". وللوطن في قلبها حصة أخرى فعندما سألناها عن معنى الوطن أجابت بأنه أمها وأباها والأرض التي تعيش فيها، وصمتت لوهلة ثم قالت "لا أستطيع التعبير عن شعوري تجاه وطني الغالي فأنا جزء منه والإنسان دون وطن لا يكون شيء، فاللاجئون والمهجرون حقوقهم منسية لأنهم خارج وطنهم". من خلال حديثنا مع أم وعد تبين لنا أن وعد لم تعاني كثيرا كتلك المعاناة التي تعرضت لها، وأن وعد لم تواجه صعوبات من المجتمع وكانت نظرات المجتمع ليست سلبية، وبعود ذلك لتطور العصر وحاجة الإنسان للخروج من حدود قريته أو بلدته وفي هذا الخصوص تقول أمها "أنا أرى أن لها شخصية قوية ونشيطة ومتفهمة، وتمتلك مواصفات القيادة وتفكيرها يسبق سنها في كل الأمور، وسأواكب تقديم الدعم لها فأنا من خلال وعد كسرت جميع الحواجز التي عشتها وما زلت أعيشها من نظرات المجتمع وغيره". ولا يقف الأمر عند حذا الحد، فصديقات وعد في الصف التاسع يلجأن لها إذا أردن شيئا من المعلمات أو من المديرة، ويعتبرنها الممثلة لهن، وتحاول وعد قدر الإمكان أن ترتقي بصديقاتهم قدر الإمكان من خلال دعوتهن للذهاب معها للنقاش في متطلباتهن لكنهن لا يقبلن الذهاب خوفا من المديرة ولعل هذه المحاولات في دمج صديقاتها لتقوية شخصيتهن لم تذهب هباءً منثورا فإحدى صديقاتها أصبحت تنافسها في مجال الشعر والإلقاء بفضلها. ولهذه الطفلة أثر كبير في عين البيضا، حيث أن كثير من الفتيات بدأن يأخذن طريق وعد في تحقيق ذاتهن وحقوقهن في المجتمع، عدا عن الكثير من العادات المجتمعية التي اجتازتها مثل الزواج المبكر والتعليم وغيرها. ووجهت وعد رسالة لأطفال فلسطين تدعوهم فيها أن يبادروا في تنمية مواهبهم من أجل أن يعرف العالم مدى إبداعهم ومواهبهم، كما ترى نفسها بعد عشرة سنوات بأن تكون محامية أو صحفية فكلتا المهنتين لها تأثير في نقل الحقيقة وتحقيق الشخصية والذات . هكذا هم أطفال فلسطين، يعيشون في أقسى الظروف ليكونوا قادة المستقبل والتغيير، يكبرون سنهم بسنوات، فلعل الحياة هي التي تعلمهم ولعل مرارة الأيام تجعل منهم رجالا ونساءا قادرين على تحمل المسؤولية في عمرهم الصغير. الجدير ذكره أن قرية عين البيضاء تبعد عن مدينة طوباس حوالي 25 كم عن مركز، وهي قرية زراعية خصبة تشتهر بزراعة الخضار بالدرجة الأولى، وتعتبر من أوائل القرى الفلسطينية التي عانت من الاستيطان، وأقيمت على أراضيها أول مستوطنة زراعية في الضفة الغربية وهي مستوطنة "محولا" . والآن تعاني القرية من شدة الإسرائيليين أسوة بالقرى والتجمعات القريبة منها مثل كردله وبردله والمالح والفارسية حيث يفصلهن حاجز تياسير عن بقية تجمعات محافظة طوباس، وكذلك حاجز الحمرة يفصلها عن باقي مدن الضفة. اعد هذا التقرير : أحمد السده ضمن مشروع الإعلام الريفي الذي تنفذه شبكة معا |